القدس 4 ديسمبر 2019 (شينخوا) أعربت نخب رجال الأعمال الصينيين والإسرائيليين، خلال الدورة الـ23 من مؤتمر جوفور إسرائيل ((اذهب إلى إسرائيل)) للاستثمار، عن إيمانهم بإمكانية خلق المزيد من فرص التعاون بين الجانبين في قطاعات مختلفة وخاصة قطاع التكنولوجيا الفائقة.
جذب هذا الحدث الذي عقد يوم الإثنين واستمر لمدة يوم، حوالي ألف قائد أعمال ومستثمرين ورواد أعمال من إسرائيل والصين والولايات المتحدة وأوروبا ودول ومناطق أخرى.
ولدعم المزيد من التعاون بين الصين وإسرائيل، تم تأسيس المزيد والمزيد من المنصات، كجسور لتسهيل التعاون، ومؤتمر جوفور إسرائيل أحد هذه المنصات.
وقال يائير شامير، وهو شريك إداري في شركة كاتاليست للاستثمار، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش المؤتمر، "إننا نخلق سوقا للمستثمرين والشركات الناشئة وغير ذلك."
وأضاف شامير وهو أيضا وزير سابق للزراعة في إسرائيل، أن الصينيين يتطلعون للتكنولوجيا والإسرائيليين يتطلعون لأسواق.
واستطرد شامير أن إسرائيل مكان يسهل فيه إقامة الأعمال، حيث يتمتع شعبها بعقلية منفتحة وليس هناك تدخل حكومي، "ما يعني عدم وجود حدود أو قيود."
وتابع أن الشعب الصيني والشعب الإسرائيلي يحترمان بعضهما البعض و"نحن سعداء بإجراء أعمال مع الصين."
وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تعاونا شاملا بين الصين وإسرائيل . في 2014، أسست الصين وإسرائيل آلية للجنة صينية إسرائيلية مشتركة حول التعاون في الابتكار. وتأسست شراكة مبتكرة شاملة بين البلدين عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الصين في مارس 2017.
وبينما تتكاتف شركات صينية مع شركاء من إسرائيل في قطاع التكنولوجيا الفائقة وقطاعات أخرى، تتجه شركات إسرائيلية أيضا شرقا نحو الصين للبحث عن أسواق ومستثمرين.
وقال روني تشان رئيس شركة هانغ لونغ للعقارات ، أحد أكبر شركات العقارات في الصين ومقرها هونغ كونغ، إن إجمالي 35 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي جاء من الصين و"يتعين على إسرائيل أن تتطلع إلى آسيا، بما في ذلك الصين."
في عام 1975، زار تشان إسرائيل لأول مرة وفي 2011 شارك في مؤتمر (جورفور إسرائيل). ومنذ ذلك الحين، بدأ تشان جلب رواد أعمال صينيين إلى إسرائيل للبحث عن فرص للاستثمار.
جلب تشان حوالي تسع شركات إلى إسرائيل بإجمالي استثمارات يبلغ حوالي مليار دولار، وكانت نسبة 40 في المائة منهم من الصين والباقي من دول آسيوية أخرى، بحسب تشان.
وقال إيلان ميهوف أستاذ الاقتصاد وعميد معهد إنسيد الفرنسي، واحد من معاهد الدراسات العليا في الأعمال الرائدة في العالم، خلال مقابلة مع ((شينخوا))، إن الصين حققت معجزة بتنميتها خلال الـ40 عاما الماضية.
والآن، تتطلع الصين إلى تعاون تكنولوجي رفيع المستوى في إسرائيل التي لديها الكثير من المعرفة والابداع وخاصة في صناعة التكنولوجيا وبها الكثير من الشركات الناشئة، بحسب ميهوف.
وأضاف ميهوف، أن المزيد والمزيد من الشركات، من بينها شركات صينية، مهتمة الآن بالتواصل مع شركات إسرائيلية ناشئة والعمل معهم على مستوى عالمي.
وقال أمير لاتي مدير إدارة شمال شرق آسيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن التعاون بين الجانبين يمكن أن يتم في قطاعات مختلفة، من بينها قطاع التكنولوجيا الفائقة .
وأضاف لاتي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إسرائيل لديها تكنولوجيات مبتكرة قائدة في قطاعات، من بينها الرعاية الصحية والزراعة والطاقة الجديدة، بينما الصين لديها طلب ضخم على الابتكار. ومن المتوقع أن يخلق الجانبان فرص تعاون متبادلة النفع إذا عملا معا لتأسيس منصات للتعاون المتبادل .
وقالت تشنغ يان فان، المدير الإداري لقسم الإندماج والاستحواذ بشركة تشاينا ايفربرايت المحدودة، وهى شركة خدمات مالية في هونغ كونغ، إن الشركات الصينية، ليست فقط جهات استثمار استراتيجي بل واستثمار صناعي أيضا ، وقد أبدت اهتماما بالابتكار التكنولوجي الإسرائيلي، ونفذت بعضها استثمارات في السنوات القليلة الماضية.
وأضافت فان في مقابلة مع ((شينخوا))، أنه في نفس الوقت، تبذل الكثير من الحكومات المحلية الصينية جهودا لجذب شركات إسرائيلية ناشئة لتستقر في بعض مناطق التنمية في الصين، واستطردت أن الجانبين يخلقان المزيد من فرص الاستثمار والتعاون.
كما قالت فان التي تعمل أيضا شريكا إداريا في كتاليست وصندوق صيني إسرائيلي بتشاينا ايفربرايت المحدودة، إن الصندوق سوف يكمل الاستثمار بحلول نهاية 2019 في إجمالي ثمانية مشاريع تشمل التصنيع المتقدم وعلوم الحياة والقيادة الذاتية.
ونظمت عدة شركات هذا المؤتمر الذي عقدت دورته الـ22 في جينان، حاضرة مقاطعة شاندونغ شرقي الصين في مايو هذا العام.