الأمم المتحدة 27 سبتمبر 2019 (شينخوا) ألقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة خطابا أمام المناقشة العامة للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تناول فيه مجموعة واسعة من القضايا بدءا بالتنمية وصولا إلى الحمائية والأحادية، والسلام والعدالة العالميين، وتغير المناخ.
وفي كلمته، أرجع وزير الخارجية الصيني النجاح الذي حققته الصين على صعيد التنمية إلى تمسك البلاد بالقيادة المركزية والموحدة للحزب الشيوعي الصيني، وإلى اتباع طريق التنمية الذي يناسب الظروف الوطنية للصين، وإلى السياسة الأساسية للدولة والمتمثلة في الإصلاح والانفتاح، وإلى فلسفة التنمية المرتكزة على الشعب.
وذكر وانغ أنه "خلال الأعوام السبعين الماضية، غيّرنا نحن الصينيين مصيرنا من خلال بذل جهود دؤوبة"، مشيرا إلى أن عام 2019 يوافق الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وتابع قائلا "قبل 70 عاما، وضعت الصين نهاية لفترة من التاريخ الحديث تعرضت فيها البلاد للتمزق والامتهان. ولقد نهضنا وأصبحنا السادة الحقيقيين لبلادنا".
وذكر أنه "في غضون عقود قليلة، أنجزت الصين ما استغرق إنجازه من الدول المتقدمة عدة مئات من الأعوام"، مضيفا "أنه بقيامها بذلك، شقت الصين طريقا جديدا للتحديث أمام الدول النامية، وإن ما حققته الصين أثرى أحلام شعوب العالم نحو حياة أفضل".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، قطعت الصين رحلة من الاختبارات والتحديات و"ظلت وفية لغرضنا الأساسي"، مضيفا أن الصين تسترشد بمبدأ الاستقلال، وتؤمن بالمساواة بين الأمم، وتؤيد المساواة والعدالة، وتسعى إلى التعاون متبادل المنفعة.
وقال وانغ إن النظام الدولي بحاجة إلى الالتزام بالقوانين والقواعد، وأن الإجراءات التي تنتهك الأعراف الدولية لن تؤدي سوى إلى غرق العالم في حالة من الفوضى.
ولفت إلى أن الفرص الناشئة عن الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية هي فرص متاحة أمام العالم أجمع. ولا يتعين على دولة واحدة احتكار أوجه التقدم التي تحققت، ولا يتعين على أحد عرقلة الجهود التي تبذلها البلدان الأخرى لعمل ابتكارات.
وتابع قائلا إنه "ليس مشروعا ولا مقبولا من أية دولة تستند إلى موقع قوة أن تفرض عقوبات أحادية أو تمارس ولاية قضائية طويلة الذراع على دول أخرى، فمثل تلك الممارسات لا أساس لها في القانون الدولي".
وأضاف أن قيام دولة ما بوضع مصالحها الخاصة فوق المصالح المشتركة لجميع الدول الأخرى إنما هو نموذج لممارسة أسلوب التنمر، وهو نموذج لا يجد تأييدا من الشعوب.
وذكر أن العالم اليوم ليس مكانا مسالما، حيث تشكل الأحادية والحمائية تهديدين كبيرين للنظام الدولي، مشددا على أن الصين مستعدة للعمل مع الأطراف الأخرى للوفاء بمسؤولياتها الواجبة كدولة كبرى في الحفاظ على السلام والعدالة العالميين.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتعرض فيه مستقبل العالم للخطر، لم ولن تقف الصين أبدا مكتوفة الأيدي، مضيفا بقوله "باعتبارنا عضوا مؤسسا في الأمم المتحدة، سنعمل مع الدول الأخرى لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
وقال وانغ إن التنمية هي المفتاح الرئيسي لحل جميع المشكلات و"يتعين وضع التنمية في قلب إطار السياسات الكلية العالمية، مع مواصلة التركيز على المجالات ذات الأولوية مثل الحد من الفقر، والبنية التحتية، والتعليم والصحة العامة".
وأضاف "نحن بحاجة إلى الحفاظ على التعاون الإنمائي العالمي مع اعتبار التعاون بين الشمال والجنوب قناة رئيسية، يكمله التعاون بين بلدان الجنوب. ونحن بحاجة إلى بناء اقتصاد عالمي منفتح".
وقال وانغ إنه يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تحقيق التكامل بين أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 واستراتيجياتها الإنمائية المتوسطة والطويلة الأجل، سعيا لتحقيق تنمية عالية الجودة.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى تحقيق تنمية تتسم بكونها منفتحة وخضراء ونظيفة وكذا عالية المستوى ومستدامة وترتكز على الشعب، "وقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق، وهي مبادرة متوافقة إلى حد كبير مع أجندة 2030، طريقا للتعاون والأمل والازدهار، وتقدم فوائد حقيقية للشعوب في جميع أنحاء العالم".
وذكر وانغ "نأمل في أن تغتنم البلدان الأخرى فرص التنمية التي تتيحها مبادرة الحزام والطريق لإضافة قوة دفع جديدة لتنفيذ أجندة 2030".
ولفت وانغ إلى أن تغير المناخ هو إجماع عالمي، مضيفا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى مواجهة هذا التحدي بجهود عالمية متضافرة وفقا لمبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
وقال إن "الصين تؤمن بالتصرف بحسن نية. وسوف نفي بما وعدنا به، وننفذ التزاماتنا، ونعمل من خلال اتخاذ إجراءات حقيقية للمساهمة في بناء عالم نظيف وجميل".