طوكيو 28 ديسمبر 2016 / لم يبد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مجددا نية حقيقية للتفكر في تاريخ بلاده حيث لم يقدم اعتذارا يوم الثلاثاء عن الهجوم الذي شنته قوات بلاده على بيرل هاربر في هاواي يوم 7 ديسمبر 1941 وقتل فيه آلاف الجنود والمدنيين الأمريكيين.
ورغم استخدامه الحريص لدلالات الألفاظ مع تلاعبه بكلمات "المصالحة" و"التسامح" على نحو خاص وتأكيده على "أهوال الحرب" في كلمته بالنصب التذكاري لضحايا الهجوم على ميناء بيرل هاربر، لم يبد آبي اعتذارا عن جرائم بلاده التي ارتكبتها أثناء الحرب.
ولم يذكر آبي شيئا عن الذنب الذي ارتكبته اليابان بشنها حربا عدوانية على الولايات المتحدة ومعاناة دول آسيا بسبب عسكريتها الوحشية.
وذلك التلاعب بالكلمات وإغفال الحقائق الرئيسة المتعلقة بالتاريخ، خدعة معتادة لآبي الذي يحاول دائما تجنب الاعترف بمسؤوليات اليابان عن حروبها.
وقد وُجهت انتقادات واسعة لآبي داخل اليابان وخارجها في 2013 بعدما زعم ان تعريف "العدوان" لم يحدد بعد سواء من خلال الاكاديميين او المجتمع الدولي، ما كشف النقاب عن موقفه كتحريفى متحمس للتاريخ.
وقلل آبي في بيانه الذي تابعه كثيرون عن كثب العام الماضي بمناسبة مرور 70 عاما على استسلام اليابان غير المشروط في نهاية الحرب العالمية الثانية، من دور اليابان العدواني بقوله ان بلاده حاولت" التغلب على أزمتها الدبلوماسية والاقتصادية باستخدام القوة في الحرب".
كما قال انه من غير الضروري ان يستمر الشباب اليابانيون بالاعتذار في المستقبل، في رسالة خطيرة للأجيال الجديدة الذين يتعرضون لتحريف تاريخى مؤسسى في مدارسهم.
وتعهد آبي بعدم تكرار أهوال الحرب في كلمته لهذا العام بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولكنه فشل مجددا في ذكر عدوان بلاده اثناء الحرب في آسيا وتقديم اعتذار.
وقد استهدف آبي أن تكون زيارته لبيرل هاربر رمزا للمصالحة بين اليابان والولايات المتحدة الا ان استخدامه المخادع للكلمات وتهربه بدلالات الفاظ على نحو ماكر وموقفه الرافض للاعتذار، اظهر ان الزيارة ليست سوى مجرد استعراض دبلوماسي يهدف من ناحية للتخلص من الاعباء التاريخية واحساس اليابان بالذنب عن اخطائها اثناء الحرب ومن ناحية أخرى تعزيز التحالف الياباني الأمريكي.
كما تجاهل عن قصد حقيقة أن أي تعويضات عن الحرب ينبغي ان تبدأ بالدول الاسيوية وبخاصة الصين.
وكانت الصين الساحة الرئيسة في آسيا- الباسيفيك للحرب العالمية على الفاشية وبلغ اجمالي قتلاها من العسكريين والمدنيين نحو 35 مليونا أي ثلث اجمالي القتلى بكل الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية.
ولتحقيق المصالحة الحقيقية، يتعين على آبي التوقف عن التلاعب بالكلمات والاعتذار لكل ضحايا العدوان الياباني اثناء الحرب وليس فقط الولايات المتحدة، ولكن جيران اليابان الآسيويين وهو الامر اكثر اهمية، في حين أن عليه تجنب القيام بأي أعمال قد تعرض الاستقرار الاقليمي الحالي أو المستقبلي للخطر.