في ظل الأزمات الصحية العامة التي نواجهها، يجب أن تعمل الدول معا لتخطي الصعوبات. فقد أدرك المجتمع الدولي بشكل متزايد أهمية التضامن والتعاون في مكافحة الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد. وفي 4 فبراير، دعا الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس المجتمع الدولي إلى الاتحاد والتضامن لدعم الصين والبلدان الأخرى التي قد تتأثر بالوباء. كما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريوس في نفس اليوم جميع الأعضاء إلى تبادل المعلومات ذات الصلة بالوباء، وذكر كلمة "التضامن" لثلاث مرات، معتقدا أن التضامن والتعاون يمكن أن يقضيا بسرعة على الوباء.
ينبغي علينا أولا أن نفهم بشكل صحيح معنى "حالة طوارئ صحية عالمية" التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية تجاه الوباء في الصين. وفي السنوات الأخيرة أعلنت المنظمة عدة مرات عن "حالة طوارئ صحية عالمية " للأوبئة، وذلك يهدف إلى تعبئة المزيد من الموارد الدولية للتعامل مع الوباء. وفي ذات الوقت، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات مؤقتة للتنسيق بين اجراءات البلدان تجنبا للاجراءات المفرطة غير الضرورية التي تنفذها بعض الدول. وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن فرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين قد يزيد من الخوف ولن تكون لها فائدة على الصحة العامة. في هذا الصدد، يجب على المجتمع الدولي احترام التوصيات المهنية الموثوقة لمنظمة الصحة العالمية والالتزام بالتعاون في مكافحة الوباء.
منذ حدوث وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، اتخذت الصين الإجراءات الأكثر شمولا وحزما في إطار الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في خطوة تتسم بأكبر قدر من المسؤولية تجاه الشعب والمجتمع الدولي خلال مواجهة الوباء، وتجاوزت الكثير من اجراءاتها متطلبات اللوائح الصحية الدولية، وأشادت بذلك منظمة الصحة العالمية، وقالت ان الصين قد "وضعت معايير جديدة لمواجهة الوباء". ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، أدى أنفلونزا H1N1 الذي بدأ انتشاره في الولايات المتحدة في عام 2009، إلى حدوث 1.6323 مليون حالة إصابة و284.5 ألف حالة وفاة، وكان معدل الوفيات مرتفعا بنسبة 17.4%. وبفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها الصين، يبلغ معدل وفيات مرضى الالتهاب الرئوي المصابين بفيروس كورونا الجديد حوالي 2.1%، وهو أقل بكثير من الأوبئة السابقة الأخرى. وبدأ عدد حالات الشفاء تجاوز حالات الوفاة منذ يوم 1 فبراير. ووفقًا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في يوم 3 فبراير، هناك اجمالي 153 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد خارج الصين، أي أقل من 1% من الحالات الموجودة داخل الصين، ولم تشكل انتشارا واسع النطاق، وهو ما يظهر قوة التضامن والتعاون. ويعتقد المجتمع الدولي عموما أن جهود الجانب الصيني منعت بشكل فعال انتشار الوباء إلى بلدان أخرى.
العدوى الفيروسية ليست لها حدود، والوباء هو تحدى مشترك يواجه البشرية. لهذا السبب، كلما حدثت "حالة طوارئ صحية عالمية "، يمكننا دائما رؤية لحظات مؤثرة لتضامن وتعاون المجتمع الدولي في مكافحة الأوبئة. في عام 2014، تفشى فيروس إيبولا في افريقيا، وقدم المجتمع الدولي مساندات ومساعدات طارئة، وكانت الصين أول من خصصت طائرات لتوصيل إمدادات الإغاثة وأرسلت فريقا طبيا إلى افريقيا للمشاركة في مكافحة الوباء. وبعد اندلاع الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن دعمها ومساعدتها للصين في مكافحة الوباء بطرق مختلفة. حيث قال أصدقاء دوليون: "الصعوبات التي تواجهها الصين هي الصعوبات التي نواجهها"، وأضاء برج خليفة وغيره من معالم ومباني الإمارات بألوان العلم الصيني تضامنا مع بكين جراء تفشي الفيروس. وتبرعت غينيا الاستوائية التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة فقط، بمليوني دولار أمريكي لحكومة الصين، وتبرع المواطنون والشركات من مختلف البلدان بالمواد الطبية الواقية للصين، وكل ذلك انعكاس واضح لمجتمع المصير المشترك للبشرية.
التضامن هو الحديد والصلب والقوة. قال تيدروس: " الشعب الصيني المتأثر بالفيروس والجميع في جميع أنحاء العالم، يجب أن تعرفوا أن العالم معكم." وتعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز التضامن والتعاون للمجتمع الدولي للتغلب على الصعوبات معا. وفى عصر العولمة الحاضر، يجب على المجتمع الدولي بذل الجهود المشتركة لمنع انتشار الفيروس بشكل فعال، حتى يضمن الرفاه المشترك لجميع البلدان ويحقق السلام المشترك للبشرية.