تقرير إخباري: إصابة 107 مدنيين بحالات اختناق بـ"الغاز السام" من قبل المسلحين في حلب

/مصدر: شينخوا/  2018:11:26.10:08

دمشق 25 نوفمبر 2018 / أصيب ما لا يقل عن 107 مدنيين بحالات اختناق نتيجة هجوم شنه مسلحون بقذائف صاروخية بها "غاز سام" على أحياء سكنية في مدينة حلب بشمال سوريا يوم أمس (السبت)، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم (الأحد)، ويعد هذا الخرق هو الأول من نوعه منذ أن وافقت روسيا وتركيا على الاتفاق بخصوص الوضع في شمال سوريا.

وأفادت (سانا) بأن المسلحين أطلقوا قذائف محشوة بـ "الغازات السامة" على حيي الخالدية والزهراء، بالإضافة إلى شارع النيل في الجزء الغربي من مدينة حلب.

ونقلت وكالة (سانا) عن مدير الصحة في حلب زياد طه أن الجرحى الذين أصيبوا في الهجوم من المرجح أن يكون غاز الكلور بعد ملاحظة أعراض المرض على المصابين، وتم نقلهم إلى المستشفيات بحلب لتلقي العلاج.

في غضون ذلك، بث التلفزيون الرسمي السوري لقطات من داخل أحد مستشفيات حلب، حيث عرض الأطباء وهم يندفعون لمساعدة المصابين.

وقال طبيب إن حالة المرضى مستقرة، مشيرة إلى أنه يجب نقل ثلاث حالات إلى وحدة العناية المركزة.

وفي الوقت نفسه، وصف حسين دياب، محافظ حلب، الهجوم بأنه إرهابي، مشيرا إلى أنه يثبت أن المتمردين يمتلكون غازًا سامًا.

كما دعا دياب المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته تجاه المدنيين الذين عانوا من هجمات المتمردين.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما اليوم (الأحد) إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والمدير العام لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية، أن اعتداء التنظيمات الإرهابية على الأحياء السكنية في مدينة حلب جاء نتيجة تسهيل بعض الدول وصول المواد الكيميائية للإرهابيين مطالبة باتخاذ إجراءات رادعة وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب.

ونقلت وكالة (سانا) عن الرسالتين قولهما إن "المجموعات الارهابية المسلحة قامت أمس (السبت) بالاعتداء بالغازات السامة على الأحياء السكنية الآمنة في مدينة حلب حيث استهدفت أحياء الخالدية والحمدانية والشهباء وشارع النيل وجمعية الزهراء بمدينة حلب بعشرات قذائف الهاون المحشوة بمادة الكلور ما أدى إلى إصابة 107 من المدنيين بحالات اختناق وتسمم شديدة الخطورة معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ فضلا عن الأضرار التي ألحقتها بالممتلكات العامة والخاصة في المناطق المستهدفة".

وأضافت الخارجية في رسالتيها إن "هذا العمل الإرهابي يأتي نتيجة لقيام بعض الدول بتسهيل وصول المواد الكيميائية إلى المجموعات الإرهابية المسلحة بغية استخدامها ضد الشعب السوري واتهام الحكومة السورية بذلك عبر مسرحيات وتمثيليات تم إعداد سيناريوهاتها مسبقا في الغرف السوداء لمخابرات بعض الدول الراعية للإرهاب وبتنفيذ من قبل إرهابيي الخوذ البيضاء المتورطين أيضا في هذا العمل الإرهابي حيث تم إطلاق القذائف من مناطق ينشطون فيها وتحديدا من المنطقة الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات في ريف حلب".

وطالبت الخارجية السورية مجلس الأمن الدولي بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية وبالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب ومنعها من الاستمرار والتمادي في دعم الإرهاب والعبث بالأمن والسلم الدوليين.

وبعد الهجوم الذي شنه المسلحون بقذائف صاروخية تحتوي غازات سامة، استهدف الجيش السوري مواقع المسلحين في ريف حلب، فاصاب المناطق التي بدأ الهجوم منها، بحسب وكالة (سانا).

وأشارت الوكالة إلى أن رد الجيش تسبب في خسائر فادحة على "الإرهابيين"، مضيفة أن الهجوم يأتي بعد أيام من كشف مصادر محلية أن "الإرهابيين الفرنسيين وصلوا (مدينة الشمال) عبر تركيا لإضافة مواد سامة إلى الصواريخ التي يمتلكها المتمردون".

واستهدف المسلحون في ريف مدينة حلب المدينة مراراً بقذائف الهاون.

لكنها المرة الأولى منذ فترة، حيث اتهمت وسائل الإعلام الحكومية المسلحين بإطلاق القذائف والغازات السامة، حيث تم تحرير مدينة حلب من المسلحين في العام 2016 باستثناء الريف الغربي والشمالي.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن الهجوم على حلب كان الأول من نوعه منذ أن وافقت تركيا وروسيا في سبتمبر الماضي على فرض منطقة منزوعة السلاح في شمال سوريا تضم أجزاء من ريف حلب.

خلال أكثر من سبع سنوات من الحرب ، تبادل المسلحون مع الحكومة السورية اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية في المعارك التي كانت تدور.

وفي العام 2013، وصل مسئولو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) إلى سوريا لمراقبة تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، بعد انضمام دمشق رسمياً إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

وقالت الحكومة السورية إن المسلحين المدعومين من الغرب لجأوا إلى الأسلحة الكيماوية لاتهام الحكومة السورية واستغلال الغرب ذلك لشن عمل عسكري في سوريا.