人民网 2019:04:26.09:52:26
الأخبار الأخيرة

مقالة خاصة: مبادرة الحزام والطريق فرص واعدة لصناعة الطاقة المتجددة

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:04:26.09:46

    اطبع
مقالة خاصة: مبادرة الحزام والطريق فرص واعدة لصناعة الطاقة المتجددة

اياد عبيد

هو مشروع الأمل والثقة والأمان على طريق واعد مُؤَسَّس على مبادئ وتفاهمات منبعها الحكمة الصينية لتمكين ملايين البشر من تحقيق حياة كريمة وتنمية مستدامة. حيث يكتب قادة الصين اليوم بالحبر الصيني دستوراً جديداً لعولمة القيم الانسانية والمنافع المتبادلة ولجم عولمة السيطرة والحرب والموت التي شردت ودمرت الملايين.

وأن الدولة التي استطاعت بجهود جبّارة دون كلل أو ملل وفي وقت قياسي تأمين سبل الحياة الكريمة والرفاهية لمليار ونصف انسان هي قادرة بالتأكيد على تعميم تجربتها ومشاركتها وتحقيق التنمية والنمو لبقية شعوب العالم التواقة لحياة أفضل.

وكل من يقيم في الصين سيكتشف أن عملية البناء والتطوير عملية مستمرة لا تتوقف ليلاً أو نهاراً وفي جميع الفصول صيفاً أوشتاءاً انها مسيرة حياة شعب منظم يسعى لإنجاز أهدافه الوطنية وتحقيق الرفاه.

أن مبادرة الحزام والطريق تعرض فرصاً واعدة للتعاون في المجال المعرفي والتقني خاصة في مجال الطاقات المتجددة والتي تعتبر اليوم وعلى الصعيد العالمي مكون أساسي في سوق الطاقة والاقتصاد النظيف والتنمية المستدامة، وقد أفردت المبادرة فصلاً خاصاً ومهما لهذه الصناعة وتقنياتها وقدمت الصين كل الدعم الفني والتقني والمالي لنشر هذه التكنولوجيا خاصة في الدول العربية التي حباها الله أفضل المصادر الطبيعية من طاقة شمسية وطاقة الرياح.

فالطاقة المتجددة تعني ببساطة توليد الكهرباء من مصادر طبيعية دائمة وغير ملوثة بيئياُ كالشمس والرياح وحرارة الارض وتدفق المياه والشلالات والسدود والمد والجذر والتيارات البحرية والكتلة الحيوية النباتية.

ولن ندخل في التفصيل التقني لهذه الصناعة التي تعتبراليوم بالنسبة لدول العالم المتقدم وخصوصاً الصين صناعة استراتيجية بكل امتياز. وانما سنعرض أهم الحقائق والانجازات المحققة في هذا المجال.

فالصين وفقاً لتحليلات ومؤشرات المنظمات الدولية ومراكز البحث العلمي حول العالم حققت انجازات منحتها الصدراة العالمية على صعيد الابحاث والتطبيقات والمنتجات في مجال الطاقة المتجددة النظيفة واليكم عرضا لبعض هذه النتائج:

ففي التقرير الوارد على موقع المنتدى الاقتصادي العالمي world economic forum)) وتحت عنوان كيف تقود الصين ثورة الطاقة المتجددة تم عرض ما يلي:

في بداية العام 2017 اعلنت الصين أنها ستستثمر 360 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة حتى عام 2020. وأن المؤشرات الاقتصادية تبين أن الصين هي محور التحول العالمي في الطاقة، الذي يقوده التقدم التكنولوجي وانخفاض تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة. وتأمل الصين في أن تصبح رائدة على مستوى العالم في هذا المجال، حيث تستثمر بالفعل أكثر من 100 مليار دولار كل عام. وهذا ضعف مستوى الاستثمار الأمريكي في الطاقة المتجددة المحلية وأكثر من الاستثمار السنوي المشترك للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً.

إضافة إلى ذلك، تستثمر الصين 32 مليار دولار - أكثر من أي بلد آخر - في مصادر الطاقة المتجددة خارج حدودها، ومع تزايد أهمية الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال. تخطط شركة الشبكة الحكومية الصينية (State Grid Corporation of China (SGCC لتطوير شبكة طاقة تعتمد على توربينات الرياح والألواح الشمسية في جميع أنحاء العالم. ويتمتع مصنّعي الألواح الشمسية الصينية بميزة سعرية نسبتها 20٪ مقارنة بأقرانهم في الولايات المتحدة. والمنتجون الصينيون للتوربينات الريحية يمثلون الآن أكثر من 90 ٪ من السوق المحلية الصينية بعد أن كانوا يشكلون فقط 25 ٪ في عام 2002.

ووفقاً لتقرير مقدم من قبل المركز الوطني للطاقة المتجددة في الصين(CNREC- OUTLOOK 2018) تحت عنوان "زمن التحول لعصر جديد للطاقة ". من المقدر أن يزداد انتاج الكهرباء من الخلايا الضوئية (طاقة شمسية) من 80 ليصل الى 160 جيجاوات كانتاج سنوي في الاعوام القليلة القادمة، والكهرباء المتولدة من الرياح سيزداد انتاجها من 70 لتصل الى 140 جيجاوات كإنتاج سنوي بدءاً من عام 2026 وهذا يعتبر انجاز عظيم يعتد به اذا ما حسبنا كم سيكلف فعلياً - مادياً وبيئياً - انتاج الكمية نفسها من الكهرباء بمحطات التوليد التقليدية التي تستخدم النفط والغاز والفحم لتوليد الكهرباء.

ووفقا لـ McKinsey Global Institute (MGI) ، وبحلول عام 2035 ، ونتيجة لتطور تكنلوجيا الطاقة المعتمدة على المصادر الطبيعية غير الملوثة والرخيصة نسبياً يمكن أن يؤدي التغير في تركيبة العرض والطلب للسلع الرئيسية في السوق العالمي إلى تحقيق وفورات في التكاليف الإجمالية من 900 مليار دولار إلى 1.6 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم.

إن حجم هذه المدخرات والوفورات لا يعتمد على مدى سرعة تبني التكنولوجيا الجديدة فحسب ، بل يعتمد أيضًا على كيفية تكيّف صانعي السياسات والشركات مع بيئتهم الجديدة. ولكن ، قبل كل شيء ، سوف يعتمد على الصين. فعلى سبيل المثال فإن الطلب على السيارات الكهربائية في الصين ارتفع بشكل ملحوظ وقد تم بيع ما يقرب من 1,3 مليون سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية في العام الماضي فقط، بزيادة قدرها 62٪ عن عام 2017. لوضع هذا الرقم في سياق المقارنة ، فإنه حتى أيلول 2018 لم يكن هناك سوى 4 ملايين سيارة كهربائية قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم. وتسعى الحكومة الصينية للوصول في عام 2020 الى نسبة في حجم المبيعات السنوية من السيارات الكهربائية مقداره 12% من مجموع مبيعات السيارات في الصين والبالغ 28 مليون سيارة عام 2018.

كما لا بد من الاشارة الى أن دولاً متقدمة مثل النرويج حققت انجازاً كبيراً بتأمين 99% من حاجتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الكهرومائية) حيث تعتبر شركة Statkraft المملوكة للدولة والتي بدورها تمتلك تسعة مصانع كهرومائية هي أيضًا لاعب رئيسي في أسواق الطاقة الدولية كما يتم إنتاج الكهرباء من قبل 156 شركة أخرى. وبلغت قدرة توليد الطاقة الكهرومائية حوالي 31 جيجاواط في عام 2014.

وفي أيسلاندا حوالي 85 ٪ من إجمالي إمدادات الطاقة الأولية مشتق من مصادر الطاقة المتجددة المنتجة محليا. هذا هو أعلى حصة من الطاقة المتجددة في أي ميزانية طاقة إجمالية وطنية. وفي عام 2016 ، وفرت الطاقة الحرارية الأرضية حوالي 65 ٪ من الطاقة الأولية. وحالياً 85 ٪ من جميع المنازل في أيسلندا يتم تسخينها بالطاقة الحرارية الأرضية.

الدانمارك أيضا استثمرت في الرياح كأهم مصدر من مصادر الطاقة النظيفة واعتماداً على نسيمه العليل أمنت الدولة 42,7 % من حاجتها الكهربائية ، ومن المخطط الوصول الى تغطية 80% عن طريق التوربينات الريحيّة عام 2024. وأهم الشركات العاملة في هذا المجال هي شركة ((VESTAS الدانماركية ولها مشاريع في معظم بلدان العالم التي لديها هواء وقد حققت دخلاً سنوياً قيمته 8,423 مليار يورو خلال عام 2015.

اما بالنسبة للدول العربية الشقيقه فان جهودا حثيثة لا تزال تبذل لتطوير قطاع الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وكان تقرير أعدته جامعة الدول العربية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة RCREEE قد تضمن 7 مبادرات لتنفيذ ما ورد في الاستراتيجية، اعتمدتها الجامعة خلال القمة العربية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة في يناير 2013 بالرياض.

وحددت الاستراتيجية في مرحلتها الأولى إسهام الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية بنسبة 5.1% في المرحلة الاولى حتى عام 2020، لترفعها إلى 9.4% في المرحلة الثانية 2020-2030

مع العلم أن تحقيق أهداف تلك الاستراتيجية برأي جميع الخبراء العرب يحتاج إلى تضافر جهود عدد كبير من الشركاء، منهم شركات التصنيع والمستخدمون، والسلطات التشريعية والتنفيذية ذات الصلة، ومنهم وزارات الكهرباء والطاقة والنقل والبيئة، والمالية والبحث العلمي وقبل كل هذا وذاك توفر الارادة السياسية لصانعي القرار في تفعيل التعاون الاقليمي لانجاز هذه الاستراتيجية.

علما أن الجانب الصيني وعلى لسان السيد ليو باو وهو نائب مدير إدارة الطاقة الوطنية في الصين، والذي ترأس الوفد الصيني لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة المتجددة المنعقد في القاهرة في شهر نوفمبر 2018قد أكد على أن الصين والدول العربية لديها رؤية مشتركة في تطوير الطاقة المتجددة والتي من شأنها أن تدفع بالتعاون بين الجانبين إلى آفاق واعدة. ومن أجل تعزيز التعاون في في هذا المجال فقد قررت إدارة الطاقة الوطنية في الصين وجامعة الدول العربية انشاء مركز التدريب الصيني - العربي للطاقة النظيفة وتنفيذ العديد من المشاريع الرائدة في دول الخليج ومصر.

وكلنا أمل بأن تكون مبادرة الحزام والطريق منصة دولية لتقديم أسس متينة لتطبيق عملي لاستراتيجيات وخطط ومشاريع عربية تم اقرارها سابقا تأخذ بالحسبان التعاون الإقليمي لمشاريع الطاقة المتجددة وتؤسس لأساليب مبتكرة في التعليم الفني والتطبيقي ومراكز الابحاث وربطه بالتصنيع ودعم هذه الصناعة بالقوانين والتشريعات وتشبيك العلاقات مع الدول الصديقة الرائدة في هذا المجال وأن تكون مشاريع الطاقة المتجددة في الوطن العربي أولوية سياسية واقتصادية وعلمية. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×