قال خبراء وسياسيون هنا أن مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين تكتسب زخما في فرنسا.
وتهدف المبادرة المقترحة من قبل الصين في عام 2013 إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع إفريقيا وأوروبا على طول مسارات التجارة البرية والبحرية القديمة.
وتتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وعندما فتح المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية عملية الاعتماد على الانترنت لأول نسخة من منتدى باريس بشأن المبادرة في نوفمبر، كانت هناك طلبات كثيرة دفعت المعهد إلى إغلاق التسجيل في وقت أبكر من المتوقع.
لذلك، ترى ما سبب اهتمام المزيد من الفرنسيين بهذه المبادرة؟ يقول رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان لوكالة ((شينخوا))، إن هذه المبادرة " تمثل فرصة للعمل بشكل ملموس على مشروعات ذات محل اهتمام مشترك".
وسمحت مبادرة الحزام والطريق لدول مختلفة أن تجلس معا حول الطاولة لبحث التعاون، ويعد الحوار المتعدد الأطراف نموذجا جيدا للتعاون، ولاسيما في العالم اليوم، برأي جان بير رافارين رئيس مؤسسة الابتكار واستشراف المستقبل.
وقال مدير المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفيس إن هذه المبادرة تعد أيضا واحدة من الاستجابات للتعددية، التي " يمكن أن تجعل التعاون الفرنسي-الصيني أكثر قربا".
والسبب الثاني هو أن المبادرة تفيد أكثر وبشكل واضح منتجات " صنع في فرنسا" والشركات الفرنسية، بحسب الخبراء.
مثال على ذلك خط سكة حديد ليون--ووهان للشحن، الذي افتتح في أبريل عام 2016. فمنذ ذلك الحين، بدأت زجاجات بيرة بوردو وقطع غيارات السيارات والمنتجات الزراعية الفرنسية تصل إلى الصين.
وتطور ديكاثلون، إحدى الشركات الفرنسية الرائدة في بيع المنتجات الرياضية بالتجزئة، خطا مباشرا للشحن بين ووهان ومصانعها في دورغيه (با دي كاليه)، في خطوة ينظر إليها بأنها " أكثر اقتصاديا وأسرع وأفضل بيئيا".
وبعد اجتياز أول اختبار للنقل بين ووهان ودورغيه في نوفمبر، تخطط ديكاثلون الى الربط شهريا ابتداء من عام 2018، ثم بعد ذلك أسبوعيا في النصف الأول من عام 2019.
علاوة على ذلك، يتطور الاتصال بين المجتمعين الصيني والفرنسي ليصبح أكثر شفافية وانفتاحا، وفقا للخبراء.
وخلال المنتدى في باريس بشأن مبادرة الحزام والطريق، طرحت أسئلة من عينة: ما هي المنافع التي يمكن للمبادرة أن تجلبها إلى فرنسا؟ وهل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لديه رأس مال كاف لتمويل البرامج المعنية؟
كانت إجابات الخبراء ورواد الأعمال الصينيين والفرنسيين صريحة. ولفتوا إلى وجود عوائق ومنافع ملموسة في الطريق قدما.
وقال جويل رويه، الخبير الفرنسي في الاقتصادات الناشئة الذي يرأس مركز ((بريدج)) البحثي، إن " الحوار صادق ومهم جدا في فرنسا. هذا المنتدى أثار نقاطا لم نفهمها جيدا حول الحزام والطريق وما الذي يجذب هؤلاء إلى هذه المبادرة. إنه تقدم جيد".
وفي الوقت الذي يزيد فيه فهم الفرنسيين للمبادرة، سيقوى التعاون بين الصين وفرنسا في السنوات المقبلة.