بكين 10 فبراير 2020 (شينخوا) أعربت بلدان عربية وإقليمية في الفترة الأخيرة عن دعمها للصين في المعركة التي تخوضها ضد فيروس كورونا الجديد، مشيدة بالإجراءات التي اتخذتها الصين في سبيل الوقاية من الوباء والسيطرة عليه.
وأكدت دولة الإمارات تضامنها مع الصين في مواجهة فيروس كورونا الجديد، وأعربت عن ثقتها التامة في جهود الصين في الاستجابة الفاعلة والإدارة الحكيمة لهذا الوضع.
فقد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أنه على ثقة بقدرة الصين على احتواء انتشار فيروس كورونا وبقدرتها على تجاوز هذه الأزمة.
وقال عبر حسابه الرسمي في ((تويتر)) "نتابع باهتمام جهود الحكومة الصينية لاحتواء انتشار فيروس كورونا.. نحن على ثقة بقدرة الصين الصديقة على تجاوز هذه الأزمة.. دولة الإمارات وفي إطار نهجها الإنساني على استعداد لتقديم أشكال الدعم كافة للصين والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لهذا الفيروس".
وفي حملة تضامن مع الصين انطلقت في الإمارات مساء يوم 2 فبراير واستمرت حتى منتصف الليل، أُضيئت مباني "الكابيتال جيت" وسوق أبوظبي العالمي وفندق قصر الإمارات وجسر الشيخ زايد في أبوظبي بعلم الصين. أما في دبي، فقد تمت إضاءة برج خليفة وبرج العرب بالعلم الصيني. وفي مدينة العين، أضيء استاد الشيخ هزاع بن زايد الرياضي بالعلم الصيني.
وتم تسجيل 7 حالات إصابة مؤكدة بعدوى فيروس كورونا الجديد في الإمارات العربية المتحدة حتى 9 فبراير، منها 6 حالات من الصين وحالة أخرى من الفلبين.
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية يوم الأحد شفاء أول حالة مصابة بفيروس كورونا الجديد وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها العلاج اللازم. وأوضحت الوزارة أن الحالة التي تعافت من الإصابة في عمر 73 عاما وتنتمي لعائلة صينية. وكان قد تم الإعلان عن إصابتها بالمرض نهاية الشهر الماضي.
وأعربت السيدة الصينية عن شكرها و تقديرها لدولة الإمارات على الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين حظيت بهما منذ دخولها المستشفى، مشيرة إلى أنها حصلت على رعاية صحية فائقة ودعم كبير من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى.
كما عبرت مصر عن دعمها للصين. وكانت الطائرة المُخصصة لإعادة المصريين من مدينة ووهان الصينية، تحمل، بتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على متنها نحو 10 أطنان من المُستلزمات الوقائية كهدية تضامن من الشعب المصري إلى الشعب الصيني الصديق.
وأجرى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الجمعة الماضي، شددا فيها على التعاون الثنائي في مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
وقال شكري إن مصر تدعم بقوة جهود الصين في مكافحة التفشي وتقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة ضمن قدراتها، مضيفا أن مصر تعتقد بأن الصين ستحقق في نهاية المطاف انتصارا ساحقا على الوباء.
ومن جانبه قال محمد البدري سفير مصر لدى بكين "إننا واثقون من أن المعجزة الاقتصادية التي حققتموها وسطرتها جميع الكتب ستمتد إلى جميع المجالات، وستفوزون في النهاية في هذه المعركة ضد فيروس كورونا الجديد".
ومن جانب المملكة العربية السعودية، وبالنيابة عن السعودية حكومة وشعبا، أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن الدعم القوي للصين في معركتها ضد الفيروس، وجاء ذلك خلال مكالمة هاتفية جرت بين الملك سلمان والرئيس الصيني شي جين بينغ في يوم الخميس الماضي.
وأكد الملك أنه في الوقت الراهن الذي تواجه فيه الصين المصاعب، فإن السعودية لن تدخر جهدا في تقديم الدعم والمساعدة للصين في معركتها ضد الفيروس، مضيفا أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون الودي مع الصين.
كما ثمن الملك بشدة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية ضد فيروس كورونا الجديد، معبرا عن إيمانه بأن الصين ستنتصر في معركتها ضد الوباء، بكل تأكيد.
وقال الرئيس شي خلال المحادثة الهاتفية إنه يثمن بشدة ما أعرب عنه الملك سلمان والجانب السعودي مرارا بشأن دعمهما الصين بقوة في تلك اللحظة الحرجة التي تكافح فيها الصين فيروس كورونا الجديد، الأمر الذي ظهرت من خلاله بجلاء علاقة الصداقة الوطيدة والشراكة الاستراتيجية رفيعة المستوى بين البلدين.
كما تلقى وانغ يي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وثمّن فيصل للصين موقفها المسؤول في مكافحة الفيروس، معربا عن ثقته الكاملة بأن الصين ستقضي على الوباء في نهاية المطاف.
ومن ناحية أخرى، قالت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله إن الحكومة الصينية قادرة تماما على هزيمة الوباء الناتج عن فيروس كورونا الجديد.
وخلال محادثة هاتفية مع عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، أعربت وزيرة الخارجية السودانية، نيابة عن السودان حكومة وشعبا، عن خالص تعاطفها مع الصين حكومة وشعبا بسبب تفشي الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد وأعربت عن إيمانها بأن الصين سوف تتخطى هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن.
ومن ناحيته، قال وانغ يي إنه عندما تفشي وباء الإيبولا في افريقيا، كانت الصين هي أول دولة ترسل طائرات مستأجرة لإرسال إمدادات إغاثة طارئة وأول دولة ترسل الفرق الطبية للمساعدة في محاربة الوباء، ما يمثل صفحة مهمة في العلاقات الودية بين الصين وافريقيا.
أعرب وانغ يي عن إيمانه بأن جميع الدول الإفريقية ستقف بقوة بجانب الشعب الصيني في حربه ضد هذا الوباء.
ومن الجانب التونسي، أعربت الحكومة التونسية برئاسة يوسف الشاهد عن تضامنها "الكلي" مع الصين في هذه الفترة الدقيقة، وذلك في إشارة إلى أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد.
وقالت في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إنها تعرب أيضا عن يقينها "بتوفق الصين في تجاوز هذه الأزمة بفضل ما تم تسخيره من إمكانيات طبية ومادية وبشرية هامة".
كما قدمت الجزائر مواد طبية، تشمل المساعدات 500 ألف قناع ثلاثي الطبقات و20 ألف نظارة وقائية و300 ألف قفاز، لمساعدة السلطات المحلية على مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد في مقاطعة هوبي، وسط الصين.
وفي مقال نُشر في صحيفة ((الشعب)) اليومية الصينية، ذكر السفير الجزائري لدى الصين أحسن بوخالفة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد أن الجزائر، وبحكم علاقات التعاون المتميزة والصداقة التاريخية التي تربط بين البلدين، تثمن وتدعم جهود السلطات الصينية من أجل احتواء الفيروس.
وحسب بيان رسمي صدر من السفارة الصينية لدى دولة قطر في يوم 4 فبراير، فقد وعدت شركة الخطوط الجوية القطرية بأن تستخدم شبكتها الكاملة حول العالم لتقديم مساعدات عاجلة إلى الصين لمساعدتها في السيطرة على الفيروس، وفتح قنوات خضراء لنقل المواد اللازمة لمكافحة الفيروس لتصل في أسرع وقت ممكن إلى المناطق الصينية التي ينتشر فيها الفيروس. إضافة إلى ذلك، ستشتري الشركة 5 ملايين كمامة طبية ومليون زجاجة من مواد التعقيم لنقلها سريعا إلى الصين.
كما سجل دبلوماسيون وطلبة مبتعثون قطريون وغيرهم مقاطع فيديو رددوا فيها عبارات "ابقِ قوية يا صين، لا تستسلمِي يا ووهان" للتعبير عن دعمهم وتشجيعهم للصين ومدينة ووهان لمكافحة تفشي وباء فيروس كورونا الجديد.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الخميس الماضي خلال مكالمة هاتفية مع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن سوريا قيادة وشعبا تعرب عن دعمها القوي للشعب الصيني العظيم في معركته ضد الفيروس ، مضيفا أن بلاده تؤمن بأن الشعب الصيني قادر تماما على الفوز في المعركة.
وأوضح المعلم أن الجانب السوري يثمن بشدة إجراءات الصين الفعالة، ويؤمن بأن الصين قدمت إسهامات هامة في مجال الصحة العامة لجميع شعوب العالم، مضيفا أن بلاده تشكر الصين على جهودها في حماية السوريين المقيمين في الصين، وتتطلع إلى رؤية الصين وهي تحقق نصرا كاملا على الوباء في القريب العاجل.
من جانبه، قال وانغ يي إن الشعب الصيني يثمن ما أعربت عنه حكومة سوريا وشعبها من دعم قوي للصين في معركتها ضد الفيروس، رغم الجهود الشاقة التي تبذلها سوريا في حماية سيادتها وكرامتها الوطنيتين، الأمر الذي يظهر الصداقة العميقة بين البلدين والشعبين والتقاليد التي يتمسك بها الجانبان بشأن الدعم المتبادل والثقة.
ومن فلسطين، أكدت وزيرة فلسطينية مي كيلة في بيان لها يوم الخميس الماضي أن فلسطين حكومة وشعبا تقف إلى جانب الصين الصديقة وتتضامن معها في مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد.
ومن إيران، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مكالمة هاتفية مع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده مستعدة للعمل سويا مع الصين لمكافحة الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
وذكر ظريف أنه من المعترف به على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي أن الحكومة الصينية اتخذت، بطريقة مسؤولة وشفافة، إجراءات حازمة وفي الوقت المناسب لمكافحة الفيروس، بحيث لم تمنع تفاقم تفشي الفيروس داخل الصين فحسب، بل أيضا بالخارج، معربا عن ثقته بأن الصين، حكومة وشعبا، ستتغلب على الصعوبات الحالية.
من جانبه، أعرب وانغ يي عن شكره لإيران لدعم الصين في محاربة الفيروس، وأشاد بظريف كأول وزير خارجية يعبر علنا عن دعمه للصين، مما يظهر مشاعر الود من الشعب الإيراني تجاه الشعب الصيني. كما شكر وانغ يي إيران على تزويد الصين بالإمدادات الطبية في هذه اللحظة الحرجة.
وقال وانغ إن الصين أقامت نظاما وطنيا لمحاربة الوباء باتخاذ اجراءات أكثر صرامة وشمولا، مضيفا أنه بفضل الجهود المتواصلة للصين، تمت السيطرة على معدل الوفيات بفيروس كورونا الجديد على مستوى البلاد بنسبة تحت 2.1 في المائة، وهو أقل بكثير من معدل أي وباء آخر في الصين، وأيضا أقل من معدل الوفيات بنسبة 17.4 في المائة من أنفلونزا H1N1 في الولايات المتحدة في عام 2009.
وعلاوة على ذلك، قالت السفارة الإيرانية لدى الصين على شبكة اجتماعية في أول فبراير إن "مليون كمامة تبرعت بها جمعية الهلال الأحمر الإيراني قد وصلت إلى بكين هذا الصباح، أملا في تقديم مساهمة صغيرة في مكافحة الصين للوباء...وإننا معجبون بشدة بتصميم وإرادة الصين حكومة وشعبا في مكافحة الفيروس. فالصين ستتمكن بالتأكيد من التغلب على الفيروس، وسنكافحه جنباً إلى جنب مع الأصدقاء الصينيين".
كما أجرى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثة هاتفية مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو، أول فبراير.
وأشاد أوغلو الذي بادر بالاتصال، بتدابير الصين القوية لمكافحة الوباء، معربا عن إيمانه بأن الصين ستجنى ثمار الجهود التي تبذلها لمكافحة الفيروس قريبا، مضيفا أن تركيا قدمت بالفعل المواد طبية ضرورية للجانب الصيني ومستعدة لتقديم المزيد من المساعدة وفقا لاحتياجات الصين.
وشكر وانغ يي الجانب التركي على تقديم مواد طبية للصين في هذه اللحظة الحرجة في مكافحة هذا المرض، ما يظهر نهج تركيا الودي تجاه الشعب الصيني. وأضاف ان الصين وتركيا صديقتان وشريكتان ويتعين عليهما الوقوف معا في الأوقات العصيبة.
منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، اتخذت الصين بأكملها اجراءات وأصبحت أمة تقف على قلب رجل واحد للتعامل مع هذا الفيروس، ولقد اتخذت أكثر إجراءات الوقاية والسيطرة شمولا وحسما وشنت حربا شعبية على الفيروس.
تمتلك الصين قدرة هائلة على التعبئة وخبرات كبيرة في التعامل مع حالات طوارئ للصحة العامة، ولدى الصين الثقة الكاملة والقدرة التامة على الفوز في المعركة ضد الفيروس. فإن الإجراءات القوية التي اتخذتها الصين لا تُعنَى فقط بصحة الشعب الصيني، وإنما ساهمت تلك الإجراءات على نحو بالغ في تحقيق السلامة العامة على مستوى العالم.
كما أشاد أمين عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريوس، بإجراءات الصين الحازمة في مكافحة هذا الفيروس، معربا عن إيمانه بأن إجراءات الصين تجاوزت متطلبات لوائح الصحة الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية وترفض المنظمة فرض قيود على السفر أو التجارة ضد الصين.
جدير بالذكر أن الحكومة الصينية تقوم في الوقت الراهن بعمل علمي وفعال ومنظم للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، بالتوافق مع القانون، باذلةً كل جهد ممكن لعلاج المرضى وضمان إمدادات المواد الطبية الرئيسية والاحتياجات الأساسية اليومية.
أما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية، فهي تجاوزت كثيراً معايير اللوائح الصحية الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية. أظهر العدد الهائل من الفرق الطبية الصينية التي تحارب الفيروس على الخطوط الأمامية، أخلاقيات التفاني والاحترافية والحس العالي بالمسؤولية.
كما تأمل الصين من المجتمع الدولي، في التحلي بالرشد ودعم الجهود الصينية في احتواء الفيروس والحفاظ على التبادلات الثنائية الطبيعية، وتعزيز التعاون الدولي بشأن أمن الصحة العامة.
تثمر الجهود الصينية في الوقت الراهن نتائج إيجابية، لقد شهدت الصين انخفاضا في حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد خارج مقاطعة هوبي بوسط الصين، مركز تفشي الفيروس، لليوم السادس على التوالي، وفقا للبيانات الصادرة عن اللجنة الوطنية للصحة اليوم (الاثنين).
وحتى نهاية يوم الأحد الماضي، وصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في البر الرئيسي الصيني إلى 40171 حالة و908 وفيات جراء الفيروس.