دمشق 16 مارس 2018 / تواصل لليوم الثاني على التوالي خروج المئات من المدنيين المحتجزين من قبل التنظيمات الإرهابية داخل الغوطة الشرقية وذلك عبر ممر حمورية الذي افتتحه الجيش السوري أمس (الخميس) لخروج المدنيين، بحسب الإعلام الرسمي.
وبث التلفزيون الرسمي اليوم (الجمعة) لقطات مباشرة لتدفق وصول المدنيين من داخل الغوطة الشرقية إلى معبر حمورية بعد أن سيطر الجيش السوري عليها أمس، وهم يحملون امتعتهم بأكياس على ظهرهم واطفالهم بين أيديهم، إضافة لقيام بعض عناصر الجيش السوري بمساعدة المدنيين الخارجين بحمل أطفالهم وامتعتهم، ومساعدات الشيوخ والنساء المنسيين الذين لا يقوون على المسير.
ولفتت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بدأت على الفور بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيدا لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز اقامة مؤقتة مجهزة بكل المستلزمات الأساسية لاستعادة حياتهم الطبيعية بعيدا عن الترهيب الذي مورس عليهم منذ سنوات من قبل تنظيمات امتهنت الإرهاب.
وأكد عدد من المدنيين الخارجين من مناطق انتشار الإرهابيين في تصريحات صحفية أنهم يشعرون الآن بحريتهم الحقيقية والأمان الذي افتقدوه بسبب سطوة الارهاب والخوف الذي فرضته التنظيمات الإرهابية على أهالي الغوطة لسنوات حيث كانت تحتجزهم كدروع بشرية وتسطو على ممتلكاتهم وجميع مقومات حياتهم.
ودعوا باقي الأهالي الذي ما يزالون رهائن ومختطفين لدى الإرهابيين إلى الانتفاض في وجههم والمغادرة فورا باتجاه نقاط الجيش حيث الأمن والأمان.
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف الذي واكب عملية إجلاء المدنيين إن "المنشآت السورية قادرة على استيعاب الخارجين من مناطق الإرهابيين".
وبدوره، قال وزير الصحة نزار يازجي إن المشافي جاهزة تماماً لاستقبال الأهالي الخارجين، مضيفا إن الدولة السورية قامت بمجهود كبير للحفاظ على الجهوزية رغم تضرر القطاع الصحي.
أما محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم فقال "لدينا الإمكانات اللازمة لاستقبال جميع الخارجين من الغوطة".
ويأتي ذلك في وقت أكد فيه المرصد السوري المعارض أن أكثر من 70 % من مساحة الغوطة الشرقية باتت تحت سيطرة الحكومة السورية.
وخرج أمس آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية عبر ممر حمورية حيث قامت وحدات الجيش باستقبالهم وتأمينهم ونقلهم بالتعاون مع الهلال الأحمر إلى مراكز الإقامة المؤقتة في ريف دمشق.
وبدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تتوقع نزوح نحو 20 ألف مدني يوم (الجمعة) عن الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني.
وقال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا، فلاديمير زولوتوخين "غادر أكثر من 2.5 ألف شخص بلدتي حمورية وسقبا في الساعات الأولى من إطلاق الممر الإنساني اليوم الجمعة، ووفقا للتقييم الأولي لمركز المصالحة، فإنه من المتوقع خروج نحو 20 ألف مدني من الغوطة الشرقية اليوم".
وذكرت الدفاع الروسية في وقت سابق أنه "قد خرج أكثر من 13 ألف مدني خلال يومين من الغوطة الشرقية".
وكان آلاف من المدنيين غادروا مناطق القتال في الغوطة الشرقية عبر معابر آمنة يوم أمس (الخميس)، متجهين لمناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وأعلن الجيش السوري سيطرته الكاملة على بلدة حمورية بالغوطة الشرقية بعد معارك طرد على إثرها الإرهابيين خارج البلدة، بحسب وكالة (سانا).
فيما تزعم مواقع وصفحات تابعة للتنظيمات المسلحة أن تنظيمي (النصرة) و (فيلق الرحمن) الإرهابيين شنا هجوما معاكسا على مواقع الجيش في المدينة المحررة حيث تجري اشتباكات عنيفة واستهداف لتحركات المسلحين بالصواريخ، على حد قولها.
وعلى الجبهة الشمالية للغوطة، قالت مصادر ميدانية إن الجيش تمكن من فرض سيطرته على بلدة الريحان بعد أن استكمل أمس السيطرة على مزارعها وعلى منطقة "حوش المباركة" المحاذية لها.
كما أشارت المصادر إلى أن الجيش يتقدم وسط معارك عنيفة ضمن الحي الشرقي لبلدة جسرين جنوب الغوطة، فيما أحكم سيطرته على مزارعها الشمالية الشرقية خلال ساعات النهار.