بكين 14 يناير 2016 / من المرجح أن تبقى أسعار النفط الخام عند مستوى منخفض نسبيا في المستقبل المنظور في ضوء عدم وجود علامات على اتخاذ المنتجين الكبار اجراءات لتقليل الوفرة الحادة في الانتاج حتى الآن.
بيد أن بعض المسؤولين والمحللين توقعوا أن توازن وفرة الإنتاج نفسها بنفسها تدريجيا في عام 2016، رغم أن أسعار النفط العالية التي شوهدت في الماضي ربما لا تتعافي قريبا.
وقال المراقبون إن التراجع في أسعار النفط زاد الضغوط المالية على منتجي النفط وافاد مستورديه، وربما هذا يكون نعمة للاقتصاد العالمي الذي لا يزال هشا.
وفي يوم الثلاثاء ، انخفض خام غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير 97 سنتا ليصل الى 30.44 دولارا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، فيما انخفض خام برنت تسليم فبراير 69 سنتا ليقفل عند 30.86 دولارا في بورصة لندن للعقود الآجلة.
وتشهد أسعار النفط الدولية منحى متراجعا منذ عام 2014 حيث زاد منتجو النفط انتاجهم وغمر أعضاء منظمة الدول المصدر للبترول (أوبك) السوق العالمية بالخام الرخيص أملا في طرد إمدادات المتنافسين.
وفي حديثه في اجتماع منتدى الطاقة بأبو ظبي، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إنه ليس من العدل أن يطلب من أوبك فقط خفض انتاجها، إذ أن الزيادة المقدرة بـ2.7 مليون برميل يوميا في العرض العالمي جاءت من دول خارج الكتلة النفطية.
وأضاف أنه من الأفضل أن تترك السوق توازن نفسها على أساس العرض والطلب ويتعين أن تكون هذه استراتيجية أوبك أيضا.
وارتفع المعروض العالمي من النفط الى 96.9 مليون برميل يوميا في نوفمبر الماضي، بزيادة 1.8 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام السابق، وفقا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.
وبشكل منفضل، قدرت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير المعروض العالمي من النفط في 2015 بـ95.71 مليون برميل يوميا في المتوسط، مقارنة باستهلاك 93.77 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن تستمر الوفرة في النفط خلال عام 2016.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أوبك حددت هدفها الانتاجي الأخير بـ30 مليون برميل يوميا، إلا أن انتاجها في الواقع يبلغ 31.7 مليون برميل في المتوسط يوميا مع ضخ سعودي وعراقي يقترب من مستويات قياسية.
ويأتي الضغط على أسعار النفط العالمية أيضا من توقع وصول الإمدادات الايرانية إلى السوق هذا العام والخوف من تباطؤ بناء المخزون حيث تقترب الدول من حدود طاقتها التخزينية.
وينظر لقوة الدولار الأمريكي أيضا كمحرك لانخفاض أسعار النفط حيث يجعل ذلك النفط أكثر كلفة للمشترين.
ورأى ادم لونغسون، رئيس بحوث سلع الطاقة بمورغان ستانلي، أنه من الممكن أن تنخفض سعر برميل النفط إلى 20 دولارا.
وقال" يمكنك أن تعيد معظم ذلك إلى الدولار الأمريكي"، مشيرا إلى التقلبات في أسعار النفط العالمية.
ويبدو أن أوبك مصممة على تعظيم عرضها القليل الكلفة من أجل طرد الانتاج المرتفع الكلفة من خارجها بغض النظر عن السعر.
وتوجد مؤشرات على أن الاستراتيجية بدأت تعمل جيدا. وقد تراجع النمو السنوي للعرض من خارج أوبك الى 0.3 مليون برميل يوميا في نوفمبر من 2.2 مليون برميل يوميا في بداية عام 2015.
كما أظهر الزخم في استثمارات النفط الصخري في الولايات المتحدة علامات الضعف أيضا.
وقالت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير إن متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي قدر بـ9.4 مليون برميل يوميا في عام 2015، ويتوقع أن يبلغ متوسط الانتاج 8.7 مليون و8.5 مليون برميل يوميا في عامي 2016 و2017 على الترتيب.
وقال الاقتصادي ببنك ((أو سي بي سي)) برنابا جان في التقرير إنه " لا يزال من المتوقع أن يتوازن عرض النفط الخام المفرط في 2016"، متوقعا أن يصل سعر برميل النفط الى 50 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري.
وفي هذه الحالة، من غير المرجح أن تستعيد اسعار النفط مستوياتها القياسية الماضية في المستقبل المنظور حيث أن شركات النفظ الصحي قد تبدأ في إضافة آبار جديدة بمجرد أن يصل سعر النفظ الى حوالي 60 دولارا. ويستغرق حفر برميل النفظ الصخري وقتا قليلا يصل الى أسبوع واحد.
وزادت أسعار النفط المنخفضة الضغط المالي على الدول التي تعتمد على النفط بما في ذلك أعضاء أوبك. وتعاني روسيا أيضا من انكماش اقتصادها، لسبب يعود إلى حد كبير إلى انخفاض أسعار النفط.
وقال بنك ((أو سي بي سي)) إن انخفاض أسعار النفظ أفاد مستوردي الطاقة الذين يمثلون حصة أكبر بكثير من الاقتصاد العالمي.
وقال جان في التقرير إنه "بالرغم من غياب النمو العالمي العالي في العام الماضي، لا يزال هناك رابحون قطعا من سلوك السقوط الحر في أسعار النفط"، وتحديدا الهند وكوريا الجنوبية والصين في آسيا وإيطاليا وأسبانيا واليونان في أوروبا.