القاهرة 27 فبراير 2020 (شينخوا) أعرب وزراء الصحة العرب، خلال اجتماع اليوم (الخميس) بمقر الجامعة العربية في القاهرة، عن تضامنهم مع الصين ودعم جهودها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وثمن الوزراء، في بيان صدر عقب اجتماع الدورة الـ 53 لمجلس وزراء الصحة العرب برئاسة البحرين، "موقف الصين المنفتح في التعاون والشفافية بشأن مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، والاستمرار في تنفيذ الإجراءات الوقائية والتأهب حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية، وبما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية".
وأبدى الوزراء العرب "الثقة بقدرة الصين، حكومة وشعبا، على تجاوز هذه المحنة، ونجاحها في اتخاذ الإجراءات الداعمة للجهود الدولية لمنع انتشار هذا الفيروس الوبائي".
بدوره، قال السفير الصيني في القاهرة لياو لي تشيانغ، إنه "في هذه اللحظة الحرجة، اتطلع إلى أن تستمر الجامعة العربية في دعم الصين، من منطلق علاقات الصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الصين والعالم العربي".
وأضاف لياو، في كلمة خلال الاجتماع، أنه "بينما تقوم الصين بعمل جيد لمنع المرض والتحكم فيه، تعمل أيضا على تنفيذ خطط شاملة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وتابع "سوف نستمر في العمل عن كثب مع منظمة الصحة العالمية والدول ذات الصلة، عبر مشاركة الخبرة لمنع المرض وتنسيق إجراءات المنع والتحكم".
وأردف أن "الصين سوف تسهم في الحفاظ على الصحة العالمية، وسوف تحافظ على تنميتها الاقتصادية، كما ستستمر في استئناف العمل والإنتاج بطريقة منظمة للإسهام في تعزيز الاقتصاد العالمي".
واستطرد أنه "إلى جانب الوقاية والتحكم، سوف تحارب الصين (الفيروس) جنبا إلى جنب الدول العربية انطلاقا من إحساسها بالمسؤولية".
وزاد "نأمل أن نتعامل مع الموقف الحالى عبر أربعة محاور، الأول هو تنسيق استراتيجيات الوقاية والتحكم ومشاركة المعلومات حول المرض ونتائج الأبحاث التي توصلنا إليها".
وأضاف "ثانيا: الاستفادة من آليات منتدى التعاون الصحي العربي الصيني لتقوية تبادل وتنسيق الجهود الصحية، وثالثا: العمل على تعزيز المنطق العلمي وتخطي التوتر والإشاعات القائمة، ورابعا: تحويل الأزمة إلى فرصة لتعزيز التعاون ونمو العلاقات بين الجانبين الصيني والعربي في شتى المجالات".
في الوقت نفسه، قرر وزراء الصحة العرب عقد اجتماع طارئ استثنائي على مستوى خبراء وزارات الصحة العربية، لمراجعة خطط الاستعداد والترصد وتبادل الخبرات، خلال الأسبوع الثاني من مارس القادم، في ضوء "تصاعد خطر انتشار هذا المرض في مختلف دول العالم، بما فيها بعض الدول العربية".
وأكدوا على "التعاون بين الدول العربية لتنفيذ إجراءات مشتركة لمنع انتقال الفيروس إلى الدول العربية"، مع "تبادل الخطط الاحترازية التي وضعتها الدول العربية لمجابهة هذا المرض، والاستفادة من خبرات الدول وتجاربها".
وشددوا على "دعم الدول المتأثرة بالفيروس عند رصد حالات في الدول العربية".
وأشاروا إلى ما أصدرته منظمة الصحة العالمية من إرشادات ودلائل علمية للتعامل مع هذا الفيروس، بعد أن تم تصنيف التهديد بهذا الفيروس "مرتفعا على المستوى الدولي والإقليمي" واعتبره المنظمة العالمية "طارئة من طوارئ الصحة العمومية التي تثير قلقا دوليا".
ودعت السفيرة هيفاء أبوغزالة أمين عام مساعد الجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، خلال الاجتماع إلى "تكاتف الجهود العربية من أجل توحيد إجراءات التأهب والاستجابة والتصدي لمنع انتقال وانتشار هذا الفيروس".
بينما وجه رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، رسالة عاجلة لمجلس وزراء الصحة العرب، طالب فيها باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لوقف انتشار فيروس كورونا في العالم العربي.
ودعا إلى "توفير كافة المستلزمات الطبية لعلاج المصابين بالفيروس، وتقديم التدريب والمشورة اللازمة للمنظومة الطبية في الدول العربية، واتخاذ الاحتياطات البيئية والصحية اللازمة للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره، والتوسع في حملات وتوعية المواطنين العرب بأسباب انتشار الفيروس وسبل الوقاية منه".
وطلب "تكوين لجنة طوارئ عربية تكون في حالة انعقاد دائم لإدارة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم العربي".
وعشية اجتماع وزراء الصحة العرب، أعلنت السعودية تعليق الدخول إلى المملكة لأداء العمرة، وذلك في إطار إجراءات احترازية لمنع وصول فيروس كورونا للبلاد.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، إنه "بناء على توصيات الجهات الصحية المختصة بتطبيق أعلى المعايير الاحترازية واتخاذ إجراءات وقائية استباقية لمنع وصول فيروس كورونا الجديد إلى المملكة وانتشاره، قررت حكومة المملكة تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا".
ويفد ملايين المسلمين من مختلف دول العالم طوال العام إلى المملكة لأداء مناسك العمرة.
وشملت إجراء الرياض الاحترازية أيضا "تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا منها خطرا، وفق المعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالمملكة".
وقررت المملكة كذلك "تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة".
وتأتي الإجراءات الاحترازية السعودية بعد تسجيل دول الجوار، خاصة البحرين والكويت، حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا لأشخاص قادمين من إيران، بينهم سعوديون.