دمشق 27 مارس 2016 / أكد الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا يوم الأحد أن الصورة البانورامية لمدينة تدمر الأثرية في الريف الشرقي لمحافظة حمص (وسط سوريا) جيدة جدا، لافتا إلى أنه ليس هناك دمار كامل للموقع الأثري ، مبينا أن الحكومة السورية ستبدأ مباشرة بإعادة ترميم ما تم تدميره من قبل مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي ، بعد تصديقه من المنظمة الدولية للتراث العالمي (اليونسكو) .
وقال عبد الكريم في مقابلة خاصة مع وكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الصورة البانورامية لمدينة تدمر الأثرية جيد جدا ، فهي جميلة، وليس هناك دمار كامل بالموقع"، مبينا أن بعض الدمار لحق بالمباني الأثرية في عام 2015 عندما فجروا معبدين وقوس النصر بالإضافة الى الأبراج الجنائزية .
وأضاف " نحن ماضون نحو ترميم المباني بطريقة وفق عادتنا المعهودة عبر الخبرات الوطنية الموجودة لدينا" .
ووصف عبد الكريم استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية بأنه "يوم مفصلي في تاريخ سوريا" ، مؤكدا أن تحرير مدينة تدمر يعني " نهاية التدمير ، وإنقاذ حضارة كانت مهددة بالزوال عبر التنقيب السري حول المباني القديمة، والتدمير الممنهج حول هذه المدنية الأثرية الهامة" .
وأضاف عبد الكريم " اليوم عادت أيقونة من أجمل أيقونات التراث السوري الى حضن التراث السوري " .
وردا على سؤال فيما إذا كانت هناك جهات دولية ستشارك في إعادة التأهيل او الترميم قال عبد الكريم إن " مديرية الآثار والمتاحف على تواصل مباشر مع رئاسة اليونسكو وكل المعنيين في المنظمة الدولية " ، مشيرا إلى أن منظمة اليونسكو ستقيم في الأول من أبريل القادم فعالية حول تدمر" ، واصفا هذا الإجراء بأنه "مفيد وجيد" .
وأضاف عبد الكريم إنه "سيتم اتخاذ جميع الخطوات الخاصة بإعادة الترميم تحت مظلة اليونسكو كونها المنظمة المعنية بالتراث العالمي" .
وكرر عبد الكريم قائلا " المنظر البانورامي للموقع بخير باستثناء المعبدين وقوس النصر و10 أبراج جنائزية تم تفجيرها " ، لافتا إلى أن بعض التماثيل الضخمة التي سقطت أثناء سيطرة تنظيم (داعش) تعرضت لكسر بعض القطع منها ، ولم يتم تفجيرها بشكل مطلق، ومنها تمثال اسد اللات الضخم الذي يعود للقرن الثاني .
وأشار مدير الآثار والمتاحف في سوريا إلى أن الصور التي نقلها التلفزيون الرسمي السوري من تدمر كانت "مفرحة" ، معربا عن اعتقاده بأن مشروع إعادة تأهيل المدينة سيكون اعتياديا مثل بعض المشاريع التي قامت بها مديرية الآثار والمتاحف في قلعة الحصن في حمص أو في معلولا بريف دمشق الشمالي.
وأكد عبد الكريم أن إعادة الترميم في المدنية ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة، وسيتم إعادة تقرير عن حجم الأضرار مباشرة وخلال شهري ابريل ومايو القادمين ستبدأ مرحلة التدعيم والتنظيف والإجراءات الإسعافية وترميم المباني التي تضررت وسيتم الانتقال بعدها إلى مرحلة بناء المعبدين بعد تصديق المشاريع الكبرى من قبل منظمة اليونسكو.
وأعلن الجيش السوري مدعوما بسلاح الطيران الروسي يوم الجمعة سيطرتهم الكاملة على مدينة تدمر الأثرية ، مؤكدا أن السيطرة تشكل ضربة قاصمة لتنظيم (داعش ) الإرهابي .
وتعرضت قلعة تدمر المشرفة على المدينة الأثرية كغيرها من الآثار لتخريب وتدمير من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي الذي سلب ونهب مئات القطع الأثرية من المتحف الوطني في المدينة ودمر العديد من الأوابد التاريخية وفي مقدمتها المقابر البرجية وقوس النصر ومعبد بعل شمين وغيرها الكثير.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ مايو 2015 .
وأثار سقوط تدمر على الفور قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى ألفي عاما ويطلق عليها لقب "عروس البادية السورية" .
وتتوسط آثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كلم شمال شرق دمشق، بادية الشام.
وبدأ الجيش السوري في السابع من مارس الحالي عملية لاستعادة تدمر في محافظة حمص في وسط سوريا بغطاء جوي كثيف توفره الطائرات والمروحيات الروسية.
وتهدف العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري في ريف حمص الشرقي إلى تأمين طريق تدمر ــ دير الزور التي تعاني من نقص شديد من المواد الغذائية والطبية .