الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري: الأطفال يسقطون ضحايا للحروب

/مصدر: شينخوا/  13:42, June 01, 2016

    اطبع
تحقيق إخباري: الأطفال يسقطون ضحايا للحروب

بكين أول يونيو 2016 / لقد أصبح الأطفال دوما الفئة الأكثر ضعفا في الحروب. فعندما يشعل الكبار حربا، لا يكون هناك خيار أمام الأطفال سوى خوض التجربة، وعلى الأقل، يعيشون نفس الأهوال التي يعيشها آباؤهم. ولأن اليوم (الأربعاء) يصادف اليوم العالمي للطفل، نسرد في هذا التحقيق ثلاث قصص عن الأطفال والحروب.

-- وظيفة

إن محمد طفل نحيل ومرح يبلغ من العمر تسع سنوات ويعمل في وظيفة هامة، هكذا قال أحد الموظفين بمخيم لاكاديكيا الواقع في شمال أثينا ويأوى قرابة 900 لاجئ سوري.

وقال الموظف باللغة الإنجليزية "لدينا الكثير من أمثال محمد هنا، ولكنه هو الأفضل".

ورغم أن محمد لا يفهم الإنجليزية، إلا أنه كان يعلم أن الموظف كان يثنى عليه، لهذا ابتسم ابتسامة رقيقة.

محمد يساعد العاملين في المخيم على فرز تذاكر الوجبات، وهي وظيفة يؤديها بكل جدية ويضع فيها تذاكر الإفطار في كومة وتذاكر الغداء في كومة أخرى وبعد ذلك يجمع تذاكر العشاء معا. وعندما يقوم بعد التذاكر، يفعل ذلك باللغة اليونانية بعدما تعلم كيفية العد حتى رقم 30 بهذه اللغة.

ففي أعقاب اجتياح الصراع الدامي لحلب، مسقط رأس محمد، اضطرت عائلته إلى الشروع في عملية نزوح طويلة وشاقة، وانتقلت من مكان لآخر بحثا عن ملاذ آمن. وعلى مدى سنوات قبل وصول العائلة إلى اليونان، لم يتمكن محمد قط من الالتحاق بالمدرسة أو تلقى أي تعليم مؤهل.

ويقدر بأن حوالي 22 ألف من اللاجئين السوريين الـ55 ألف في اليونان من الأطفال. وفي المتوسط، لم يلتحق هؤلاء الأطفال بالمدرسة منذ 18 شهرا.

وعندما سئل عن حياته في المخيم، قال محمد إن هناك العديد من الثعابين المتربطة في الجوار، ولكنه لا يخاف منها.

وقال إنه "أعتاد على أن يتخذ من أحد الثعابين حيوانا أليفا له".

-- حلم

"حلمى بسيط. هو تحسين هذا المكان الفقير"، هكذا قال إبراهيم النمنم. فهذا الصبى الفلسطيني البالغ من العمر 13 ربيعا يريد أن يصبح يوما ما مهندسا ويحسن من الأحوال المعيشية في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة.

ويعد هذا المخيم، الذي يقطنه قرابة 82 ألف فرد، أكثر مخيمات اللاجئين ازدحاما في قطاع غزة.

وذكر إبراهيم "كنا نظن أن المخيم من المفترض أن يكون مقر إقامة مؤقتا، ولكننا قد نعيش على ما يبدو هنا لعقود. لهذا السبب أريد ترميم وتجديد مخيمي الفقير".

وأضاف إبراهيم قائلا إن الصراع الذي طال أمده في فلسطين حرمنى من جميع حقوقي. فهو يريد أن يلعب مع أصدقائه في حديقة أو في ملعب، ولكن المخيم مكتظ للغاية ولا يسمح بوجود مرافق كهذه. وإذا ما أصبح مهندسا، فيريد أن يشيد ملعبا.

ومعظم الأطفال يشاطرون إبراهيم نفس الأفكار، فهم يريدون أن يصبحوا معلمين وأطباء للمساعدة في تحسين موائلهم. وإن إبراهيم محظوظ بما فيه الكفاية بحصوله على دعم أسرته له بمواصلة الدراسة في المدرسة.

ولكن الأحلام قد تكون هشة. فقد قدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية التي تكرس نفسها للعمل على رعاية للأطفال ، قدرت بأن 551 طفلا في غزة لقوا مصرعهم وأصيب 3436 آخرون وفقد حوالي 1500 طفل آباءهم في عام 2014.

أما الصبى محمود زيدان، البالغ من العمر 16 ربيعا ويعيش في مخيم الشاطئ، فهو غير محظوظ مثل إبراهيم. فحلمه في أن يصبح معلما تحطم قبل ثلاثة أشهر لأنه تسرب من المدرسة ووجد وظيفة ليعول بها أسرته.

وقال محمود، الذي يعمل صيادا، "الحياة لا ينبغي أن تتمحور حول البطالة والفقر"، مضيفا "يمكننا فعل المزيد".

-- اتصال مرئي

قضى الجندي تانغ شاو لوه الليلة كلها يتقلب على سريره حتى الصباح. وكان الجندي الصيني ينتظر بقلق وهو في المخيم التابع لمركز حفظ السلام الطبي الصيني في العاصمة الليبيرية مونروفيا ينتظر اتصالا من الصين.

فعلى بعد آلاف الأميال كانت زوجة تانغ تضع ابنهما. وفي حوالي السابعة صباحا، سمع تانغ صرخة ابنه الأولى عبر اتصال هاتفي من الصين، وكان في الواقع أهدأ مما كان يعتقد. ولكن الدموع ظلت تنهمر من عينيه وتغمر وجهه.

وعندما شاهد تانغ وجه ابنه الصغير عبر هاتفه الخلوى، وقع في حبه فورا. وكان يتمنى أن يكون إلى جوار زوجته الحبيبة ويمسك بأصابع ابنه الصغيرة الدافئة.

ولكنه لم يستطع.

فقد وصل تانغ وزملاؤه الجنود بالمعسكر إلى ليبيريا في سبتمبر 2015 للمشاركة في مهمة حفظ سلام في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا. وقبل مغادرته، علم بأن زوجته حامل ولكنه قرر المشاركة في المهمة.

وفي ليبيريا، ساعد تانغ في إجلاء الضحايا ونقل الأطباء إلى القرى المحلية. وكلما كان خارج الخدمة، كان يتصل بزوجته التي واجهت العديد من الصعوبات خلال المراحل الأولى من حملها. وشعر بالذنب لعدم وجوده آنذاك إلى جوارها.

وقال "سنعود إلى وطننا في غضون شهر. أنني أتخيل بالفعل المشهد عندما احتضن ابنى وزوجتى".

وأضاف "قبل العودة إلى الصين، سأبذل قصارى جهدى لأداء واجباتي هنا في ليبيريا".

ورغم أن ابنه صغير لدرجة تجعله لا يستطيع فهم أهمية العمل الذي يقوم به والده، إلا أن تانغ يأمل في أن يخبر ابنه يوما ما أنه كان بعيدا سعيا لجعل العالم مكانا أفضل للأطفال الآخرين الأقل حظا.

وباحتفالنا بيوم الطفل وسعينا إلى حماية حقوق الطفل، علينا أن تذكر دوما أن الصراعات الوحشية تخلق تحديات جديدة. ولابد للعالم ألا يدخر وسعا في حماية الأرواح البريئة من رعب الحرب.

"لا يزال لدي هذا الإيمان الراسخ ، لأنه رغم كل شئ، مازالت أؤمن بأن الإنسان فطر على الخير".

كتبت هذه الكلمات آن فرانك قبل أكثر من 70 عاما، وكانت قد توفيت في مخيم اعتقال نازي وهي في عمر الـ15 ربيعا. وللحيلولة دون تكرار هذه المأساة ولجعل أطفالنا يؤمنون بالإنسانية ، علينا جميعا أن نعمل الآن.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×