توحد الصين جهودها في الوقت الحالي في مواجهة فيروس كورونا الجديد. وحظيت سلسلة من التدابير الإيجابية والفعالة التى اتخذتها الصين بدعم وثناء واسع النطاق من المجتمع الدولي. وأعرب العديد من الدول حكومة وشعبا عن ثقتهم فى تغلب الصين على الفيروس ودعمهم لجهود الصين، داعيا إلى عمل المجتمع الدولي معا لإحراز الانتصار فى الحملة ضد الفيروس.
عبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن تعاطفه ودعمه للصين حكومة وشعبا بشأن تفشى فيروس كورونا الجديد خلال التقاءه بممثلي المغتربين الصينيين فى اسبانيا بمقره يوم 4 فبراير الحالي. قائلا ان استجابة الحكومة الصينية للفيروس سريعة وفعالة، واثقا فى أن الصين ستكون قادرة على التغلب على الفيروس في أقرب وقت ممكن. واتصل الرئيس الروسي بوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ هاتفيا، معربا عن تعازيه في المعاناة والخسائر التي لحقت بالعديد من الأسر الصينية بسبب الفيروس وتمنياته لجميع المرضى شفاءا عاجلا. وقال بوتين إنه يثق فى أنه تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، ستمنع الإجراءات الحازمة التي انتهجتها الصين انتشار الفيروس وتقلل الخسائر إلى الحد الأدنى. و قال الرئيس النيجيري محمد بخاري إن جهود الصين للحد من انتشار الفيروس كانت مثالية. وهو واثق فى ان تحقيق الصين انتصارا فى الحملة ضد الفيروس مجرد مسألة الوقت.
الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وما إذا كان الفيروس سيؤثر على التنمية الاقتصادية للصين يثير اهتمام المجتمع الدولي. وفى هذا الصدد، أشاد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤخرا بسلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الصين للسيطرة على تفشي الفيروس، معربين عن ثقتهما فى الآفاق الاقتصادية للصين. وقال البنك الدولي في بيان أصدرته يوم 3 فبراير الحالي، ان السلطات الصينية لديها مساحة للسياسة العامة للاستجابة وقد أعلنت عن ضخ كميات كبيرة من السيولة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تخفيف التكاليف التي سيتكبدها النمو الاقتصادي. ومن جانبه، أعرب صندوق النقد الدولي عن دعمه لجهود الصين الرامية إلى مكافحة التفشي، مشيرا إلى أنه واثق من أن الاقتصاد الصيني "ما زال مرنا".
يرتبط مصير الدول المختلفة ارتباطًا وثيقًا في عصر العولمة. وفى مواجهة الفيروس العدو المشترك للبشرية وأزمة الصحة العامة، يجب على جميع الدول العمل معا للتغلب على الصعوبات. لكن من المؤسف، أن تظهر شائعات والذعر ضد الفيروس حتى التمييز ضد الصينيين في بعض الدول. وفى هذا الصدد، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى مؤتمر صحفي منعقد يوم 4 فبراير الحالي عن قلقه إزاء احتمال التمييز ضد مجموعات معينة من الأشخاص بسبب فيروس كورونا الجديد. ودعا إلى اهتمام شديد بتجنب وصم الأشخاص الأبرياء الذين قد يكونوا ضحايا هذا الوضع.كما صرح رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ مؤخرًا بأن الصين قد بذلت كل ما في وسعها لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد. مؤكدا على ان المشاعر المعادية للصين ليست مفيدة للوقاية من الفيروس. وقال "ان هذا االفيروس حدث صحي عام، وليس مشكلة بين الأمم والأعراق. فيجب على جميع الدول العمل مع الصين للتغلب على التحديات".
ان الفيروس لا تميزها الجنسيات والأعراق. قد أثبتت المواجهات بين البشرية والفيروسات المختلفة مثل الطاعون والكوليرا وسارس والإيبولا ان الانتصار على الفيروس تتطلب تعاونًا دوليًا منسقًا. وفى هذا الصدد، أعرب البروفيسور ويلت إيان ليبكين من جامعة كولومبيا الأمريكية الذى يُعرف باسم "صياد الفيروس" في مجال علم الأوبئة الدولي في مقابلة أجريت معه مؤخرا، عن اعترافه الكامل بالتدابير الإيجابية التي اتخذتها الصين للوقاية من الفيروس ومكافحته، قائلا "ان العلم لا يعرف حدودًا. وتعتبر الاستجابة والوقاية الفعالة للتهديدات الناجمة عن الأمراض المعدية المختلفة مهمة مشتركة للعلماء من جميع البلدان في عصر العولمة". واشار إلى انه موافق على ما نصحت منظمة الصحة العالمية بان التضامن والتعاون بين جميع البلدان هو الطريقة الوحيدة للتغلب على فيروس كورونا الجديد.