عامل تسليم من أحد المطاعم التي انضمت إلى خدمة "العامل التشاركي" في شيآن، في 6 فيبراير بمدينة شيآن. |
11 فبراير /صحيفة الشعب اليومية أونلاين / مع دخول أعمال مكافحة فيروس كورونا الجديد مرحلة متقدمة، سبّب اغلاق بعض المطاعم فائضا في اليد العاملة. في المقابل سجلت المحلّات التجارية وقطاع التسليم السريع نقصا حادّا في العمال. لذا لجأت بعض المطاعم والمحلّات التجارية إلى اعتماد نمط "العامل التشاركي". حيث أمكن لعمال المطاعم الذين لا يستطيعون العودة إلى أعمالهم في الوقت الحالي ايجاد أعمال أخرى.
وكانت منصة "خه ما" التابعة لمؤسسة علي بابا أول من أطلق خدمة "العامل التشاركي" في 3 فبراير الجاري، بالتعاون مع مطعمي يونهايشي ومطعم تشينغنيان. كما أطلقت عروض العمل للمطاعم الأخرى. وأعلنت منصة "خه ما" أن هناك أكثر من 30 مطعما يتعاونون معها في الوقت الحالي في اطار خدمة "العامل التشاركي". وقال مسؤول من سلسلة مطاعم "شيبي"، أن السلسلة دعمت منصة "خه ما" بما يزيد عن 1000 عامل في الوقت الحالي.
ويمكن هذا النوع من التعاون مع المطاعم في الوقت الحالي من تخفيف أعباء اليد العاملة المترتبة عن الأجراءت الاستثنائية لفترة العزل الصحي. وقال هوتسيوقن مسؤول من منصة "خه ما"، أن عمال المطاعم الذين سينضمون إلى خدمة "العامل التشاركي"، سيحصلون على نفس الرواتب التي يتمتع بها عمال المنصة. حيث يحصلون على راتب أساسي مع حوافز حسب عدد طرود التسليم. وبعد أن تجري منصة "خه ما" الحسابات اللازمة مع الأطراف المتعاونة، يحصل العمال على رواتبهم من الشركات المشغلة لهم.
عامل يتعلّم مراحل العمل من مرشدة بمنصة" خه ما"، في 6 فيبراير.
كما حظيت خدمة "العامل التشاركي" باعجاب العديد من قطاعات التجزئة الأخرى. حيث أعلنت سلسلة محلات وولمرت، عن ترحيبها بالعمال الذين لا يستطيعون الالتحاق بأعمالهم في الوقت الحالي للعمل لديها خلال فترة العزل الصحي. وقالت أنها ستدفع لهم الرواتب وفقا للقوانين المنظمة.
ويمكن لخدمة "العامل التشاركي" أن تخفف من نقص اليد العاملة في المحلات التجارية، لكن خدمة التوصيل السريع بالنسبة للمحلّات التجارية لا تزال تواجه عدّة تحديات.
ويقول مسؤول من منصة "خه ما" ان العمل في التسليم السريع يتطلّب معرفة جيدة بنعوانين التسليم والأحياء السكنية والعمارات. كما أن تدريبات الوقاية من العدوى أكثر تعقيدا من التسليم في حد ذاته.
وتعتمد منصة "خه ما" شروطا صحية صارمة في عملية قبول العمال الجدد وتوظيفهم. حيث تقدم لهم قبل الالتحاق بالعمل، دورات تدريبة في الوقاية من العدوى إلى جانب كمامات مجانية. وبعد تسلمهم العمل، تطالبهم بالأبلاغ الدوري عن حالاتهم الصحية، وحرارة أجسامهم قبل الخروج لتسليم الطرود.
ويرى محلّلون أن خدمة "العامل التشاركي"، لن تكون مجرّد اجراءا وقتيا لمواجهة فترة انتشار فيروس كورونا. وإنما ستصبح اتجاها مستقبليا. حيث تشهد نماذج ونظم العمل تغيرا مستمرّا، وسيكون للمزيد من الناس الفرصة لتركيز جهودهم حول الأعمال التي يحبذون فعلها. وليس "الارتباط" بشركة واحدة فقط.
ونتطلّع لأن تشهد خدمة "العامل التشاركي" مزيدا من التطور في اطار المعايير القانونية. وتصبح قوة دفع للاقتصاد التشاركي واقتصاد المنصّات في الصين على مواجهة فيروس كورونا الجديد، وشاهدا عليها.