بكين 24 يناير 2016 / واصلت وسائل الإعلام الصينية تغطية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر بعد اختتام الزيارة التي تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مختلف مجالات, لا سيما برنامج تنفيذي بين البلدين بشأن تعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما خلال السنوات الخمس القادمة, مؤكدة أن مصر تعلب دور القائد ومؤشر اتجاه الريح ومرساة السلام في الشرق الأوسط.
تأتي زيارة شي تأتي في ظل التوترات والنزاعات والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية حاليا، لذا تولي وسائل الإعلام الصينية اهتماما بالغا لتغطية زيارة شي إلى مصر، إذ اتسمت بنغمة أساسية وكلمات رئيسية مثل "التعاون" و"التنمية".
وفي سياق التغطية المستمرة ذكرت ((صحيفة نانفانغ دوشي)), إحدى أكثر الصحف من حيث التداول في الصين أن مصر تقع في مفترق ثلاث قارات وتمتلك قناة السويس بصفتها قناة هامة للتجارة العالمية وأكثر عدد السكان في العالم العربي وجيشا قويا كما أنها دولة كبرى وقوة تقليدية في الشرق الأوسط, وتلعب دور القائد السياسي ومؤشر اتجاه الريح ومرساة السلام في الشرق الأوسط.
وأورد التقرير نقلا عن شيويه تشينغ قوه عميد الكلية العربية لجامعة بكين للدراسات الأجنبية قوله إن مصر كانت مهد مختلف الأفكار والمفاهيم في العالمين العربي والإسلامي منذ مطلع التاريخ الحديث."وعلى الرغم أن مصر تواجه تحديات وصعوبات في عملية الانتعاش الاقتصادي الوطني بيد انه لا أحد يستطيع أن يشكك في مكانة مصر كمركز ثقافي في العالم العربي" وفقا لما قال التقرير.
وأضاف إن مصر حققت انجازات في بعض المجالات خلال الخمسة العقود الماضية، إلا أنها واجهت مشاكل في إيجاد طريق تنموي يتناسب مع ظروف البلاد وخصوصياتها.وذكر التقرير أن قبل خمس سنوات اندلعت الثورة في مصر قبل تورط البلاد في حالة من الاضطراب لعدة سنوات قبل أن تعود البلاد لحالة الاستقرار بشكل تدريجي بعدما أخذ الرئيس المصري السيسي زمام السلطة."لكن الرئيس السيسي سيتحمل مسؤولية إنعاش البلاد على خلفية التقلبات والاضطرابات التي شهدتها البلاد على مدى السنوات القلائل الفائتة, واصفا الرئيس السيسي بالشخص الذي يمتلك "شعورا ملحا للتقدم والتنمية".
وقال إن العالم العربي يشهد حالة من الانقسام والتفكك حاليا. وهناك حاجة ملحة إلى ضخ الطاقة الإيجابية لتماسك الشعب وتعزيز الثقة بالنفس, مشددا انه لا يوجد هناك دولة سوى مصر يمكنها توفير قوة الدفع الكبير والطاقة الإيجابية لذلك.
وذكرت جريدة ((الأخبار الاقتصادية والمالية للقرن الـ21)) واسعة الانتشار في الصين إن الصين تدعم خطط الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد المصري مثل المشروعات القومية الهامة وعلى رأسها تطوير وتنمية محور قناة السويس.
وفيما يتعلق بغير ذلك من المشروعات الهامة التي يتفق الجانبان على جدواها الاقتصادية، هناك مشروعات الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل والسكك الحديدية، ومشروعات البنية التحتية بما في ذلك الطرق والموانئ، والزراعة والتصنيع الزراعي واستصلاح الأراضي والثروة السمكية والصناعات الإلكترونية والكهربائية والصناعات المتقدمة مثل الألياف الزجاجية. هذا وتستعد الصين لبحث سبل التعاون في تمويل المشروعات المعنية مع مصر من خلال مختلف آليات التمويل الصينية وفي حدود استطاعتها .
وفيما يتعلق بالمجالات العلمية والتكنولوجية, ذكرت صحيفة الشعب اليومية الرسمية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني إن البلدين على الاستعداد لمواصلة تعزيز التعاون في تطوير وتصنيع الأقمار الاصطناعية وإطلاقها والرصد والتحكم الفضائي وتبادل البيانات وتطبيقات الأقمار الاصطناعية والتعليم والتدريب للعلوم والتكنولوجيا الفضائية.
وستدعم الصين المشروع المصري لتطوير الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاستشعار عن بعد والاتصالات، كما أنها ستدعم قيام مصر ببناء قدراتها في مجال الاستخدام السلمي لتكنولوجيا الفضاء. كما ستعاون مصر والصين في بحث وصناعة القمر الصناعي مصر 2 للاستشعار عن بعد، والعمل المشترك على إنشاء المركز الصيني المصري للبيانات والتطبيقات الخاصة برصد الأرض، بما يواصل الارتقاء بمستوى التعاون الصيني المصري في مجال الفضاء.
وفي سياق المجالات العسكرية والأمنية ذكرت الإذاعة الدولية الصينية إن الجانبين قد أعربا عن الإدانة الكاملة والرفض القاطع للإرهاب بشتى صوره وفي أي مكان, مؤكدة على أن مكافحة الإرهاب تتطلب إجراءات إقليمية ودولية متكاملة لمعالجة جذوره ووقف تمويله. فيما رفض الجانبان ربط الإرهاب ببلد أو عرق أو دين بعينه، كما أكدا على رفضهما للمعايير المزدوجة في عملية مكافحة الإرهاب حسبما ذكرت الإذاعة.