اختتمت الدورة الـ 123 من معرض كانتون في 5 مايو بمدينة قوانغتشو. ووفقا للاحصاءات الأولية، بلغ عدد المشترين في هذه الدورة حتى الثالث من مايو الجاري 203346 شخصا، بزيادة قدرت بـ 5.3 ٪ على أساس سنوى، وهو أعلى مستوى خلال خمس سنوات؛ في نفس الوقت، بلغ حجم الصادرات التراكمي لمعرض كانتون 189.197 مليار يوان(حوالي 30.08 مليار دولار)، بزيادة سنوية قدرت بـ 3.1 ٪، وهو أعلى مستوى لدورة الربيع منذ4 سنوات. وقد حققت الدورة الحالية من معرض كانتون نموا مزدوجا للمشترين والمعاملات.
نمو شامل
قال نائب الأمين العام لمعرض كانتون والمتحدث الصحفي شو بينغ، أن النمو الذي حققته هذه الدورة كان نموا شاملا. وعلى مستوى مشتريات المعرض، حقق عدد الزائرين للمعرض من مختلف القارات زيادة ملحوظة، وجائت هونغ كونغ والهند وأمريكا في المراتب الثلاثة الأولى. ولا تزال السلع الكهروميكانيكية تحتل المرتبة الأولى في إجمالي حجم الصادرات االتراكمي الذي بلغ 30.08 مليار دولار، حيث بلغت قيمة مبيعاتها 15.89 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 52.8٪ من الإجمالي العام.
وبلغت قيمة المنتجات الصناعية الخفيفة 8 مليارات دولار أمريكي، محققة زيادة بـ 7.6٪، حيث مثلت 26.6٪ من إجمالي قيمة الصفقات. وبلغت قيمة صفقات المنسوجات والملابس 1.42 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 4.1٪، ما يمثل 4.7٪ من إجمالي قيمة الصفقات. من جهة أخرى، ناهزت قيمة مبيعات منطقة المعارض التجارية، التي تمثل 20٪ من إجمالي عدد أكشاك العرض 10.07 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 33.5٪ من إجمالي المبيعات، متجاوزة بذلك كل التوقعات.
في ذات السياق، قال شو بينغ أن النمو الشامل لبيانات الصفقات أظهر بأن التجارة الخارجية الصينية قد حافظت على نموا مستقرا منذ العام الماضي، أن جودة وكفاءة الصادرات قد شهدتا تحسنا كبيرا، كما سجلت عملية تحويل قوى الدفع تقدما كبيرا. حيث أسهم الإبتكار في دفع تطور الجودة العالية، وبدأت التجارة الخارجية الصينية تمتلك مزايا جديدة، تتمركز أساسا على التقنية والعلامات التجارية، والجودة والخدمات والمعايير.
مع ذلك، ونظرا لعدة عوامل، شهدت الدورة الحالية من معرض كانتون إرتفاع نسبة الطلبات القصيرة والمتوسطة، في حين مازالت نسبة الطلبات الطويلة تعيش إنخفاضا مستمرا. حيث مثلت الطلبات القصيرة، التي تمتد لـ 3 أشهر 42.4٪، ومثلت الطلبات التي تتراوح مدتها بين 3 و6 أشهر 36.6 ٪. في حين، شكلت الطلبات طويلة الأجل التي تتجاوز مدتها 6 أشهر\ 20.9 ٪ فقط.
النمو عالي الجودة
وعلم المراسل من خلال المقابلات الصحفية التي أجراها خلال هذه الدورة، أن حقوق الملكية الفكرية والعلامات التجارية المستقلة والمحتوى التقني العالي، والمنتجات الصديقة للبيئة ومنخفضة الكربون مثلت إحدى العلامات البارزة لمنتجات المعرض. من جهة أخرى، حافظت القيمة المضافة للسلع وتأثير علاماتها التجارية على نموا مستقرا.
تظهر البيانات الإحصائية التي قامت بها لجنة تنظيم معرض كانتون، أن 97.7% من الشركات أشارت إلى أن نفقاتها في البحث والتطوير قد شهدت نموا أو حافظت على نفس المستوى، مايعني بأن النمو عالي الجودة قد بات قاسما مشتركا بين مختلف الشركات المشاركة في معرض كانتون.
في هذا الصدد، يقول دينغ لي، مدير مركز أبحاث التنافسية التابع لأكاديمية قوانغدونغ للعلوم الاجتماعية، أن الشركات الصينية تعمل جاهدة على تحسين هيكل منتجاتها، وأضاف بأن معرض كانتون سيشهد في المستقبل عرض المزيد المنتجات ذات الجودة العالية الجودة والقيمة المضافة المرتفعة والتقنية المتقدمة.
على صعيد متصل، تعزز مشتوى إعتراف السوق الدولية بالعلامات التجارية الصينية بشكل أفضل، حيث تم تصدير منتجات شركة "غري GREE " إلى أكثر من 160 دولة ومنطقة، وفاق عدد مستخدميها 300 مليون مستخدم. كما حافظت آلات الغسيل لشركة هاير على مكانة مهيمنة داخل السوق اليابانية، رغم أن اليابان يعد أحد المنتجين التقليديين للأجهزة المنزلية.
فتح نافذة فرص التنمية لدول الحزام والطريق
لاحظ المراسل أن عددا من الشركات الموجهة للتصدير لديها رغبة قوية في إستكشاف أسواق "الحزام والطريق" وأسواق أمريكا الجنوبية وأفريقيا. وقد بلغ عدد المشترين القادمين من الدول الواقعة على طول خط "الحزام والطريق" في معرض كانتون 90576 شخصًا، بزيادة قدرها 3.86٪ مقارنة بالعام الماضي؛ وبلغت قيمة الصادرات إلى الدول الواقعة على مسار "الحزام والطريق" 9.67 مليارات دولار أمريكي، محققة زيادة بـ 8.8٪ ، أي ما يمثل 32.2٪ من إجمالي المبيعات. مايعكس بأن البلدان والمناطق الواقعة على طول "الحزام الواحد وطريق واحد" قد باتت تمثل شركاء تجاريين هامين بالنسبة للصين.
في هذا الصدد، قال شو بينغ إن معرض كانتون لايعد مجرد منصة للمشتريات فحسب بالنسبة للدول الواقعة على "الحزام والطريق"، بل يفتح نافذة لهذه الدول لمقاسمة فرص التنمية مع الصين. منذ تأسيس الجناح الدولي لمعرض كانتون خلال دورته الـ 101، التي إنتظمت في عام 2007، شهد المعرض مشاركة قرابة 10 آلاف شركة من أكثر من 100 دولة ومنطقة، وتمثل الشركات المنتمية للدول الواقعة على "الحزام والطريق" العنصر الرئيسي في منطقة عرض الإستيراد.
شارك في الدورة الحالية لمعرض كانتون الدولي هذا العام 382 عارضًا من 21 دولة ومنطقة على طول "الحزام والطريق" حصلوا على 626 مقصورة عرض، مايمثل تباعا 62٪ و 63٪ من إجمالي مساحة معرض الاستيراد، وغطت مشاركة هذه الدول جميع مناطق المنتجات الست في منطقة معرض الاستيراد.