تعليق: العولمة لن تسير عكس المسار (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:03:30.16:20

أصبحت الحرب على الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد ( كوفيد -19) حربا عالمية مع إنتشار الوباء تدريجياً إلى العديد من دول العالم. وفي الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يخطط ويوحد الجهود لمنع هذا الوباء والسيطرة عليه، ظهرت بعض الأصوات المناهضة للعولمة، حيث زعم البعض إن "العولمة أسرعت في انتشار الفيروس"؛ ويحرص البعض على إثارة الخلافات العرقية بهدف بناء جدران عالية في "القرية العالمية"؛ وأعرب البعض عن أسفه لأن الوباء هو القشة الاخيرة التي سحقت العولمة.

وإن ما لا يمكن إنكاره، هو أن العديد من البلدان أدخلت على التوالي تدابير للوقاية والسيطرة من الوباء، مما أدى إلى درجة معينة من التباطؤ في تدفقات الأفراد والمواد والأموال عبر الحدود، ومن الصعب على الاقتصاد العالمي تجنب الأثر المؤقت لانتشار الوباء. ومع ذلك ، فإن التوقيت الحالي غير مناسب لإساءة والتخلي عن العولمة، على العكس من ذلك، فبالنظر إلى التفاعل النشط بين الصين والدول الأخرى في العالم منذ تفشي المرض، سنلاحظ أن التمسك بوعي العولمة والقيام بالتعاون الدولي تكتيك فعال لمكافحة الفيروس.

المعلومات متاحة دائما. لقد أبلغت الصين المجتمع الدولي بمعلومات الوباء في الوقت المناسب، وزودت تسلسل الجين الفيروسي بأكمله، وغيرها من البيانات العلمية في أول وقت للمجتمع الدولي، ما وفّر معلومات مهمة في أبحاث المجتمع الدولي حول الفيروس، وتطوير الكواشف التشخيصية ، والأدوية ، واللقاحات، والوقاية من الوباء ومكافحته.

المواد متداولة دائمًا. حيث قدمت العديد من البلدان والمنظمات الدولية مساعدات وتبرعات بعدد كبير من المواد الوقاية من الاوبئة ومكافحتها للصين عندما كان لدى الاخيرة نقص مواد الدفاع ضد الوباء . وبعد أن انتشر الوباء بسرعة وأصبح عالميا، تبرعت الصين بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لدعم التعاون الدولي في مكافحة الوباء، كما تبرعت بمستلزمات طبية طارئة إلى كل من باكستان واليابان وكوريا الجنوبية وإيران والاتحاد الأفريقي، ودول ومنظمات أخرى.

التجربة متبادلة دائمًا. قادت منظمة الصحة العالمية في أوائل فبراير بإنشاء فريق الخبراء الدولي لزيارة الصين وتقديم توصيات للاخيرة والوقاية من الوباء ومكافحته على الصعيد العالمي. وفي الوقت الذي تعمل فيه الصين بنشاط على منع ومكافحة الأوبئة المحلية، قامت أيضًا بمشاركة الوثائق الفنية مثل برامج الوقاية من الأوبئة ومكافحتها وتشخيصها وعلاجها مع أكثر من 100 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية ، وتعاونت مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والعديد من البلدان، واجرت أكثر من 20 تبادلًا فنيًا من خلال مناقشات الخبراء والاجتماعات عن بُعد.

مع تفشي الوباء، لم يتوقف التعاون الصيني مع الدول حول العالم. وقد ساعدت التعاونات الصينية على استجابة البلدان للوباء بشكل أفضل، لتثبت مرة أخرى وبقوة أن العولمة هي الاتجاه العام.

الإنسانية هي مجتمع ذو مصير مشترك. يعد التضامن والتعاون أقوى الأسلحة لمحاربة المرض في فترة حرجة تتعلق بسلامة وأمن شعوب جميع البلدان. وفي مواجهة الوباء ، يجب على الدول أن تتكاتف لمنعه والسيطرة عليه كفرصة جديدة لتعزيز إنشاء إطار عالمي للحوكمة التعاونية، بدلاً من الانغماس في مناهضة العولمة والحمائية، والبحث عن اسباب تكاثر جديدة لإيجاد تربة جديدة غير مواتية للعولمة.

ومثل ما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس قبل بضعة أيام عندما أصدر أمر تعبئة العامة والحرب العالمية ضد الوباء: "الآن ليس وقت الاستسلام، وليس وقت اختلاق الأعذار، الآن هو وقت الكفاح وبذل الجهود." وإن العولمة لن تسير عكس المسار، ولا يمكن لأي بلد العودة إلى جزيرة مغلقة. وأصبح الفيروس المنتشر تحديًا عالميًا، وحتى يتم في "اجتياز الحواجز" ، يجب على الدول أن تقوي إحساسها بمجتمع المصير المشترك للبشرية، وأن تقوم بتعاون عالمي وشامل، وأن تعمل معًا لحماية "قريتنا العالمية" المشتركة.