تشنغشا 9 سبتمبر 2016 / في أحد منازل قرية شاوشان بمقاطعة هونان بوسط الصين، تبرز صورة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي دونغ وسط إطار صورة عائلية في غرفة المعيشة لمنزل ماو آن بينغ.
وقال ماو، وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 72 عاما خلال جلوسه في الغرفة الأمامية لمنزله: "انه ابن عم والدي الثاني"، وأشار إلى الرجل المهيب في قميصه الأبيض قبل أن يتابع : " لو كان على قيد الحياة اليوم، كان سيسعد بمشاهدة ما طرأ من تغيرات على بلدته".
ولد ماو، مؤسس جمهورية الصين الشعبية في شاوشان في عام 1893، وعاش فيها لمدة 16 عاما، وتوفي يوم 9 سبتمبر عام 1976.
وبعد أربعين عاما على وفاته، مرت البلاد التي أسسها بعدة تغيرات دراماتيكية، لكنه لا يزال شخصية مؤثرة.
كانت قرية شاوشان قرية فقيرة عندما تأسست الصين الجديدة. حتى أن بعض القرويين ظهروا حفاة في صورة بمنزل ماو آن بينغ.
أما الآن ؛ فقد تحولت القرية الصغيرة إلى مدينة يبلغ تعداد سكانها 120 ألف نسمة، وسجلت ناتجا محليا إجماليا بقيمة 7 مليارات يوان (نحو 1.05 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي، بينما بلغ الدخل القابل للتصرف لسكانها من الحضر والريف 32046 يوان و20253 يوان على التوالي، وهو أعلى من المتوسط الوطني.
من جهة أخرى، قال هو رونغ، وهو مرشد سياحي يبلغ من العمر 33 عاما، إن شاوشان تستقبل نحو ثمانية ملايين زائر سنويا، من بينهم حوالي 2 في المئة من خارج البلاد.
وغالبا ما يسأله السياح الأجانب الكثير من الأسئلة مثل "لماذا يأتي العديد من الناس إلى شاوشان، وماذا أعتقد بشأن الثورة الثقافية؟"
وبدوره يرد هو : " أجيبهم بأن الكثير من الناس ينظرون إلى الزعيم ماو باعتباره منقذ البلاد ، فهو الرجل الذي ساعد الصينيين ليقفوا على أقدامهم".
و لا يقتصر الإعجاب بالزعيم الراحل ماو تسي دونغ على شاوشان.
ففي التبت لا يزال الكثير من الناس يعلقون صورة الزعيم الراحل في منازلهم تحت "الهادا البيضاء"، وهي قطعة قماش يستخدمها التبتيون للتعبير عن الاحترام".
أما في مقاطعة خبي شمالي الصين؛ فقد قام لي شيانغ بنغ، 22 عاما، بتأسيس مجتمع نظرية ماو لزملائه من طلاب الجامعات، إذ تضم مجموعته أكثر من 200 عضو. وقال لي: "الزعيم الراحل ماو لديه الكثير من المعجبين".
وأضاف: "لقد ارتكب أخطاء ولكنه كان في صف الشعب".
ويشاركه في الرأي ماو آن بينغ الذي حمل شعلة اولمبياد بكين في عام 2008، وهي الفرصة التي جلبته الى عاصمة البلاد ليرى نتائج النمو في الصين. وقد قال حول ذلك: " أعتقد ان هذا النمو هو ما أراده الرئيس الراحل".