بقلم خالد تشو شياو لونغ
أورومتشي 28 يونيو 2017 / " توفي والداي عام 1965. وفي ذلك الوقت العصيب، اشترى لي تيان فو جين، الذي ينتمي إلى قومية هان، زوج من الأحذية ، وكان هذا أول زوج أحذية ارتديه " قال محمد قاسم، 73 عاما، من قومية الويغور في شينجيانغ.
وفي عام 1976، بدأ محمد في تسجيل تلك القصة. ثم واصل تسجيل يومياته منذ ذلك الوقت حيث استخدم 26 دفترا لغاية الآن لتسجيل قصص المساعدة المتبادلة بين قوميتي هان والويغور والأحداث الوطنية الرئيسية التي وقعت على مرور السنين الماضية.
وعاش محمد، الذي ينتمي إلى قومية الويغور، أكثر من 70 سنة في قرية لينتشانغ بمحافظة كوكا في منطقة شينجيانغ شمالي غرب الصين. وفي الحياة اليومية، تبادل القرويون من قوميتي هان والويغور المساعدة فضلا عن تعاونهم في الإنتاج الزراعي .
وعلى الرغم من أن يدي محمد ارتجفتا بشدة عندما فتح الدولاب المقفل الذي يخزن دفاتره اليومية، إلا أن ذاكرته لا تزال قوية.
وبالنسبة إلى هذا المسن، لن ينسى ماذا حدث له قبل عشرين سنة. ذات يوم في عام 1997، كان محمد يقود الجرار من أجل ري الحقول. وفي منتصف الطريق، انقلب الجرار وضغطت على محمد حتى كان غير قادر على الحركة. وكانت الاتصالات غير سهلة في ذلك الحين. فما استطاع محمد الاتصال بعائلته. وفي تلك اللحظة، عثر القروي تيان كاي لين من قومية هان على محمد. ثم طلب تيان المساعدة من الآخرين لإنقاذ محمد من تحت الجرار. ومن أجل سرعة إيصاله إلى المستشفى، لجأ تيان إلى الوقوف في وسط الطريق لإيقاف السيارة.
وفي نهاية المطاف، تم نقل محمد إلى المستشفى بمحافظة كوكا الذي أقام فيه لمدة شهر تقريبا. وكان محمد يريد التعبير عن شكره لتيان عن طريق اعطائه بعض الاموال، ولكن رفض الأخير ذلك قطعا مؤكدا على أنه سينقذ أي شخص بدون التمييز.
وقال محمد إن القروي تيان فو جين، الذي اشترى له الأحذية، كثيرا ما قدم المساعدات للآخرين حيث ظل يرعي بعض العائلات الويغورية منذ سنوات وحتى اليوم.
وفي العام 1986، توفي زوج كنديهان التي كان عمرها دون 30 سنة. وبادر تيان فو جين إلى مساعدة كنديهان وأطفالها الثلاثة من خلال تقديم طحين القمح واللوازم اليومية علاوة على المساعدات المالية.
ومثل القرى الأخرى، كثيرا ما تحدث قصص مثيرة حول تبادل المساعدات بين الناس من القوميات المتنوعة .
وتعرف القروي محمود على لوه بان الذي ينتمي إلى قومية هان في العام 1988 ثم أصبحا أقرباء . وفي التسعينات من القرن الماضي، كانت الظروف الاقتصادية لعائلة محمود صعبة جدا. فبادر لوه إلى مساعدة محمود من حين لآخر حتى انه ساعد في تمويل مصاريف دراسة أولاد محمود.
وقال محمود إن لوه قدم له مساعدة مالية بمبلغ 1600 دولار أمريكي تقريبا في عام 2017 عندما قام ببناء منزل جديد.
وعلى نحو اخر يحرص الناس من قومية الويغور على مساعدة من ينتمون إلى قومية هان أيضا. ففي عام 2010، وصل ما هونغ شنغ مع عائلته المكونة من 3 أفراد إلى قرية لينتشانغ لجني القطن من أجل كسب المعيشة. وبادر القروي ياسين إلى تفريغ شقته وتزويدها بالمياه والكهرباء لصالح عائلة ما. وسكن ما وعائلته 3 سنوات في شقة ياسين بشكل مجاني قبل عودتهم إلى بيتهم.
" حتى اليوم لا نزال نحافظ على الاتصال وتبادل الزيارة كأصدقاء ." قال ياسين.
وفي العام 1976، توفي شخص من قومية هان بقرية لينتشانغ. وقام 16 قرويا ويغوريا بنقل نعشه إلى المقبرة التي كانت على بعد 5 كيلومترات.
وقال السكان بقرية لينتشانغ إنه كثيرا ما تحدث أمور مماثلة وبسيطة في قريتهم والقرى الأخرى في شينجيانغ.
ولكن في عين اعتباره، يظن محمد أن هذه الأمور لها أهمية خاصة كدلائل على اتحاد مختلف القوميات في شينجيانغ. لذلك دأب على تسجيل ما حدث إليه والى القرويين الآخرين لكي تستفيد الأجيال القادمة من هذه القصص.
وبالإضافة إلى تسجيل اليومية، بنى محمد مكتبة مصغرة في بيته تضم كتب في شتى المجالات مثل الروايات والكتب السياسية والقانونية التي يقدمها للقرويين مجانا.
" نحن حريصون على الاستقرار والازدهار في شينجيانغ. ويتوجب علينا المحافظة على ترابط واتحاد مختلف القوميات كبذور الرمان." قال محمد.