بغداد 6 فبراير 2020 (شينخوا) جدد حسن كريم الكعبي نائب رئيس البرلمان العراقي الدعوة للولايات المتحدة الأمريكية لسحب قواتها من الأراضي العراقية، معلنا رفضه لتدخل واشنطن بالشؤون الداخلية للعراق.
وقال الكعبي، الذي ينتمي لتحالف سائرون المدعوم من الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر في بيان اليوم (الخميس) ردا على بيان السفارة الامريكية في بغداد بشأن الاحداث التي شهدتها مدينة النجف (160 كم) جنوب بغداد "سبق وأن ابلغناكم بأن لا تتدخلوا بالشأن العراقي فالشعب يدرك جيدا حجم مؤامراتكم ومخططاتكم وبإنكم لا تريدون به خيرا".
وأضاف " دعوا الشأن العراقي للعراقيين وباشروا باستكمال الترتيبات الكاملة لإجلاء قواتكم من البلاد بأسرع وقت".
وكانت السفارة الامريكية قد أدانت بوقت سابق اليوم الهجوم الذي طال المتظاهرين بمدينة النجف يوم أمس ووصفت هذا الهجوم ب "البلطجة" داعية الحكومة العراقية إلى محاسبة المتسببين بقتل المتظاهرين .
وقالت في بيان " تدين سفارة الولايات المتحدة في بغداد بشدة الهجوم الوحشي الذي حصل في مدينة النجف الأشرف يوم أمس (الأربعاء) والذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من المتظاهرين السلميين".
وأضافت " من المؤسف أنه لا يزال يسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون بالعراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين الذي يمارسون حقهم الديموقراطي في حرية التعبير، بما في ذلك مطالبهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي.
وتابعت "يقع على عاتق الحكومة العراقية وقواتها الأمنية وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحفيين، وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات السلمية، وندعو الحكومة العراقية إلى وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
يذكر أن مواجهات واشتباكات دارت بين اتباع الصدر والمتظاهرين في ساحة الصدرين مركز الاعتصامات والتظاهرات بمدينة النجف، مساء أمس أسفرت عن مقتل ثمانية من المتظاهرين واتباع الصدر واصابة نحو 100 آخرين وحرق خيم المتظاهرين.
من ناحية ثانية وصف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب عن تحالف سائرون بدر الزيادي، قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق بأنه "قرار الشعب"، مبينا أن الحكومة المقبلة ستطبق هذا القرار.
وقال الزيادي، في بيان إن "أمريكا تفكر بأن تجعل من قاعدة عين الأسد قاعدة أبدية لقواتها من خلال حديثها عن نصب بطاريات صواريخ باتريوت فيها، لكن هذا الأمر لن يحصل ولن نسمح به"، مضيفا أن "من بين أهم الأمور التي تم الاتفاق عليها مع رئيس الوزراء المكلف هو إرسال كتاب رسمي من الحكومة إلى القوات الأمريكية يطالبها فيه بإخراج قواتها من الأراضي العراقية".
وتابع "في حال إصرار القوات الأمريكية على البقاء في بعض القواعد فان البرلمان وفي فصله التشريعي الجديد سيكون له وقفة وإصدار قرارات أخرى تمنع بقاء أية قوات أجنبية على الأراضي العراقية".
وشدد الزيادي على أن خروج القوات الأجنبية هو قرار الشعب ولا تراجع فيه، والحكومة المقبلة ستطبق هذا القرار.
وكان البرلمان العراقي أصدر قرارا مطلع شهر يناير الماضي في جلسة إستثنائية غاب عنها الاكراد والسنة، يلزم الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد الضربة الأمريكية قرب مطار بغداد الدولي والتي أدت إلى مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الايراني، وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية.
وينتشر على الأراضي العراقية أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي لدعم القوات العراقية في المعارك ضد مقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش)، وتدريبها وتقديم المشورة لها وتسليحها.