قوييانغ 28 ابريل 2017 / تقوم تشن شين التي تبلغ من العمر 37 عاما، وهي من أفراد مجموعة مياو العرقية بالعمل بكل جد لتسليم طلبية للأمم المتحدة حول مطرزات على أشكال الفراشات.
وقالت تشنغ التي تعيش في ولاية تشياندونغنان لقوميتي مياو و دونغ الذاتية الحكم بمقاطعة قوييانغ بجنوب غربي الصين :" إن هذه القطع ستستخدم لتزين أغطية المفكرات والكتب لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة"، مشيرة إلى أنها لم تتوقع إمكانية أن تُباع منتجاتها التطريزية التقليدية عبر أرجاء العالم .
وأضافت تشنغ:" قبل تلقي الطلبية، لم يكن هناك سببا واضحا بالنسبة لي للقيام بحرفة التطريز، أما الآن وقد بات باستطاعتنا كسب المال عبر هذا الأمر، فإننا متحمسون جدا لإعلاء شأن هذه الحرفة عاليا من جديد."
وتتقن نساء مياو تقريبا حرفة التطريز التي يتعلمنها منذ الصغر، حيث اعتادوا على استخدام مطرزاتهن في حياتهم وعاداتهم الشعبية، وباتوا الآن يكسبون المال من هذه المهارة التي يتقنّها.
ويعود تاريخ حرفة التطريز لدى قومية مياو إلى أكثر من ألفي سنة، وقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي في العام 2006.
وعلى الرغم من ذلك، منذ أن دفعت الظروف المعيشة القاسية نساء مياو إلى هجر قٌراهن وهذه الحرفة التقليدية ليصبحن عاملات مهاجرات، بدأت فنون التطريز طريقها نحو الاندثار.
إلا أن هذا الأمر لم يدم طويلا ، ولا سيما بعد أن قامت مديرية الثقافة في ولاية كايلي ، بالتعاون مع مؤسسة سوونغ تشنغ لينغ الصينية و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بجهود دؤوبة وجادة لدعم عائلات مياو للخروج من الفقر من جهة، وضمان عدم زوال هذه الحرفة المميزة التي تشتهر بها هذه القومية، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية لتعليم شريحة الشباب، ومن بين البرامج التي تم تطبيقها في هذا الخصوص، قاد أحدها إلى تأسيس تعاونية التطريز في قرية ميشيانغ في اكتوبر من العام 2015 .
وخلال السنة الماضية فقط، تلقت قومية مياو طلبات بلغ إجمالي قيمتها أكثر من 400 ألف يوان (نحو 58 ألف دولار أمريكي)، ما منح كل حرفي تطريز دخلا سنويا بأكثر من عشرة آلاف يوان.
وفي هذا السياق قال ليو روي ، وهو مسؤول ثقافي من كايلي، إن الولاية تخطط لتقديم منتجات حرفية تطريزية جديدة وطرحها في السوق العالمية.
واليوم؛ وبفضل الجهود الحثيثة المبذولة من الجميع، تعمل أكثر من خمسة آلاف امرأة في صناعة الحرف اليدوية بدعم من حملة "جينشيوجيهوا" لمساعدة النساء في مقاطعة قوييانغ للخروج من الفقر، والتي تم إطلاقها في العام 2013، حيث ساعدت الحملة المذكورة نحو عشرة آلاف شخص للخروج من الفقر حتى العام 2016.