وقعت شركة بيت الحكمة الصينية للثقافة ووسائل الإعلام المحدودة، ومقرها في مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة بشمال غربي الصين، اتفاقيات تعاون مؤخرا مع وزارة الثقافة المصرية ومكتبة الاسكندرية لتعزيز التعاون والتبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية.
وقال أحمد سعيد البالغ 34سنة من عمره وهو مؤسس شركة بيت الحكمة إن شركته تخطط لبناء نظام إدارة يشمل معلومات عن الكتب المصرية التي نشرت خلال الـ 130سنة الماضية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، إضافة إلى ترجمة 50كتابا صينيا إلى اللغة العربية كل سنة ونشرها في الدول العربية.
ومن جهة أخرى، ستعمل شركة بيت الحكمة على إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تتألف من نحو 6ملايين كتاب محفوظة في مكتبة الاسكندرية المصرية عن طريق تقنيات الرقمنة لخدمة العلماء والمؤسسات البحثية من الجانبين.
يذكر أن شركة بيت الحكمة للثقافة ووسائل الإعلام المحدودة التي أسسها أحمد سعيد في مدينة يينتشوان في عام 2011بالتعاون مع أصدقائه، تهدف إلى اتباع نفس مسار بيت الحكمة في العراق، وهي مكتبة ومعهد للترجمة تأسس في بغداد منذ أكثر من 1300عام.
وأعجب أحمد بالصين وثقافتها عندما بدأ دراسته في جامعة الأزهر في القاهرة بعام 2001، واختار تعلم اللغة الصينية أملا في معرفة المزيد عن الصين.
وجاء أحمد إلى نينغشيا في عام 2010، ليعمل كمترجم في الدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، الأمر الذي جعله يقرر بذل المزيد من الجهود في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية.
وقال أحمد إن "منطقة نينغشيا هي المنطقة الوحيدة ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة في الصين، حيث يعيش فيها عدد كبير من المسلمين، مثل الكثير من المصريين، ويشتركون معهم في نفس الثقافة والعادات."
ثم انتقل أحمد إلى مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا لمعرفة المزيد عن السكان الصينيين والثقافة الصينية، حيث التحق بجامعة نينغشيا للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الأعراق البشرية.
وبحلول عام 2011، أسس أحمد وهو لا يزال في الجامعة شركته الخاصة في يينتشوان، أي شركة بيت الحكمة، حيث قال عن ذلك: "اخترنا هذا الاسم لأننا أردنا أن نفعل نفس الأشياء التي فعلها بيت الحكمة القديم، فنحن نريد جلب الثقافة الصينية إلى العالم العربي والثقافة العربية إلى الصين."
وعلى مدى السنوات الست الماضية، ترجم أحمد وفريقه 640كتابا صينيا وعربيا ، تم نشر عدد كبير منها في الدول العربية ولاقت هذه الكتب التي ركزت بشكل أساسي على التاريخ والثقافة والاقتصاد والأدب الصيني، القبول والإعجاب من القراء العرب.
لم يتخيل أحمد أن حياته في منطقة نينغشيا ستكون مرضية للغاية، حيث بنى أحمد عشه الزوجي وعزز شؤون عمله في نينغشيا أثناء السنوات الماضية، كما تزوج مع امرأة صينية.
وذكر أحمد ان حياته تغيرت بسبب تعلم اللغة الصينية، إذ قال:"لعبت اللغة الصينية دورا كبيرا في حياتي، فقد جئت إلى الصين من خلال دراسة اللغة العربية، ثم بدأت عملي الخاص وتزوجت وبنيت حياتي."
وقال أحمد "أشعر بالاكتفاء هنا، ما فعلته هنا هو أمر من شأنه أن يؤثر على الآخرين على المدى الطويل،"مضيفا "إن ذلك ليس كممارسة الأعمال التجارية بمعنى أن ( تدفع فقط لما تريد) ، لأن الكتب التي ترجمناها وسنترجمها ستبقى محتفظة بقيمة معنوية كبيرة حتى بعد فترة طويلة.