مقابلة: الامين العام للأمم المتحدة يقول إن الصين تقوم بدور مركزي في توحيد العالم في مواجهة تحديات التنمية

الأمم المتحدة 9 مايو 2017 /أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الاثنين بمبادرة الحزام والطريق، قائلا ان "الصين تقوم بدور مركزي" من خلال توحيد العالم في مواجهة تحديات التنمية اليوم.

وصرح بذلك الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة مع وسائل اعلام صينية مقرها الأمم المتحدة قبل حضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي من المقرر ان يتم عقده في بكين يومي 14-15 مايو.

وقال المسؤول "عندما ننظر إلى مبادرة الحزام والطريق فاننا نرى اسهامات هامة جدا في التضامن في مواجهة المشاكل العالمية بالتعاون الدولي، حيث تقوم الصين بدور مركزي. انني سعيد للغاية لانني امتلك فرصة المشاركة في قمة الحزام والطريق."

ركيزة قوية للتعددية

وذكر انطونيو غوتيريس ان"الصين ركيزة قوية للتعددية،" التى تخدم كأساس سليم لحل المشاكل العالمية.

وأضاف غوتيريس "اننا نعيش في عالم عولمة ونواجه مشاكل عديدة -- التغير المناخي والنمو السكاني ونقص الامن الغذائي ونقص الماء في اجزاء عديدة من العالم. اننا نعرف انه لا يوجد حل لهذه المشكلة على مستوى الدول، يجب ان يكون الحل على المستوى العالمي."

واستطرد المسؤول "لذا فاننا نحتاج إلى العولمة، ولكننا نريد عولمة اكثر انصافا من عولمة الماضي. ولهذا فاننا نحتاج إلى مؤسسات حوكمة متعددة الاطراف. التعددية هي الحل للمشاكل العالمية، والصين تعد ركيزة قوية للتعددية."

وقال غوتيريس عندما طلب منه استخدام جملة واحدة لوصف السمة الأكثر اهمية للمبادرة الصينية "إنني اعتقد ان ما تظهره هو رؤية لمدى أهميتها ليس فقط لربط الدول ولكن ايضا ربط الشعوب من أجل مواجهة تحديات العولمة اليوم."

وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 والتي تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 لبناء شبكة تجارة وبنية اساسية على طرق التجارة القديمة التي تربط آسيا باوروبا وافريقيا ودول اخرى.

وحصلت المبادرة حتى الان على دعم ما يربو على 100 دولة ومنظمة دولية ووقع ما يربو على 40 منهم اتفاقيات تعاون مع الصين.

ويعلم غوتيريس لماذا حظت المبادرة بانتباه العالم. "لاننا شعرنا انه في الوقت الذي يشكك فيه الكثيرون في العولمة، وفي الوقت الذي يشكك فيه الكثيرون ايضا في التجارة الحرة ... نحن فى حاجة الى مبادرات للوحدة الدولية " لنجعل الشعوب تؤمن بان التجارة الحرة من الممكن ان تعود بالنفع على الجميع، لنجعل الشعوب تؤمن انه لا يمكن ترك اي شخص بمفرده."

أدوات مهمة

ومن الممكن ان تكون المبادرة الصينية اداة هامة ايضا لمشروع العولمة لتنفيذ أجندة 2030، خطة للجهود العالمية لتحقيق تنمية مستدامة خلال الـ15 عاما القادمة اعتبارا من عام 2016.

وقال الامين العام "هذا المنتدى يعد فرصة ممتازة لرؤية المشروعات التي تقوم مبادرة الحزام والطريق بتطويرها، مضيفا ان المنتدى الرفيع المستوى القادم من الممكن ان يسهل الحوار، الذى يمكن من خلاله معرفة "كيف نستطيع استخلاص اقصى قيمة ممكنة لمبادرة الحزام والطريق من اجل التنمية العالمية الشاملة والمستدامة."

وقال المسؤول فى اشارة للاسهامات التي قدمتها المبادرة الصينية لتطبيق اهداف التنمية المستدامة ان "الشيئين يسيران في نفس الاتجاه."

وأضاف غوتيريس "الاستثمارات التي تم القيام بها وخاصة، الاستثمار في البنية الاساسية لتسهيل التواصل بين الشعوب وتسهيل التجارة وتسهيل التنمية، تعد جزءا مهما في اطار أجندة 2030 وتتعلق باهداف عديدة للتنمية المستدامة."

واستطرد المسؤول انه من المهم ان نتعاون مع الصين في التعاون الجنوبي الجنوبي الذي يعد "احد الاولويات في انشطة الامم المتحدة."

وتساعد المبادرة ايضا على "بناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية،" مبدأ صيني حصل على دعم عالمي وتم دمجه فى العديد من قرارات الامم المتحدة، مثل مبادرة الحزام والطريق.

وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم 17 مارس قرارا لتجديد تفويض مهمة مساعدة الامم المتحدة في افغانستان وحث ايضا على بذل مزيد من الجهود لتطبيق مبادرة الحزام والطريق وجهود تنمية اقليمية أخرى.

الاندماج فى البرامج الوطنية

ويكمن التطبيق السليم لمبادرة الحزام والطريق فى الاندماج الجيد مع برامج التنمية الوطنية او استراتيجيات دول مختلفة، وفقا لامين عام الامم المتحدة.

وقال غوتيريس "إذا لم يتم دمجها بشكل جيد في استراتيجيات تنمية البلاد، فانه من الممكن ان يكون لها نتائج عكسية."

واضاف المسؤول "تستطيع منظمة الامم المتحدة ان تكون مفيدة للدول التي تطبق هذا المشروع من اجل تمكين الحكومة من الحصول على اقصى ربح من هذه المشروعات ودمجها فى استراتيجيتها الخاصة بالتنمية وبرامج اهداف التنمية المستدامة."

واستطرد المسؤول "المبادرة تنفذ المشروعات التي توحد الدول وتعود بالنفع عليها، وخاصة البنية الاساسية التي تربط مناطق مختلفة في العالم. اننا نخلق نوع من الرفاهية المشتركة التي يعرضها رئيسكم."

"هذا يشير الى تقدم استراتيجي مهم للغاية واعتقد ان مبادرة الحزام والطريق تبرهن على وجهة النظر الجديدة التي تقول ان الصين اقترحتها من أجل التنمية العالمية."

وقال الأمين العام "اننا في بداية تطبيقها. ولكنني اعتقد انه يوجد قدر كبير من الحماس لهذا ينبغى قول ان لدي توقعات كبيرة."

وستكون الزيارة القادمة التي سيقوم بها غوتيريس هي ثاني رحلة يقوم بها إلى الصين خلال نصف عام وستكون ايضا رحلته الاولى إلى ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد توليه منصب الامين العام للأمم المتحدة.

واضاف الامين العام "هذه رسالة بسيطة جدا ان أعرب عن مدى تقديرنا لمشاركة الصين في تعزيز التعددية من اجل دعم المؤسسات متعددة الاطراف وتقوية الامم المتحدة للتعاون في ايجاد حلول عالمية للمشاكل العالمية والقيادة على سبيل المثال فى مواجهة تغير المناخ وكيف نعتمد على المشاركة الصينية فيما يتعلق بتلك الاهداف."

وكتب غوتيريس في نهاية المقابلة رسالة ووقع عليها "مع اطيب تمنياتي بنجاح منتدى الحزام والطريق."