بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 2 مايو 2016 /في تقليد سنوي ممتد منذ الحضارة المصرية القديمة احتفل المصريون اليوم (الاثنين) بيوم "شم النسيم" العيد الفرعوني القديم.
ومنذ صباح اليوم شوهدت عائلات مصرية بالمتنزهات والحدائق والاندية الاجتماعية والملاهي مع نوعيات معينة متوارثة من الطعام.
ففي هذا اليوم يحرص المصريون منذ الاف السنين على تناول البيض الملون والخس في وجبة الافطار، والاسماك الطازجة والمملحة بانواعها (الرنجة والسردين والفسيخ) مع البصل في الغداء.
وامام حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، اصطف المصريون في عدة طوابير لمسافات طويلة في انتظار الدخول الى الحديقة الاكبر في الشرق الاوسط.
ويقول مدير عام الحديقة الدكتور رأفت عبدالله، الذي وقف على احد ابوابها للاشراف على تيسير دخول الزائرين، لوكالة انباء ((شينخوا)) "حديقة الحيوان بند اساسي للاحتفال بيوم شم النسيم مهما كانت الظروف".
وتابع "المساحة الخضراء في حديقة الحيوان كبيرة جدا، يستمتع فيها الزائر بالهواء النقي، بجانب مشاهدة الحيوانات والطيور النادرة".
ويبلغ متوسط الاقبال على حديقة الحيوان في يوم شم النسيم حوالي 80 الف زائر، حسب عبدالله.
وحتى ظهر اليوم بلغ عدد زوار حديقة الحيوان حوالي 50 الفا، حسب مدير الحديقة.
وافترش بعض من هؤلاء الارض لتناول الطعام، فيما حرص اخرون على التجول بها ومشاهدة الحيوانات واللعب في ارجائها.
وفي حديقة الاورمان المجاورة لحديقة الحيوان، لم يختلف الوضع كثيرا من حيث اقبال الزائرين من مختلف الاعمار والمستويات الاجتماعية للاحتفال بيوم "شم النسيم".
ويقول رئيس الادارة المركزية للتشجير والمشرف على حديقة الاورمان المهندس محمود زكي، ل(شينخوا) إنه في يوم "شم النسيم" يزور الحديقة اكثر من 20 ألف زائر.
ويتابع "ان الحديقة استعدت لاستقبال الجمهور وتقديم كافة وسائل الراحة للاستمتاع بجمال الطبيعة، وكذلك وسائل الترفيه للأطفال".
وتحتوي حديقة الاورمان وهي من الحدائق النباتية العريقة والمصنفة عالميا على اكثر من 1200 نبات نادر.
وانشئت حديقة الاورمان عام 1875 في عهد الخديوي اسماعيل، على مساحة 28 فدانا.
ويتولى نحو 145 عارضا لنباتات الزينة وزهور القطف تعريف الزوار بما تحويه الحديقة، التي تزامن يوم شم النسيم مع "معرض زهور الربيع" بها، حسب زكي.
وتقول الستينية المصرية منى (65 عاما)، "إن يوم شم النسيم من الايام القليلة التي تتجمع فيه العائلة خارج المنزل"، نحن ننتظره من العام للعام".
وبجانب الحدائق والمتنزهات، اكتظت المراسي في نهر النيل بالاف المصريين، خاصة الشباب، الذين اقلتهم مراكب وبواخر نيلية تقطع مياه النيل على انغام الموسيقى الشعبية، احتفالا بشم النسيم.
فيما افترش اخرون "كورنيش النيل" بطول البلاد وعرضها للاستمتاع بهذا اليوم المتوارث.
ويقول مدير عام البحوث والدراسات الاثرية والنشر العلمي بوزارة الاثار المصرية عبدالرحيم ريحان، ل(شينخوا) "إن المصريين القدماء احتفلوا بيوم شم النسيم في عام 2700 قبل الميلاد"، اي ما يقرب من خمسة الاف سنة.
واعتقد الفراعنة ان هذا اليوم الذي اطلقوا عليه اسم "شمو" هو يوم "بدء خلق العالم"، حيث تتجدد الحياة وتتفتح الازهار ليخرج الناس للاستمتاع بجمال الطبيعة تاركين وراءهم متاعب الحياة وهمومها ، حسب ريحان.
ومع مرور الزمن حُرفت كلمة "شمو" الى "شم"، ثم الى "شم النسيم".
ويؤكد ريحان ان نوعيات الطعام في يوم شم النسيم متوارثة عن الاكلات الفرعونية، وخاصة فيما يتعلق بالاسماك المملحة والمدخنة.