هانغتشو 3 سبتمبر 2016 / قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (السبت) إن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة أكبر بكثير من الخلافات بينهما، معربا عن أمله في أن تظل العلاقات الثنائية على الطريق الصحيحة.
وفى اجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى هانغتشو عشية قمة مجموعة العشرين، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التعاون بين الصين والولايات المتحدة من الممكن أن يؤدى إلى تحقيق "نتائج عظيمة"، ما يعود بالنفع على البلدين والعالم بأسره بشكل عام.
وقال شي إنه يتعين على البلدين اتباع مبادئ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون متبادل النفع، كما يتعين عليهما تعميق الثقة المتبادلة والتعاون، بالاضافة إلى إدارة خلافاتهما والتحكم فيها بأسلوب بناء من أجل دفع تنمية العلاقات الثنائية المستمرة والطيبة والمستقرة.
وذكر بيان صدر عن وزارة الشؤون الخارجية الصينية أن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول العلاقات الصينية- الأمريكية وحول القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك "بأسلوب يتسم بالصراحة والعمق والود" مع التوصل إلى مجموعة من التوافقات الهامة بين الزعيمين.
ومشيرا إلى أن مدينة هانغتشو كانت شهدت قبل 44 عاما بداية تطبيع العلاقات الصينية-الأمريكية، أشاد شي أيضا بالاجتماعات السابقة بينه وبين أوباما منذ 2013.
وأضاف شي أن بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى بين الصين والولايات المتحدة شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص.
وتابع شي أن مجالات التجارة ثنائية الاتجاه والاستثمار والتبادلات الشعبية وصلت الآن إلى مستويات تاريخية، وأن البلدين عملا معا فى مواجهة تغير المناخ وفى تعزيز المفاوضات حول معاهدة استثمار ثنائي، وفى تأسيس آلية للثقة المتبادلة بين جيشي البلدين.
وأكد شي ان تقدما هاما تحقق فى مجال مكافحة جرائم الانترنت، وفى التعامل مع وباء الإيبولا فى أفريقيا، وفى تسهيل التوصل إلى اتفاقية شاملة بشأن القضية النووية الايرانية.
وقال شي "ذلك كله أظهر الاهمية الاستراتيجية والتأثير العالمي للعلاقات الصينية-الأمريكية."
دعم التعاون
فى الوقت الذى تبدأ فيه قمة مجموعة العشرين غدا الأحد، قال شي إن الصين تثمن التعاون والدعم من جانب الولايات المتحدة لاستضافة الصين للقمة.
وأضاف شي أن نجاح القمة طموح يشترك فيه كافة المجتمع الدولي، وهو يمثل أيضا مسئولية للصين والولايات المتحدة كأكبر اقتصادين على مستوى العالم.
وأعرب شي عن أمله في أن تعمل الصين مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى من أجل تحقيق النتائج المثمرة للقمة لضخ قوة دافعة فى الاقتصاد العالمي وتعزيز الثقة فيه.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال شي إن المبادئ الاساسية للصين لتحقيق نمو اقتصادي طويل المدى تبقى راسخة، وأن الصين ستتمسك بسياسة الاقتصاد الكلي لتحقيق التقدم فى الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على الاستقرار، وأن الصين ستعزز الاصلاحات الهيكلية لجانب العرض بشكل ثابت.
وأخبر شي أوباما أن الصين ستتمسك بالسير في اتجاه الانفتاح والاصلاح، وستعزز من تسهيل دخول الاستثمار الأجنبى إلى البلاد.
وأوضح شي أن الصين ترحب بالشركات الأجنبية للاستثمار فى البلاد، وأنها ستستمر فى توفير بيئة أعمال مفضلة لتلك الشركات، داعيا إلى بذل الجهود للتوصل إلى معاهدة استثمار ثنائي متبادلة ومربحة للطرفين فى أقرب وقت ممكن.
ومشيرا إلى أن الصين والولايات المتحدة قامتا اليوم فى هانغتشو بتسليم وثائقهما للمشاركة في اتفاقية باريس بشكل منفصل إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، قال شي إن البلدين قدما مجددا إسهامات كبيرة فى سبيل مواجهة التحدي العالمي الخاص بتغير المناخ.
وقال شي إنه يتعين على البلدين توسيع التعاون فى مجالات الحفاظ على الطاقة وتقليل الانبعاثات الحرارية والطاقة النظيفة وشبكات الطاقة الذكية وغيرها من المجالات.
وتابع شي أنه يتعين على البلدين أيضا الاستمرار فى التوسع النشط فى التعاون العملي بين الجيشين والسلطات المحلية فى البلدين، وكذا في مجالات مكافحة الفساد وإنفاذ القانون والأمن الالكتروني والثقافة وحفظ السلام من خلال الأمم المتحدة.
من جانبه قال أوباما إن الولايات المتحدة ترحب بإسهامات الصين فى التنمية العالمية وفى قضية حفظ السلام.
وأضاف أوباما أن البلدين كانا قد بادرا إلى التصديق على اتفاقية باريس وإلى قبولها، ما يظهر مجددا تأثير التعاون بين البلدين.
وأشار أوباما إلى أن واشنطن تأمل فى بناء علاقات استثمارية وتجارية أقوى مع الصين وبذل الجهود مع الصين فى نطاق أكثر اتساعا ليشمل الأمن على المستويين الاقليمي والعالمي.
احتواء الخلافات
بالإضافة إلى تعزيز التعاون، اتفق شي وأوباما على إدارة الخلافات بين البلدين والسيطرة عليها بشكل بناء.
وحول قضية تايوان، قال شي إن الصين ستحمي بكل عزم سيادتها ووحدة أراضيها، وستعمل على منع أنشطة "استقلال تايوان" بكل أشكالها.
وأوضح شي أن الصين ستبذل جهودا كبيرة للحفاظ على التنمية السلمية للعلاقات عبر مضيق تايوان والسعي لاعادة التوحيد السلمي للأمة الصينية.
وحث شي الولايات المتحدة على التمسك بالتزامها تجاه سياسة صين واحدة، ومبدأ البيانات الثلاثة المشتركة، وحثها على الحفاظ على التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، وعلى المصالح الشاملة للتعاون الصيني-الأمريكي من خلال الأفعال العملية.
كما أعرب الرئيس الصيني عن أمله فى التزام الولايات المتحدة بتعهداتها الخاصة بقضايا التبت، وعدم دعم الانشطة الانفصالية من جانب قوى "استقلال التبت".
وأكد شي على أن الصين ترفض تدخل أية دولة أخرى فى شؤونها الداخلية تحت مسمى حقوق الانسان، وأن الصين تولي أهمية كبيرة لحماية وتعزيز حقوق الانسان، وأنها تضمن حرية المعتقدات الدينية لمواطنيها بما يتفق مع القانون.
وأوضح ان انجازات الصين فى قضية حقوق الانسان واضحة للجميع، مضيفا ان الصين على استعداد لإجراء حوارات واتصالات بشأن حقوق الانسان مع دول أخرى على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
فى السياق نفسه، قال أوباما إن الولايات المتحدة تعارض كافة المحاولات الساعية نحو "استقلال تايوان"، وأكد أوباما مجددا على أن التبت جزء من أرض الصين.
واضاف أوباما أنه يتعين على الولايات المتحدة والصين تفعيل التعاون المثمر فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، في الوقت الذى يتم فيه العمل على السيطرة على الخلافات فى الأمور التى لا يزال يوجد حولها عدم اتفاق حتى لا تتأثر العلاقات الثنائية.
وقال أوباما إنه مستعد للعمل مع الرئيس شي على إرساء أساس متين لمستقبل العلاقات الامريكية الصينية.
القضايا الاقليمية
تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الدولية والاقليمية الكبرى.
واتفق الجانبان على أن البلدين تجمعهما الكثير من المصالح المشتركة فى منطقة اسيا-الباسيفيك، وأنه يتعين عليهما الاستمرار فى تعزيز التواصل والتعاون لادارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل مناسب.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التنسيق والتعاون حول القضايا الاقليمية الهامة والتحديات العالمية لتدعيم حل مناسب للقضايا المعنية بالتعاون مع المجتمع الدولي، ولعب دور إيجابي فى تعزيز السلام والاستقرار والازدهار على مستوى العالم.
وفى حديثه عن قضية بحر الصين الجنوبي، حث شي الولايات المتحدة على لعب "دور بناء" فى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد شي ان الصين ستستمر بلا هوادة فى حماية سيادتها الاقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف شي أنه فى الوقت نفسه، ستتمسك الصين بالتسوية السلمية للنزاعات من خلال التشاور والحوار مع الأطراف المعنية بشكل مباشر، وستستمر فى حماية السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي بالتعاون مع الدول الأعضاء فى رابطة آسيان.
وحول القضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية، قال شي إن الصين ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وبحماية السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة وبحل القضايا المعنية من خلال الحوار والتشاور.
وأكد شي أنه يتعين على كافة الأطراف الابتعاد عن أي تصرف من شأنه تصعيد التوتر الاقليمي، وعليهم بذل الجهود الجماعية الايجابية لإعادة الوضع إلى الطريق الصحيحة.
وأوضح شي أن الصين تعارض نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي (ثاد) فى جمهورية كوريا، مطالبا الولايات المتحدة باحترام المصالح الأمنية الاستراتيجية للصين.