سوفا 19 ديسمبر 2018 / إن المزارعين في ساموا، وهي دولة جزرية تقع جنوب المحيط الهادئ، يستفيدون من مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في عام 2013 وحظيت بإشادة قادة الحكومة والمزارعين في هذه الدولة الجزرية.
ففي مقابلة خاصة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا))، أشاد ليوبيب تيمايونيو تويلفوا فافيسي رئيس برلمان ساموا بمبادرة الحزام والطريق وأعرب عن شكره للصين على دعمها للنمو الاقتصادي للدولة الجزرية.
وقال رئيس البرلمان إن "مبادرة الحزام والطريق جيدة للغاية ونحن نشكر الصين على طرحها لهذه المبادرة التي تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري العالمي وتعد جيدة على نحو خاص بالنسبة للدول الجزرية الواقعة جنوب المحيط الهادئ مثل ساموا".
وأضاف أن "ساموا تريد توسيع التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، ونحتاج إلى دعم الصين لتنمية اقتصادنا".
وفيما يتعلق بمشروع المساعدات الفنية الزراعية بين الصين وساموا، وهو مشروع تعاون ثنائي بين الحكومتين انطلق في عام 2010، قال فافيسي إنه"إلى جانب السياحة، تعد الزراعة العمود الفقري لبلدنا. وبصفتي مسؤول ومزارع وأيضا رجل أعمال، فإنني ممتن جدا لدعم الصين لنا من خلال مشروع التعاون الزراعي هذا الذي يقوده السيد ليو تشي ون".
وأضاف "لقد ساعدوا في تعزيز قطاعنا الزراعي واستفاد شعب ساموا بالفعل من هذا المشروع. إن الفريق الصيني يفعل الشيء الصحيح. فإذا أردنا أن نكون أصحاء وأثرياء، علينا مواصلة العمل حيث أنهم يساعدوننا بطريقة جيدة لتطوير أرضنا".
وذكر ليو تشي ون رئيس فريق الخبراء الصينيين أن مبادرة الحزام والطريق ساعدت بالفعل مزارعي ساموا وأن مشروع التعاون الزراعي هذا يعد "نجاحا كبيرا".
وقال ليو لـ((شينخوا)) في مزرعة نموذجية صينية فى أبيا عاصمة ساموا "نحن سعداء للغاية بخدمة مزارعي ساموا بخبرتنا، فضلا عن المشاركة في تبادلات فنية ودورات تدريبية مع نظرائنا المحليين. ويجرى تنفيذ المرحلة الرابعة من مشروع المساعدات الفنية الزراعية بين الصين وساموا بسلاسة. وزار العديد من المسؤولين والخبراء والمستثمرين والمزارعين والطلاب في ساموا زاروا هذا المشروع، كما تحدثت وسائل الإعلام في تقاريرها بإيجابية عنه.
فقد قدمت الحكومة الصينية ميزانية إجمالية قدرها ستة ملايين دولار أمريكي للمراحل الأربعة من المشروع، وتم إطلاق المرحلة الرابعة من المشروع في يونيو2017 مع تعيين تسعة خبراء زراعيين صينيين للعمل في الدولة الجزرية لمدة ثلاث سنوات. وتهدف المرحلة الرابعة من المشروع إلى زيادة إنتاج الخضروات، والعمل جزئيا على إحلال الخضراوات المحلية محل الخضراوات المستوردة، وتحقيق الاستقرار في الأمن الغذائي، وزيادة دخل المزارعين المحليين في ساموا من خلال توسيع زراعة الخضراوات، وإدخال أصناف الخضراوات القابلة للتسويق، وتوسيع اعتماد التكنولوجيات والأجهزة والمرافق الزراعية، حسبما قال ليو.
وبالإضافة إلى تطوير قدرة المزرعة النموذجية الصينية في أبيا، يهدف فريق ليو أيضا إلى إنشاء 100 مزرعة نموذجية في كل من أوبولو وسافاي، وهما جزيرتين رئيسيتين في ساموا.
وأعرب تيلافونو ديفيد هانت كبير المسؤولين التنفيذيين بوزارة الزراعة والثروة السمكية في ساموا عن ارتياحه إزاء مشروع التعاون الزراعي، قائلا "إنه مشروع مهم للغاية ليس فقط من أجل خدمتنا، وإنما أيضا بالنسبة للقطاع الزراعي في بلادنا".
"إن فريق الخبراء الصينيين متحمس للغاية ولديه أفكار جديدة فيما يتعلق بنشر تكنولوجيات إنتاج جديدة مثل الصوبات الزراعية المختلفة. إنهم يساعدوننا على إنتاج المزيد من الخضراوات ويساعدون مزارعينا على كسب المزيد من المال. وأنا على يقين بأن الفريق الصيني سيقدم إسهامات لتنمية قطاعنا الزراعي من خلال تزويدنا بالمعرفة والتقنيات والمعدات اللازمة. ونأمل في أن نتمكن من تصدير الخضراوات إلى دول جزر المحيط الهادئ الأخرى في المستقبل"، حسبما قال هانت لـ((شينخوا)).
وبالنسبة لجون مابوسوا، وهو مزارع لديه مزرعة نموذجية بقرية ألياسا في أبيا، فقد قام بتركيب صوبتين زراعيتين ونظام ري بالتنقيط في مزرعته.
وقال مابوسوا لـ((شينخوا)) إن هذا المشروع جيد بالفعل حيث يستفيد المزيد والمزيد من أصحاب المزارع النموذجية مثله من المشروع الذي درب أكثر من 7 آلاف من مزارعي ساموا.
وقال وابتسامة ترتسم على وجهه إن "الصين صديقنا الحقيقي وأود أن أشكر الصين على مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها لأن دخلي من الصوبتين الزراعيتين وصل إلى 11 ألف ساموا تالا (حوالي 4300 دولار أمريكي) خلال الأشهر الستة الأولى".
وقال سفير الصين لدى ساموا وانغ شيويه فنغ لـ((شينخوا)) إن الصين لديها مثل شهير يقول "إن أعطيت المرء سمكة، ستطعمه ليوم واحد، وإن علمته الصيد ستطعمه طوال حياته".
وأشاد وانغ بمشروع التعاون الزراعي ووصفه بأنه "مشروع واقعي" يتمتع بإمكانات كبيرة وسيعود دون شك بالفائدة على شعب ساموا.
وذكر السفير أن "الصين وساموا وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق. وستواصل الصين دعم جهود ساموا لتطوير اقتصادها وتحسين معيشة شعبها، وإن الصين على استعداد لتوسيع التعاون العملي مع ساموا في إطار مبادرة الحزام والطريق".