مقابلة: الصين تعزز التنمية الخضراء والمستدامة للطاقة فى باكستان

/مصدر: شينخوا/  09:03, August 30, 2016

إسلام أباد 29 أغسطس 2016 / بمناسبة انعقاد قمة ومعرض الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني هنا فى إسلام أباد لمدة يومين، تعهد أحد رواد الأعمال الصينيين اليوم (الاثنين) بأن الصين ستساعد فى تعزيز التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والمستدامة للطاقة، وذلك لمواجهة العجز فى الطاقة فى باكستان.

وقال يان تشي يونغ، رئيس شركة ((باور تشانيا)) فى حديثه لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم "هذا هو أحد مفاهيمنا الاساسية حين تنفيذ استراتيجيتنا الخارجية. نحن نشارك الدول التى نستثمر فيها تكنولوجياتنا المتقدمة وكذا تجاربنا."

وأضاف يان، الذى يناضل من أجل صورة حسنة عن الشركات الصينية التى يزداد وجودها على الساحة العالمية، "لسنا هنا من أجل إقامة المشروعات الكبرى فقط، نحن هنا لمساعدة الدول مثل باكستان لوضع خطط التنمية المستقبلية للطاقة بها من أجل حل المشكلات التى تواجهها ولتنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع."

وأوضح يان أن الكثير من المشروعات الخارجية التى تشترك فيها الشركات الصينية تلقى انتقادا من جانب الدول الغربية فيما يخص القضايا البيئية. لكن المشروعات التى تقوم بها الشركة ستلتزم بالمعايير المحلية إذا كانت تلك البلاد التى تقام فيها تلك المشروعات تطبق قوانين بيئة أكثر صرامة مما في الصين، وإذا كانت قوانين تلك البلاد أقل صرامة، فإن الشركات الصينية تطبق المعايير الموجودة فى الصين.

ويعد مشروع محطة الطاقة التى تعمل بالفحم بميناء القاسم في كراتشي جنوب باكستان أحد أبرز الأمثلة على مفاهيم يان فى هذا الصدد. ويستخدم المشروع طريقة مكلفة لخفض درجة حرارة مياه البحر المستخدمة لتبريد وحدات التوليد من أجل منع ارتفاع درجة حرارة مياه الساحل فى المنطقة.

وفى ظل الالتزام بتشريعات حماية البيئة المحلية والخاصة بالبنك الدولي، ستوفر المحطة، باجمالي قدرة مركبة تبلغ 1320 ميجاوات، 9000 جيجاوات ساعة من الكهرباء لمواجهة العجز فى الكهرباء فى كراتشي بباكستان.

فى السياق نفسه، سيعمل المشروع أيضا على خلق ما يزيد على 3000 وظيفة للشعب الباكستاني بشكل مباشر، كما سيعمل المشروع على زيادة 500 وظيفة أو مواقع تدريبية للمحليين كل عام بعد تشغيل المحطة.

وقال يان إنه من المهم للغاية تدريب المزيد من السكان المحليين ليكونوا مؤهلين لتشغيل محطة الطاقة وغيرها من المرافق التى تشيدها أو تستثمر فيها الشركة الصينية، مضيفا "هذا شبيه بالمثل الذى يقول: إذا أعطيت رجلا سمكة سيأكل لمدة يوم، أما إذا علمته الصيد لن يجوع أبدا."

كما اقترح يان أن تعمل الحكومة الباكستانية على تطوير الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح لاستغلال الموارد الوفيرة للبلاد من طاقة المياه وطاقة الرياح.

وقال يان "من ناحية، سيعمل استغلال موارد الطاقة المحلية على خفض تكاليف واردات الطاقة بما يؤدى إلى تخفيض أسعار الطاقة محليا، الأمر الذى سيستفيد منه الشعب. ومن ناحية أخرى، سيضمن ذلك أمن الطاقة فى باكستان من خلال الاعتماد على مواردها الخاصة"، مضيفا "علينا وضع احتياجات البلاد فى اعتبارنا حينما نقيم مشروعا."

وأشار يان إلى أن حدث اليوم يأتي فى إطار مبادرة الحزام والطريق الخاصة بالصين التى تهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد الاقليمية وتعزيز الارتباطية بين الدول المعنية لتحقيق هدف التنمية المشتركة، ولدى الشركة الصينية القدرة على القيام بدورها فى مساعدة باكستان فى التخلص من عجز الطاقة الذى تعاني منه.

وفى وقت سابق من اليوم، وفى حديثه خلال المراسم الافتتاحية للقمة والمعرض، قال رئيس الوزراء نواز شريف إن الممر سيغير ليس فقط قواعد اللعبة في باكستان وانما سيغير أيضا مصير المنطقة بأكملها، حيث سيساعد في التخلص من الحرمان الاقتصادي وسيحقق السلام والازدهار.

وأضاف "الممر مبدأ دبلوماسي جديد يرتكز على أهداف الرخاء المشتركة لباكستان والمنطقة، ومشروع للقضاء على الفقر والبطالة والتخلف. كما سيعمل ليس فقط على تطوير البنية الاساسية في باكستان وانما سيقدم لها أيضا الخبرة والمعرفة والمهارة في التكنولوجيا الجديدة."