الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مسئول مصري: الثقافة الصينية هائلة ونحتاج إلى أضعاف ما تم ترجمته للعربية

2016:08:26.10:06    حجم الخط    اطبع

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 25 أغسطس 2016 / أكد رئيس المركز القومي للترجمة في مصر أنور مغيث أن الثقافة الصينية ثقافة هائلة ولديها ذخيرة تاريخية كبيرة جدا، وأن الوطن العربية يحتاج إلى اضعاف اضعاف ما تم ترجمته عنها للعربية.

وقال مغيث، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن "الثقافة الصينية ثقافة هائلة، ولديها ذخيرة تاريخية كبيرة جدا، لكن للاسف نحن محرومون من معرفتها، موضحا أن عام الثقافة المصرية - الصينية كان فرصة مهمة للتعرف على حضارة الصين العظيمة".

وأضاف إن "هناك أسماء صينية كثيرة معروفة في الثقافة الصينية سواء قديما أو حديثا، ولكننا نشعر بأن جزءا كبيرا من الأدب الصيني لا نعرفه، كما أن تاريخ الصين بتفاصيلة غير متاح بشكل كبير".

واستطرد قائلا " كنا متهمين خلال القرن العشرين في محاولتنا للحداثة بهدف تحديث المجتماعات العربية بأننا كنا أسرى المركزية الأوربية، وأن كل التجارب التي نسعى لنقلها والاستفادة منها كانت تجارب لدول أوروبية، واشياء كثيرة سعينا لنقلها ووجدنا ان النتائج المحققة ليست كما كان متوقعا منها".

وتابع "لذا فالانفتاح الثقافي على تجربة مهمة مثل الصين، خصوصا وأن الصين مرت بظروف تاريخية مشابهة إلى حد كبير بما مرت به الدول العربية من استعمار وتخلف، ولكنها تمكنت من أن تصبح قوة اقتصادية وصناعية وعلمية مهمة في العالم فصارت نموذجا يحتذى بل انها اقرب للاستلهام من النماذج الأوروبية الممارسين للحداثة من ستة وسبع قرون".

وأردف رئيس المركز القومي للترجمة بمصر قائلا "لكل ذلك رحبنا بالعام الثقافي المصري - الصيني"، معربا عن أمله في أن يمثل نقلة كبيرة في تعرف القراء العرب على الثقافة الصينية.

وأعرب عن اعتقاده بأن العام الثقافي حقق نجاحات، مستطردا "ولكننا نتطلع للمزيد، ونتساءل هل أحدث تراكما في المعرفة أم مجرد دعاية اعلامية، ولم يحدث تغير في المضمون، وأتصور أن تطورا كبيرا حدث في التراكم الثقافي، والاستفادة المشتركة في المجال الثقافي".

وأشار إلى أن وفودا ثقافية وفنية عدة سافرت إلى الصين لتمثيل الثقافة والفن والابداع المصري، وجاءت وفود صينية لمصر، وحدث تواصل واحتكاك بين الجانبين لم يكن موجودا من قبل، مشيرا إلى أن معدل التبادل ارتفع بشكل كبير للغاية أثناء هذا العام.

وقال "لدينا شعور ونحن في الشهر الثامن بأن عام الثقافة المصرية الصينية أتاح قنوات للتعرف على الثقافة الصينية لم تكن موجودة من قبل، ووقع العديد من بروتوكولات التعاون بين الجانبين في مجالات كثيرة".

وافتتح الرئيسان الصيني شي جين بينغ والمصري عبدالفتاح السيسي في شهر يناير الماضي فعاليات عام الثقافة المصرية – الصينية في الاحتفالية التي اقيمت بمدينة الأقصر جنوب القاهرة.

وفيما يتعلق بدور المركز القومي للترجمة في دعم التعاون الثقافي المصري الصيني قال "نحن مهتمون بالثقافة الصينية منذ فترة، وأنجزنا حتى الأن حوالي 20 كتابا مترجما عن اللغة الصينية مباشرة".

وأوضح أن كل ما نشر عن الثقافة الصينية من قبل كان مترجما عن طريق لغة وسيطة، فكانت مترجمة للعربية عن الانجليزية أو الألمانية، ولكن المركز هو من بدأ في الترجمة عن اللغة الصينية مباشرة بالاستعانة بأساتذة اللغة الصينية، والذين تحمسوا جدا لذلك.

وأشار إلى أن المركز قام بترجمة رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" قبل حصول كاتبها على جائزة نوبل، مضيفا أن "هذا ما يؤكد أننا لا نجاري الدعايات الاعلامية، ولكننا نحاول بالفعل أن نقدم شيئا راقيا عن الأدب الصيني".

وذكر أنه بالاضافة للكتب المترجمة مباشرة من الصينية للعربية فإن هناك أكثر من 20 كتابا بلغات أوروبية لكتاب أوروبيين ولكن حول التجربة الصينية سواء الاقتصاد أو السياسة أو الثقافة في الصين.

وعن مدى رضاه عن حجم ما تم ترجمته من الصينية للعربية، قال الدكتور أنور مغيث "بالطبع غير راض عما تم ترجمته حتى الأن".

وعزا ذلك لسببين، أولهما أن حجم التراث والثقافة الصينية تستحق أضعاف أضعاف ما تم ترجمته للعربية، مضيقا، "استبعد الكتب التي ترجمت في المركز القومي للترجمة ثم أنظر ماذا ترجم من الصينية إلى العربية على مستوى العالم العربي ستجد عددا محدودا جدا، فالثقل الأكبر للترجمة من الصينية للعربية موجود في المركز القومي للترجمة هذا على مستوى العالم العربي ليس على مستوى مصر".

ولفت إلى أن قيام المركز بترجمة الجزء الأكبر عن الصينية في العالم العربي "ليس معيارا للرضا عن الذات"، وتابع "نحن نحتاج لأكثر من هذا بكثير، و نسعى إلى تنمية رصيدنا في التعرف على الثقافة الصينية".

أما السبب الثاني في عدم رضائه عما تم ترجمته من الصينية للعربية فيتمثل في أن هناك أسماء مشهورة من الأدباء والمفكرين الصينيين بحيث أصبح هناك استجابة تلقائية، وأي ترجمة من الصينية تكون من خلال هذه الأسماء، فنجد أن الصين اختصرت في عدد قليل جدا من الاسماء تترجم أعمالهم عدة مرات، في حين أن هناك الاف الأسماء المهمة صاحبة الابداع".

وأضاف "نسعى للخروج من اسر الأسماء المألوفة على أهميتها وتأثيرها في الفكر والأدب العالمي، ولكن يهمنا أن نتعرف على ماهو أكثر من ذلك ونحن نشجع في هذا الاطار".

وحول فرص التعاون بين المركز والمؤسسات الصينية قال "فرص التعاون موجودة ومفتوحة، ويهمنا الترجمة من مختلف اللغات، والمركز يترجم من 35 لغة مختلفة، ونحن نترجم في جميع الأحوال".

وأوضح أن التعاون مع الاطراف الأجنبية يكون من خلال تقديم جزء من تكاليف الطباعة، أو تحمل نقل الملكية الفكرية أو تحمل أجر المترجم أو الوصول لأي صيغة للتعاون.

وشدد على أن التعاون مع الجهات الأجنبية لاشك انه من شأنه أن يضاعف من حجم وكثافة انتاج المركز، معربا عن أمله في يكون هناك تعاون مع الجانب الصيني أيضا، مؤكدا أن كل ما ترجم من الصينية للعربية حتى الأن كان بمبادرة خاصة من المركز.

وأشار إلى أن كل من التقى بهم من الجانب الصيني متحمسون للتعاون، ولكن حتى الأن لم يترجم ذلك إلى بروتوكول ملموس يحدد الكتب التي سيتم ترجمتها والتزامات كل طرف.

وتابع "لدينا مشكلة أننا عندما نطلب حقوق الملكية الفكرية من الناشر الصيني حتى ننشر الكتاب، لا أستطيع الحصول عليها من الناشر، وانما لابد من مخاطبة الاتحاد العام للناشرين والكتاب، وهو بدوره يخاطب الناشر، من خلال اجراءات صعبة، ونحتاج لطرف صيني ولتكن سفارة الصين بالقاهرة لتتولى هذه الأمور والتنسيق معنا، لانهاء الاجراءات وتحديد واختيار الكتب الصينية التي يتم ترجمتها".

وحول قمة العشرين التي تستضيفها الصين مطلع الشهر المقبل، قال مغيث إن قمة العشرين الاقتصادية موضوع مهم جدا، والثقافة فاعلة فيه على عكس ما يبدو من الظاهر.

وأوضح أن المؤتمرات الاقتصادية هي مؤتمرات بحث عن المصالح المشتركة، والمصالح المشتركة لها منطق في أوروبا مختلف عن منطق الصين، فأوروبا تخلط المصلحة الاقتصادية بالتأثير السياسي والسيطرة، وتشترط أن يكون لها مندوبين في السياسة يتحكمون في البلاد ليرعوا مصالحها.

في المقابل فإن نشاط الصين كان بعيدا عن التدخل المباشر في السياسة وطرح الموضوع على أنه اقتصادي، وتطرح الموضوعات المفيدة للطرفين دون استغلال أو استنزاف كما أن الصين تقدم امكانيات تأسيس صناعات وخدمات بسعر مخفض كثيرا مقابل ما يطرحه الغرب، بحسب أنور مغيث.

ولفت إلى أن مصر عندما تحضر هذا الاجتماع فهي لا تتحدث باسمها فقط وانما باسم البلاد العربية والافريقية وهذه البلاد تحتاج إلى منطق أخر في التعاون يتجاوز فكرة سيطرة الشمال على الجنوب، وفي الماضي كانت هذه الفكرة لا مفر منها ونحن خاضعون إليها وليس منها مفر.

وأوضح أن ظهور الصين كقوة كبرى كسر الاستقطاب الحاد بين شمال مسيطر وجنوب مسيطر عليه، وتابع "الصين ملجأ نلجأ اليه من الشروط القاسية للدول الاوروبية وهي مسألة مهمة جدا، ولكن المهم عندما تتحدث مصر الا تتحدث في شأن خاص بها وانما باسم القارة والمنطقة العربية".

وتعقد قمة العشرين الاقتصادية يومي 4 و 5 سبتمبر المقبل بمدينة هانغتشو شرق الصين، ويشارك فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كضيف شرف.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×