ما الذي سيخطر في ذهنك عندما تقرأ "القصر الإمبراطوري" (أو المدينة المحرمة) ؟ بكين؟ الجدران الحمراء والبلاطات الصفراء؟ منزلات أسرة مينغ (1644-1368) وأسرة تشينغ (1644-1911) الامبراطوريتين؟ التراث الثقافي العالمي؟
يجذب القصر الإمبراطوري عددا كبيرا من الزوار من أنحاء العالم بعمارته الرائعة وكنوزه الثقافية المتنوعة كل يوم.
قد مر عليه أكثر من 600 سنة ليصبح رمزا ثقافيا وكدا كنزا مملوءا بالحكمة التقليدية التي تنتظر إلى اكتشافها.
أولا، نموذج القصر قادر على مقاومة الزلزال بقوة 10 درجات
بدأ مقطع من الفيديو ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المحلية والخارجية في الأيام الاخيرة، حيث يعرض فيه نموذج للقصر يستطيع أن يقاوم الزلزال المحاكى بقوة 10 درجات. وقد أعجب مستخدمى الانترنت من الداخل والخارج بالعمارة المضادة للزلازل للقصور الصينية القديمة.
وقد نجى القصر من نحو 200 زلزال مدمر، بما فيها زلزال تانغشان بقوة 7.8 درجة الذي حدث في شمال الصين في عام 1976 .
لماذا يستطيع القصر مقاومة الزلازل المدمرة منذ فترة طويلة؟
قام الخبراء الصينيون باختبار حيث بنوا نموذجا مماثلا للقصر ثم وضعوه على منصة تحاكي هزات أرضية.
عندما بلغت قوة الزلزال 10 درجات، انهارت الجدران الحجرية ما عدا الهيكل الخشبي الذي ظل مستقرا.
فإن السبب هو أن هياكل روافد السقوف والبرشنة المتماسكة في مباني القصر تمصص الصدمات مثل مخفف صدمات السيارات، مما يحمي القصر من الانهيار.
وقال خبير أجنبى "إن هذا دليل رائع على عبقرية العمارة التقليدية الصينية".
حصلت الفيديو على تقدير عال من العديد من مستخدمى الانترنت في الداخل والخارج.
ثانيا، أسرار القصر الإمبراطوري الخالي من تجمعات المياه
وفي تموز / يوليو 2016، هطلت أمطار غزيرة لمدة 55 ساعة متتالية غمرت الطرق والمباني في بكين، ولكن تم تصريف مياه الأمطار في غضون 20 دقيقة فقط في القصر الإمبراطوري.
ولفتت صور حول تصريف المياه عبر أفواه التنانين بعد هطول الأمطار في بكين أنظار مستخدمي الانترنت. في الحقيقة، هناك 1142 من الصنابير على شكل رؤوس التنانين على القاعات الثلاث الرئسية في القصر، التي من خلالها يمكن تصريف المياه الزائدة على نحو فعال.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفرق في الارتفاع بين البوابة الشمالية والبوابة الجنوبية للقصر وصل تقريبا إلى مترين، مما خلق ظروفا مواتية لتصريف المياه.
كما هناك كثير من الخنادق والقنوات والثقوب الموجودة في كل مكان في القصر، مما يشكل نظام الصرف الصحي الضخم تحت الأرض. ومن خلال النظام تجرى المياه إلى النهر خارج القصر وبحيرة تشونغنانهاي.
إن نظام الصرف للقصر له تاريخ أطول من ذات القصر. وفقا للسجلات التاريخية، مهما كانت مستويات الأمطار في بكين، نجح النظام في حماية القصر من الفيضانات.
حتى الآن، ما زال 90% من نظام الصرف الصحي القديم يستخدم في القصر.
ثالثا، أسرار مقاومة الحرارة المرتفعة في القصر
النمط المعماري للقصر هو عامل رئيسي لضمان الشعور المريح للأباطرة في الطقس الحار. أولا، إن جدران القصر سميكة إلى حد ما يقاوم البرودة في الشتاء والحرارة في الصيف. كما هناك ممر خارج غرف النوم للأباطرة لتخفيف الرياح والأمطار.
كانت أول ثلاجة في العالم صنعت في عام 1923، ولكن في أسرة مينغ وأسرة تشينغ، قد استخدمت الثلاجة كأداة هامة استخداما واسعا في القصر حيث كانت تستخدم المعادن في خزان الثلاجة الخشبية، لتطويل مدة استعمال الجليد. كما كانت هناك ثقوب صغيرة على غطاء الثلاجة لانتشار الهواء البارد.
وكان الجليد مطلوبا بكمية ضخمة، ومخزونا في مخزن تحت الأرض. والآن أصبح المخزن منطقة الخدمة للسياح.
وقد حصل "صنع في الصين" على مزيد من الاهتمام العالمي في قرن التكنولوجيا المتقدمة، لكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نفكر في كيفية دراسة الحكمة التقليدية لإضاءة حياتنا، سواء في الصين أم في العالم.