7 يناير 2020/صحيفة العشب اليومية أونلاين/ قبل 10 سنوات، التقط أحد المصورين صورة لأب يدعى ران قوانغ هوي وهو يحمل على ظهره كيسا ثقيلا، ويشد بيده الأخرى يدى ابنه صغير، نازلا درجا طويلا بمنطقة تشاو تيانمن بمدينة تشونغ تشينغ، الواقعة في جنوب غربي الصين. وقد أثارت هذه الصورة نقاشات واسعة على الانترنت فور نشرها. ونشرت هذه الصورة التي التقطها المصور شو كانغ بينغ، مرفقة بالتعليق التالي: "كتف وسند يسند العائلة، وذراعا تمسك بالأمل."
بعد مرور 10 سنوات، عاد المصور شو كانغ للبحث عن ران قوانغ هوي. فوجده قد أصبح كهلا بلغ الخمسين من العمر، وأخذت التجاعيد تكسو جبينه، أما ابنه فأصبح صبيا يافعا. تغيرت الكثير من الأشياء في حياة الأب وابنه خلال هذه العشرة سنوات، لكن الدفء لم يغادر روح الاب وابنه، ونفس الابتسامة مازالت ترتسم على الوجهين، والعزيمة على الكفاح من أجل حياة أفضل وأسعد لم تتغير.
نشر المصور هذه المرة صورا للأب وابنه قبل وبعد 10 سنوات، فوجدت تداولا أوسع على منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت الكثير من التعاليق من رواد مواقع التواصل. وهناك من قال " بطل الحياة الحقيقي، هو الذي يواصل التشبث بمستقبل أجمل حتى حينما يدرك قساوة الحياة."
وقامت صحيفة الشعب اليومية بنشر صور الأب وابنه على حسابها في الويبو، وعلّقت قائلة: "تعب ما قبل عشرة سنوات، تحوّل إلى سعادة الآن."
يعمل ران قوانغ هوي حمّالا في مدينة تشونغ تشينغ الواقعة في تضاريس جبلية. ونظرا لصعوبة تنقل عربات الشحن، يضطر الحمّالون في المدينة غالبا لنقل البضائع على ظهورهم. حيث يشقون كثيرا من أجل كسب لقمة العيش.
وصل ران قوانغ هوي الان عتبة الخمسين من العمر، وقد بات متفرغا للاشراف على أعمال الحمل والشحن في عمله. وخلال 10 سنوات، ظل ران كعادته مثابرا ومكافحا من أجل الحياة، ويحرم نفسه من عدة أشياء من أجل ان يوفر لعائلته حياة أفضل.
بفضل قوته وأمانته وعدم خشيته من التعب والارهاق، حظي ران بثقة وتقدير أرباب الأعمال، الأمر الذي جعله يحصل على المزيد والمزيد من الأعمال. وبجسد نحيل لايتجاوز وزنه 65 كلغ، بلغت أقصى حمولة نقلها ران على ظهره 235 كلغ من المنسوجات.
بعرق التعب والكفاح، استطاع ران اخيرا في عام 2016 أن يشتري شقة بمساحة 60 متر مربع في مركز مدينة تشونغ تشينغ، تحتضنه هو وزوجته وابنه. "أمتهن عملا شاقا، وكل الأموال التي أجنيها، أكسبها بشق الأنفس. لكن كلما تذكرت أن تعبي سيجعل زوجتي وابني أفضل وأسعد، أنسى كل التعب والعناء،" يقول ران مبتسما.
أما ابنه الذي ظهر معه في الصورة في عام 2010 طفلا يخطو خطواته الاولى في الحياة، فقد صار صبيا في عمر الرابعة عشرة، والتحق بالسنة الأولى اعداديا، وقد أسند له المدرسون مهمة رئاسة الفصل.
حين تعمير الاستمارات، يكتب الابن في خانة وظيفة الاب بكل فخر: "حمال". وهو يدرك بأن أباه يشقى كثيرا كل يوم من أجل تربيته وتعليمه. ويقول: "أبي هو قدوتي، وأريد أن أكون شخصا مثله حينما أكبر."
يأمل ران الآن في أن يجني المزيد من المال ليوفر مصاريف دراسة ابنه، ويسافر ثلاثهم للسياحة مرة في السنة. كما يطمح إلى أن يشتري منزلا في عمارة مزودة بمصعد كهربائي، "أخشى أن تتعب زوجتي في صعود السلّم إلى الطابق السابع حينما تتقدم أكثر في العمر"، يقول ران.