روما 21 مارس 2019 / قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) قبيل زيارة الدولة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بلاده، إن الشراكة بين إيطاليا والصين مبنية على أسس صلبة.
وقال ماتاريللا الذي قام بزيارة دولة إلى الصين منذ عامين، إن هذا العام يوافق الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وهذه الشراكة "بنيت على أسس صلبة" مستلهمة التقارب الطبيعي بين الحضارتين المغرقتين في القدم .
وعزا ماتاريللا الإنجازات الإيجابية في العلاقات الثنائية إلى الحوار الكفء بين حكومتي البلدين "والتفاعل المتنامي والمثمر بين شعبينا، اللذين يتشابهان كثيرا من حيث الاجتهاد والإبداع".
وقال إن الصين وإيطاليا أدركتا "ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي بأسره، من أجل المواجهة الناجعة للتحديات الرئيسية في زماننا ، من حماية السلام والاستقرار، ومكافحة التغير المناخي، إلى تنفيذ أجندة التنمية الشاملة والمستدامة".
وأكد أن زيارة شي التي ستبدأ اليوم (الخميس) هى تعبير عن "صلابة الأواصر والاحترام المتبادل" بين إيطاليا والصين.
وقال ماتاريللا "إنني أعتقد أنه لا توجد طريقة أفضل للاحتفال قبل الذكرى الهامة التي يتشاركها بلدانا في 2020، التي تواكب الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، من هذه الزيارة ".
وقال الرئيس الإيطالي إن العلاقات الاقتصادية والتجارية "تلعب دورا رئيسيا" في العلاقات الإيطالية الصينية، فالتجارة المتنامية بشكل مطرد، والتعاون في مجال الأعمال، والاستثمارات المتبادلة" تؤكد على الثقة التي ترتكز عليها العلاقات".
وتابع ماتاريللا قائلا " إن إيطاليا لا ترى الصين فقط كشريك تجاري بالغ الأهمية، ولكن تراها أيضا محركا للتجارة الدولية"، وأضاف أن إيطاليا لديها الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة والحلول في مختلف القطاعات، مثل الطاقة وحماية البيئة، والحضرنة المستدامة، وتصنيع المعدات، والأمن الغذائي، والخدمات الصحية، ورعاية المسنين.
ومن أجل تشجيع العلاقات التجارية، قال ماتاريللا إنه يتعين على الجانبين خلق "سياق يتسم بالانفتاح والشفافية على قدر الإمكان" يمكن من خلاله للجهات الفاعلة من كلا البلدين العمل "على أساس قاعدة متساوية" و "بشكل حر ومتوازن على نحو متبادل".
وأضاف ماتاريللا، إنه يتعين على البلدين "تفضيل الدخول إلى أسواق بعضهم بعضا مع حماية الاستثمارات وحقوق الملكية الفكرية"، إضافة إلى احترام المبادئ والمعايير الهامة للاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية ".
وفيما يخص الشأن الثقافي، أشار ماتاريللا إلى أن تراث كلا من إيطاليا والصين "يثير الإعجاب في كل مكان في العالم"، وأن هذا التراث يمكن أن يكون محركا عظيما للتنمية.
وفي دعوته "لتشجيع وتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية لكل منهما "أكد ماتاريللا أنه "يتعين تيسير تلك الديناميات، حتى تستطيع الاستفادة من إمكانياتها الهائلة".
وأشار ماتاريللا بشكل محدد إلى آلية إقامة علاقات توأمة بين مواقع التراث العالمي في كلا البلدين.
وقال إن الجانبين سيعلنان قريبا عن التوأمة بين مزارع الكروم في لانجهي-رويرو ومونفيراتو من إيطاليا ومدرجات هونغخه هاني للأرز من الصين، إضافة إلى تأسيس علاقة توأمة بين مدينة فيرونا الإيطالية ومدينة هانغتشو الصينية.
وعلى صعيد التبادلات الشعبية في إطار مبادرة الحزام والطريق، قال الرئيس الإيطالي إن إيطاليا لن تشارك فقط في بناء طريق الحرير الجديد، ولكنها تأمل أيضا في جعل المبادرة طريقا لتفاهم أفضل.
وأضاف ماتاريللا، إن المزيد من السياح الصينيين يأتون إلى إيطاليا، ويستضيف كل بلد المزيد من الطلاب من الطرف الآخر، كما ارتفع عدد البرامج البحثية المشتركة بين الجامعات في كلا البلدين.
وفي حديثه حول كيفية مساهمة الشراكة الإيطالية الصينية في عالم أفضل وأكثر استقرارا، قال إن إيطاليا ملتزمة بحماية السلام والتعددية المرتكزة على القواعد، كما يسره أن يرى أن هناك توافقا بين الجانبين على ذلك.
واقترح الرئيس أنه من أجل فهم أفضل من كل جانب لمواقف الجانب الآخر وشواغله، يتعين أن تجري إيطاليا والصين "حوارا متواصلا" في أطر عمل مثل مجموعة العشرين والأمم المتحدة.
وقال ماتاريللا إنه ، علاوة على ذلك، فإن البلدين "ملتزمتان بدعم أجندة الأمم المتحدة للتنمية 2030 ومكافحة التغير المناخي، وهو تحد تؤدي فيه الصين دورا حاسما بشكل متزايد، كما أن إيطاليا مستعدة للإسهام فيه ".
وقال الرئيس "ليس هناك سلام دون تنمية، وعدالة اجتماعية، وحماية للبيئة".