دمشق 11 يناير 2016 / دخلت شاحنات تحمل مساعدات إنسانية اليوم (الاثنين) في وقت متزامن الى ثلاث بلدات سورية محاصرة من قبل الجيش السوري ومجموعات مسلحة ، وسط إجراءات أمنية معقدة من قبل القائمين على إدخال تلك المساعدات.
وذكرت مصادر أممية أن اربع شاحنات تحمل مساعدات انسانية دخلت بلدة مضايا بريف دمشق بالتزامن مع دخول اربع شاحنات مماثلة الى بلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب شمال غرب سوريا.
وشاهد مراسل وكالة أنباء (شينخوا) في دمشق الشاحنات الاربع وهي تدخل الى بلدة مضايا.
ويحاصر الجيش السوري مضايا منذ أكثر من ستة أشهر وتتعرض بالمقابل بلدتا كفريا والفوعة لحصار من مسلحي المعارضة منذ مارس الماضي.
وقال الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو إنه "تم ادخال اربع شاحنات محملة بمساعدات انسانية متنوعة إلى بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب وذلك بالتزامن مع دخول اربع شاحنات مساعدات إلى بلدة مضايا في ريف دمشق".
وأضاف المسؤول الأممي في تصريحات للصحفيين بمدخل مضايا أنه "من المقرر إدخال 40 شاحنة إضافية هذه الليلة محملة بمواد غذائية وطبية وإغاثية إلى بلدة مضايا إضافة إلى ادخال عدد من الشاحنات إلى بلدتي كفريا والفوعة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي".
ودخلت الشاحنات الأربع الى بلدة مضايا تتقدمها سيارات تابعة للامم المتحدة تحمل الاعلام الزرقاء ، وأخرى تحمل أعلام الهلال الاحمر السوري ، بحسب مراسل (شينخوا).
وانتظرت الشاحنات لأكثر من خمس ساعات في مكان يبعد عن بلدة مضايا حوالي 10 كيلومترات شمالا ، كما ظلت السيارات المحملة بالمواد الإغاثية الباقية متوقفة في مكان قريب من بلدة مضايا بانتظار ان تدخل.
وأعرب الحلو عن أمله في قيام جميع الأطراف المعنية بتسهيل إتمام دخول جميع الشاحنات إلى البلدات الثلاث واصفا إدخالها بأنه "عملية معقدة".
ولفت الى ان "التأخير في إدخال الشاحنات مرتبط بجميع الأطراف إضافة إلى ضخامة القوافل وإجراءات دخولها وتفريغها".
واكد المسؤول الأممي أن إدخال المساعدات اليوم هو "دفعة أولى وسيتم يوم الخميس القادم إدخال مساعدات إضافية إلى البلدات الثلاث".
من جانبه قال المسؤول الاعلامي بمكتب الامم المتحدة في سوريا خالد المصري إن الشاحنات التي دخلت الى البلدات الثلاث تحمل مساعدات غذائية وطبية وبطانيات وحليب اطفال، لافتا الى ان بقية المساعدات ستدخل في دفعات.
وأوضح المصري لوكالة انباء (شينخوا) أن "بعثة الامم المتحدة غير معنية بتوزيع المساعدات على اهالي البلدات المحاصرة ، وانما عملها يتضمن وصول المساعدات إلى المكان المطلوب ".
واشار إلى ان الهلال الاحمر السوري وبعض الجهات المحلية في البلدات هي من تتولى عملية التوزيع .
وقال متطوع في الهلال الاحمر السوري لـ (شينخوا) بدمشق إن "قوافل المساعدات انطلقت من أمام مقر الامم المتحدة بدمشق عند الساعة الحادية عشرة صباحا ، بالتوقيت المحلي ، بعد ان انطلقت قوافل المساعدات من ريف حماة باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الساعة التاسعة صباحا، على أن يدخلا في وقت واحد إلى البلدات المحاصرة".
وأشار إلى أن بعض الإجراءات اللوجستية التي طبقت في المنطقة التي تسير بها قوافل المساعدات في ريف إدلب والخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة ، أخرت وصول القوافل.
ولاحظ مراسل (شينخوا) بدمشق إجراءات التفتيش التي خضعت لها قوافل المساعدات الأربع التي دخلت إلى مضايا من قبل عناصر الجيش السوري من جهة وعناصر ومقاتلي (حزب الله) اللبناني الذين لم يسمحوا بدخول المساعدات قبل دخولها إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين بريف إدلب.
وتجمع العشرات من النساء مع الاطفال على مدخل بلدة مضايا في ظروف جوية صعبة ماطرة وباردة بانتظار أن يحصلوا على مساعدات غذائية ، إلا انتظارهم باء بالفشل ، بسبب تأخر وصول المساعدات الى البلدة المحاصرة ، مطالبين بفك الحصار عنهم بأسرع وقت ممكن .
وقالت إحدى النساء اللواتي هتفن للجيش السوري وللرئيس بشار الاسد لـ (شينخوا) " نريد أن نخرج من بلدة مضايا لعدم توفر الطعام والدواء والامن فيها بسبب انتشار المسلحين الذين يسطون على كل شيء بقوة السلاح" ، مؤكدة أن الغلاء الفاحش داخل البلدة جعلها تبيع كل ما لديها من ادوات من اجل الحصول على الطعام لاولادها .
وقالت إمرأة أخرى وقد بدا جسدها نحيل من قلة الطعام " نريد حلا لبلدة مضايا أما بفك الحصار أو بالسماح لنا بالمغادرة منها كي نعيش بسلام".
وكان الإعلام الرسمي السوري وقيادي معارض قد أعلن في وقت سابق اليوم عن توجه قوافل المساعدات الإنسانية إلى بلدات مضايا وكفريا والفوعة المحاصرة.
ويعيش في مضايا المحاصرة من قبل قوات الجيش السوري منذ أكثر من ستة أشهر ما يزيد على 40 ألف شخص.
ويقول نشطاء إن حصار مضايا يستهدف دفع المتمردين لتخفيف حصارهم على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في الريف الغربي من محافظة إدلب شمال غرب سوريا والسماح بدخول مساعدات إليهما.
ويحاصر مسلحون في ما يسمى "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم عدة فصائل إسلامية مسلحة، بينها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا بلدتي كفريا والفوعة منذ مارس من العام الماضي.
وتعاني البلدتان من حصار خانق من جانب المسلحين، فضلا عن قصف مستمر وهجمات قتل خلالها ما لا يقل عن 600 شخص.
وكان اتفاق وقع في سبتمبر الماضي بين النظام السوري وفصائل مسلحة قد سمح في 28 ديسمبر الماضي بخروج أكثر من 338 شخصا من بلدتي كفريا والفوعة عبر تركيا إلى لبنان ثم سوريا، مقابل خروج مسلحين جرحى وعائلاتهم من مدينة الزبداني بريف دمشق المتاخمة لمضايا والتي يحاصرها منذ أشهر الجيش السوري عبر لبنان الى تركيا.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn