بروكسل 30 سبتمبر 2018 / إن التعاون المتوقع بين مبادرة الترابط الجديدة المطروحة من قبل الاتحاد الأوروبي لبذل جهود مشتركة مع مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين، سيكون أهم كثيرا من المنافسة، وفقا لما أكده مسئول تجاري بارز في الاتحاد الأوروبي في مقابلة هنا.
وخلال مقابلة يوم الخميس، قال نائب رئيس غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، ماسيمو بانغاسكو، إنه "من حيث الأساس، النقطة الأهم هي أن تكون هناك آلية يمكن استخدامها لتعزيز التعاون مع الصين فيما يتعلق بالترابط"، مشيرا إلى مقترح مشترك من الاتحاد الأوروبي لربط أوروبا بآسيا، وعنوانه: بناء شراكات من أجل إستراتيجية للاتحاد الأوروبي.
لقد تبنّت المفوضية الأوروبية والممثلية العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، وثيقة توضح رؤية الاتحاد حول إستراتيجية جديدة وشاملة "لتحقيق ترابط أفضل بين أوروبا وآسيا"، على أن يكون الترابط المستدام والشامل والقائم على أساس اللوائح، في الصميم منها.
قال بانغاسكو "الترابط لا يعني لنا مجرد المواصلات، إنه تقليل الكربون وانبعاثاته، وهو مرتبط باتفاق باريس، ويعني كذلك العلاقات بين الشعوب، بما يسهل الترابط أيضا."
وأضاف "ومن وجهة النظر هذه، ندرك تماما ضرورة أن تكون آليات منصات الترابط، مفيدة للمشاركة مع مبادرة الحزام والطريق، وإيجاد أرضية مشتركة للتعاون."
يذكر أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين عام 2013، تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكات تجارة وبنى تحتية تربط آسيا بأوروبا بأفريقيا، على طول مسارات طريق الحرير العريق، برا وبحرا. وأكدت الصين على أن شركاء التعاون المحتملين، مرحب بهم تماما، لربط خططهم التنموية الخاصة بهم، مع مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح بانغاسكو، الذي ظل يمارس الأعمال التجارية في الصين على مدى 15 عاما، المعطيات الواردة في تقرير أعدته غرفة التجارة لعام 2018-2019، إلى الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، قائلا إن بحث الجانب الأوروبي وتوقعاته العالية تجاه مبادرة الحزام والطريق، تستدعي "المزيد من الحوار والتواصل والمشاركة، من أجل إيجاد أرضية مشتركة للتعاون بين مبادرة الحزام والطريق ومبادرة الترابط للاتحاد الأوروبي."
وردا على بعض تقارير أشارت إلى أن مبادرة الاتحاد الأوروبي "مخصصة للحلول محل مبادرة الحزام والطريق"، قال بانغاسكو "طالما أن مبادرة الحزام والطريق شفافة، وصديقة للبيئة، مع إدارة واضحة للعروض والمسئوليات، فبالتأكيد سيكون هناك مزيد من التعاون بدلا من المنافسة."
وأضاف بانغاسكو الذي يدير مؤسسة للاستشارات والتصاميم المعمارية في الصين، أن الصعوبة الرئيسية على الجانب الأوروبي، قد تكون في غياب توجه موحد.
وأوضح "وهذا قد يكون أحد المواضيع الرئيسية التي تسبب بطء العملية."
وحول تمويل المبادرة (الأوروبية) الجديدة، قال بانغاسكو إن القطاع الخاص الأوروبي "فعال جدا ومستعد دوما للتحرك بأسرع وقت حالما يرى الفرص المعقولة وذات الخطط العملية الملموسة والظروف الشفافة."
وأكد على أن تكامل المشاريع التنموية الكبرى في كل من الصين والاتحاد الأوروبي، قد يكون البداية لجولة جديدة من التعاون بين العملاقين الاقتصاديين، مضيفا "ونحن نتطلع قدما لفرصة الطرح المشترك لقوى وإمكانيات الجانبين الأوروبي والصيني، لتحقيق أفضل النتائج، كفريق واحد."