بكين 18 مارس 2018 (شينخوا) مع انتشار أصداء الموسيقى الاحتفالية في أركان قاعة الشعب الكبرى، يتقدم شي جين بينغ لاعتلاء المنصة.
توقفت الموسيقى عندما وصل شي، الذي يرتدي بدلة سوداء، إلى نسخة كبيرة من الدستور مغلفة باللون الأحمر، ليضع يده اليسرى على الدستور ويرفع يده اليمنى بقبضة تدل على التضامن والتماسك، وبدأ قائلا "اتعهد بالولاء للدستور."
"اتعهد بحماية سلطة الدستور والوفاء بالتزاماتي القانونية والولاء للبلاد والشعب والالتزام بمهمتي والتحلي بالامانة في تنفيذها وقبول رقابة الشعب والعمل بجد من أجل دولة اشتراكية حديثة عظيمة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتطورة ثقافيا ومتناغمة وجميلة."
ثم انحنى وانفجر جميع النواب بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، البالغ عددهم نحو 3 آلاف، بعد ذلك في التصفيق الحار الشديد.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يؤدي فيها رئيس صيني مثل هذا القسم عند توليه المنصب. وكان عشرات الملايين من الشعب الصيني يتابعون هذه المراسم عبر التليفزيون أو الهواتف الذكية.
انتخب شي أمس السبت بالاجماع رئيسا لجمهورية الصين الشعبية ورئيسا للجنة العسكرية المركزية للبلاد.
تولى شي الرئاسة قبل خمسة أعوام، وتعهد بدفع قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والسعي من أجل تحقيق هدف الإحياء العظيم للأمة الصينية.
"في مواجهة الاتجاه العام الهائل للعصر والتطلعات الكبيرة للشعب نحو حياة أفضل، قطعا لا نستطيع أن نرضى عن أنفسنا ونتراخى في العمل حتى لو بشكل طفيف"، وفقا لما قال في ذلك الوقت.
حققت الصين إنجازات تاريخية تحت قيادة شي. والتصويت الجماعي يظهر الدعم القوي الذي يتمتع به بين الشعب.
قبل نحو خمسة أشهر، أعيد انتخاب شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ودمج المؤتمر الوطني ال19 للحزب فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في دستور الحزب.
وأضيف الفكر أيضا إلى دستور الدولة خلال الدورة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني كمبدأ توجيهي للدولة. ولدى الشعب تطلعات كبيرة خلال السنوات المقبلة. وتتحول الخطوط العامة التي وضعت في المؤتمر الوطني للحزب إلى خطة عمل.
"السعادة تأتي نتيجة العمل الشاق"
بقيادة شي، تصبح الصين أقوى.
توسع حجم اقتصاد الصين إلى أكثر من 82 تريليون يوان (نحو 13 تريليون دولار أمريكي) مقارنة بـ54 تريليون يوان خلال السنوات الخمس الماضية، لينمو بواقع 7.1 بالمئة كمتوسط في العام. كما عمل ذلك على توفير أكثر من 66 مليون وظيفة جديدة في المناطق الحضرية.
الاقتصاد أصبح أكثر صحة. أثبت إصلاح شي الهيكلي لجانب العرض فاعلية. وأصبح الاستهلاك محرك نمو رئيسيا، حيث أسهم بنسبة 58.8 بالمئة في النمو الاقتصادي العام الماضي، مقارنة بـ54.9 بالمئة قبل خمسة أعوام. كما ارتفعت نسبة إسهام قطاع الخدمات إلى 51.6 بالمئة مقارنة بـ45.3 بالمئة.
أصبح الشعب يعيش حياة أكثر راحة. وهرب أكثر من 68 مليون شخص من الفقر. وارتفع دخل الفرد بواقع 7.4 بالمئة كمتوسط سنوي. وارتفع توقع العمر إلى 76.7 سنة، وهو الأكبر بين الدول النامية.
كما تحسنت البيئة مع تطبيق قواعد صارمة على تلوث المياه والتربة والهواء. وهناك تغير ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية، وهو انخفاض عدد الأيام شديدة التلوث في المدن الرئيسية إلى النصف.
حقق شي ذلك من خلال الاصلاح. ويوصف شي بأنه كبير المخططين. في السنوات الخمس الماضية، صدر أكثر من 1500 إجراء إصلاح، ما أثر على الاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة والبيئة والدفاع الوطني وبناء الحزب. كما تراجع الروتين في الحكومة وأصبح الاستثمار الأجنبي أسهل.
وقال شي إن السعادة تأتي نتيجة العمل الشاق.
بعد أسبوع من المؤتمر الوطني ال19 للحزب، أخذ شي كبار المسئولين إلى مكان ميلاد الحزب في شانغهاي وتشجيانغ، وهي رحلة تتبع للأصول لتذكر كوادر التطلعات الأصلية للحزب.
وقال شي في جلسة نقاش خلال دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني "يسعى الحزب إلى تحقيق سعادة الشعب الصيني. مهما كانت القضايا التي لا يرضى عنها الشعب أو المستاء منها، يجب ان نعمل بجد لحلها."
لقد تشكل ارتباط شي العميق بالشعب منذ أوائل حياته.
فقد كان شي، ابن زعيم ثوري، وهو في سن ال15، ضمن الشباب المتعلمين الذين تركوا الحياة الحضرية وتوجهوا إلى الريف للتعلم من الفلاحين.
وأرسل شي إلى قرية صغيرة نائية في مقاطعة شنشي وظل هناك سبع سنوات. وعرفته هذه السنوات على الوضع الحقيقي على الأرض وشكلت إيمانه بالمنهج البراجماتي وخط الجماهير.
وفي العقود بعد ذلك، تقدم شي من المستوى القاعدي إلى القمة. فقد منحته خبرته في العمل في الجيش ومحافظة ريفية فقيرة ومناطق ساحلية ثرية مهارات القيادة التي يتمتع بها.
انضم شي إلى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 2007 وانتخب أمينا عاما للجنة المركزية للحزب في 2012. وأصبح في القلب من اللجنة المركزية للحزب والحزب بأكمله.
"عض العظام الأقوى"
من وجهة نظر شي، من أجل أن تحقق الصين أهدافها في العصر الجديد، فان قيادة الحزب في كل مجال أمر أساسي.
من أجل الابقاء على الحزب نظيفا، أطلق حملة غير مسبوقة لمكافحة الفساد، حيث حققت السلطات مع 440 مسئولا بارزا -- كانوا يتولون مناصب على مستوى المقاطعات أو الفيالق العسكرية أو فوق ذلك، وغيرها.
وعوقب إجمالي أكثر من 1.5 مليون مسئول.
وأوضح شي "اذا لم نغضب المئات من المسئولين الفاسدين، كنا سنغضب 1.3 مليار صيني."
وبينما تحولت الحملة إلى موجة كاسحة، قال شي لا يمكن ان تتوقف.
تستمر إجراءات التخلص من "النمور والذباب" بعد المؤتمر الوطني ال19 للحزب. فقد تضمنت قائمة المسئولين البارزين الذين سقطوا المدير السابق لإدارة الفضاء الالكتروني لو وي والجنرال تشانغ يانغ والجنرال فانغ فنغ هوي وكذا عضو مجلس الدولة السابق يانغ جينغ.
كما دفع شي إصلاح النظام الرقابي ليعزز القيادة المركزية والموحدة للحزب في مكافحة الفساد.
وحث شي المسئولين المعنيين على "عض العظام الأقوى والامساك بالبطاطا الأشد سخونة" في التعامل مع المشكلات.
يأتي شي هذا العام في مركز ضوء الدورتين السنويتين.
وأكد شي على الالتزام بنظام التعاون والتشاور السياسي متعدد الأحزاب بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، قائلا إنه نمط جديد من النظام الحزبي ينبت من الأرض الصينية ويسهم في الحضارة السياسية للبشرية.
لسنوات، كان يوي مين هونغ، مستشار سياسي وعضو الرابطة الديمقراطية الصينية، أحد الأحزاب السياسية الثمانية غير الشيوعية في الصين، وهو معروف بانه رئيس شركة (نيو اوريانتال)، شركة رائدة في مجال التعليم، يساعد الطلاب الفقراء في الريف في الحصول على تعليم مناسب. وعمل مقترحه بشأن زيادة أجور المعلمين في الريف على تغيير سياسات الحكومة.
وقال دينغ تشونغ لي، رئيس اللجنة المركزية للرابطة، ان الحزب الحاكم والاحزاب غير الشيوعية تعاونا بشكل جيد جدا في إطار هذا النظام ويعملان معا من أجل تحقيق هدف مشترك وهو التنمية الوطنية.
وقال فرد تنغ، رئيس معهد الشئون العامة أمريكا-الصين، إنه من خلال نظام التعاون متعدد الأحزاب يمكن لصناع السياسات الاستفادة من أفضل السياسات وتحقيق أفضل نتائج.
وفي مناقشة مع مشرعين من مقاطعة قوانغدونغ، سلط شي الضوء على التنمية والموهبة والابتكار.
كانت قوانغدونغ في مقدمة حملة الاصلاح والانفتاح.
ويوافق عام 2018 الذكرى ال40 للحملة التي أسفرت عن نمو اقتصادي مستمر وسريع لعقود.
وخلال جولة تفقدية في مقاطعة جيانغسو ديسمبر الماضي، قال شي إننا في حاجة إلى المزيد من التركيز على جودة الاقتصاد بدلا من التركيز على السرعة، ويتعين على كل صناعة وشركة اتباع ذلك.
تبحر الصين نحو اقتصاد حديث بقيادة شي.
أثير "فكر شي جين بينغ بشأن الاقتصاد الاشتراكي ذي الخصائص الصينية في العصر الجديد" خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر الماضي.
وذكرت (وول ستريت جورنال) أن الصين اتخذت "فكر شي الاقتصادي" كمبدأ توجيهي بتركيز على الابتكار والنمو عالي الجودة.
وتتضمن مجالات تعميق الإصلاح المؤسسات العامة والشركات المملوكة للدولة والاحتكارات الصناعية وحماية حقوق الملكية والضرائب والمالية والتنمية الريفية والضمان الاجتماعي والايكولوجيا. الاقتصاد الحديث هو الهدف.
وخلال الدورتين، تناولت خطابات شي المزيد من المجالات غير الاقتصادي، من بناء الحزب وحكم القانون وتخفيف حدة الفقر إلى حماية البيئة والحوكمة الاجتماعية والتكامل العسكري-المدني.
وقال ملك الانترنت، بوني ما، رئيس شركة (تنسنت)، إن خطابات شي غنية جدا لدرجة انه دون 6 صفحات كاملة من الملاحظات.
وأوضح "قال الأمين العام انه علينا جعل الابتكار محركا قويا للتنمية عالية الجودة، اعتقد انه تصريح يتمتع ببصيرة. ستكون فرصة جديدة للشركات الابتكارية."
وقال لي شو مو، نائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ورئيس لجنة الحزب في قرية في محافظة يينان بمقاطعة شاندونغ، إن المزارعين في قريته يشعرون بالتفاؤل حيث وضع شي خطة جميلة للريف.
وقال ليو روي، ضابط بالقوات الجوية، إن القوات المسلحة يجب ان تلتزم بقوة بأمر شي جعل القدرة القتالية هي المعيار الأساسي للحكم على عملها.
الإسهام في الانسانية
تتطلع الشعوب إلى معرفة ما هي التغيرات التي سيحققها شي في الصين والعالم.
السنوات الثلاث حتى 2020 هامة جدا. تهدف الصين إلى إكمال بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال بحلول ذلك الوقت. الفقر المدقع سيصبح ماضيا.
وبالتطلع إلى المستقبل، تهدف الصين إلى التحقيق الأساسي للتحديث بحلول 2035 وبناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة بحلول منتصف القرن.
يتطلب تحقيق الحلم الصيني الخاص بالنهوض العظيم للأمة الصينية استمرارية السياسات والعمل الجاد.
على قمة ذلك، تحتاج الصين إلى قيادة موثوقة ومركزية وموحدة.
مع أكثر من 89 مليون عضو، يقود الحزب الصين نحو تقدم اقتصادي واجتماعي جديد يعتمد على نوع جديد من الاشتراكية.
يوافق عام 2018 الذكرى ال200 لميلاد كارل ماركس والذكرى ال170 لإصدار "البيان الشيوعي".
ويعد فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد التكيف الأحدث للماركسية مع السياق الصيني.
معجزة تتكشف -- للمرة الأولى في التاريخ الانساني، يعبر أكثر من مليار نسمة عتبة التحديث معا. التحديات مثل العجز المادي والفجوة في الثروة سيتم التغلب عليها. سيشعر الشعب بمزيد من الانجازات والسعادة والأمان.
وتعد شن جي لان، 89، شاهدة على التغيرات العميقة عبر العصور.
ولدت مزارعة في مقاطعة شانشي الريفية، وانتخبت للمرة الأولى في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في 1954 وأعيد انتخابها 12 مرة على التوالي.
وتحب شن مقارنة ذهابها السنوي إلى قاعة الشعب الكبرى على مر العصور. ففي 1954، قضت 4 أيام على ظهر حمار وعلى سطح شاحنة ثم في قطار للوصول إلى بكين. اليوم، يتطلب الأمر 3 ساعات في القطار فائق السرعة للوصول إلى العاصمة.
الصين في الحقيقة على قطار فائق السرعة، قطار يتجه نحو التنمية الكاملة للامكانات البشرية كما تصور كارل ماركس. وهذا يوضح صلة الصين المتزايدة بالعالم. وبعد كل ذلك، تستكشف طريقا لدفع البشرية.
وجذبت الدورتان السنويتان هذا العام، مثل المؤتمر الوطني ال19 للحزب، اهتمام العالم.
ويرجع المحللون تأثير الصين المتزايد إلى نظام الدولة وشخصية شي.
الصين قوة اقتصادية تعود بالنفع على العالم. بأكثر من 30 بالمئة، جاء إسهام الصين السنوي في النمو الاقتصادي العالمي وهو أكبر من اسهامات الولايات المتحدة واليابان ومنطقة اليورو.
تسهم الصين بأكثر من 70 بالمئة من تخفيف حدة الفقر على مستوى العالم. وترسل أكبر مجموعة من قوات حفظ السلام من بين الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن. كما انها تقدم ثاني أكبر إسهام في ميزانية حفظ السلام الأممية.
وطرحت الصين مبادرة الحزام والطريق وغيرها من المقترحات الرئيسية لتدعيم الحوكمة العالمية والتجارة الحرة والاقتصاد العالمي المفتوح.
في 9 مارس، أجرى شي محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وناقشا الوضع في شبه الجزيرة الكورية والعلاقات الثنائية.
وقال ترامب إن الرئيس شي كان على صواب عندما أصر على إقامة حوار بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية، مضيفا أن الولايات المتحدة تقدر الدور البارز الذي تلعبه الصين في حل قضية شبه الجزيرة الكورية وانها مستعدة لتعزيز التواصل والتعاون مع الصين في هذه القضية.
دبلوماسية شي تكتسب إشادة كبيرة لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى و"مجتمع مصير مشترك للبشرية".
وقال فلاديمير بتروفسكي، باحث بارز بمعهد دراسات الشرق الاقصى بالاكاديمية الروسية للعلوم، إن إحدى سمات دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية هي ان الصين تقدم مقترحات لا تهدف إلى المواجهة ولكن تسهم في تحسين النظام الدولي القائم.
في الأشهر القليلة الماضية، عقد شي محادثات مع ترامب بشأن العلاقات الثنائية وتعاون الصين والولايات المتحدة على المستويين الاقليمي والدولي. وتحقق تقدم رئيسي وتوصل الرئيسان إلى توافق.
حافظ شي على تبادلات عالية المستوى مع روسيا، حيث دفع من أجل تعزيز التعاون الشامل في جميع المجالات والتنسيق والتواصل بشكل أوثق في الشئون الدولية.
وبعد المؤتمر الوطني ال19 للحزب، استقبل شي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورؤساء جمهورية كوريا وجيبوتي وجامبيا وبنما.
كما زار فيتنام ولاوس. وخلال اجتماع القادة الاقتصاديين للابيك في دا نانج، حث شي على عولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ومساواة ومنفعة للجميع.
وفي ديسمبر، عقدت بكين الاجتماع رفيع المستوى " حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الاحزاب السياسية العالمية"، حيث جذب أكثر من 600 مندوب من نحو 300 حزب سياسي ومنظمة سياسية من أكثر من 120 دولة. وأخبرهم شي بأن شعوب العالم يتعين أن تكون أسرة واحدة وأن تفتح أذرعها وأن تفهم بعضها البعض وأن تبني مجتمع مصير مشترك.
وقال للدبلوماسيين الصينيين إن الحزب يعد العمل من أجل سعادة الشعب الصيني وإسهام أكبر في البشرية مهمة أساسية.
ويقول المحلل السياسي الافغاني غلام داستجير إن مجتمع مصير مشترك هو الهدف المشترك للشعوب حول العالم، وبالسعي من أجل تحقيق هذا الهدف من الممكن ان تخلق الصين المزيد من الفرص للعالم وتساعد في رخائه.
وفي قاعة الشعب الكبرى، انتخب شي رئيسا، وفتح التاريخ فصلا جديدا.