تحليل اخباري: رفع الاحتياطي الفدرالي لمعدلات الفائدة يشدد التقلبات في 2016

نيويورك 20 ديسمبر 2015 /مع اقتراب العام الجديد، توقع العديد من المحللين مزيدا من التقلبات في الأسواق المالية بعد قرار الاحتياطي الفدرالي الأمريكي رفع معدلات الفائدة لأول مرة منذ عقد تقريبا.

وأعلن البنك المركزي الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع رفع معدلات الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية (0.25 بالمئة)، هي أول زيادة في معدلات الفائدة منذ عام 2006، ما يضع النهاية لحقبة سياسات التيسير النقدي الإستثنائية.

--عدم يقين في أسواق الأسهم

وفي هذا الصدد، تباينت توقعات الخبراء الأمريكان بشأن آفاق أسواق الأسهم الأمريكية خلال العام المقبل.

وقال سافيتا سوبرامانيان، كبير المحللين الاستراتيجيين للاقتصاد الأمريكي ببنك أوف أميركا ميريل لينش، " إننا نتوقع أن يواصل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ارتفاعه العام المقبل".

وتوقع سوبرامانيان أن يرتفع مؤشر ستاندرد أند بورز الى 2200 بحلول نهاية عام 2016، وتراجع الأسعار الى 5 بالمئة تقريبا، مستهلا مسار بطئيا باتجاه 3500 في 10 سنوات.

ويري بعض المحللين أن أسواق الأسهم ستشهد بعض التقلبات في الأشهر المقبلة مع محاولة بورصة وول ستريت هضم قرار رفع سعر الفائدة.

وقال كيث بليس، النائب الأول لرئيس مؤسسة (كوتون أند. كو) لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة " إذا لم تفاجئنا الشركات بأرباح هذا العام، ستشهد الأسواق وقتا صعبا في 2016".

--دولار أقوى

وأضاف بليس " نحن بعيدون جدا عن دورة أرباح الشركات، وسيستمر نمو الاقتصاد الأمريكي في حدود 2 بالمئة-- وفي بيئة يرتفع فيها معدل الفائدة، سيكون الاقتصاد العالمي ضعيفا، وسيستمر الدولار الأمريكي أقوى، نظرا لتباعد السياسة النقدية في الولايات المتحدة عن السياسة في الخارج".

وقالت رئيسة الاحتياطي الأمريكي جانيت يلين إن السياسات ستبقى تكيفية ولا يجب المبالغة في أهمية هذا الارتفاع الأول.

وقد يستمر الدولار الأمريكي في الارتفاع مقابل العملات الرئيسية الأخرى في أول شهرين من عام 2016 بعد قرار الاحتياطي الفدرالي رفع معدلات الفائدة، في حين يتوقع أن تكشف البنوك المركزية في اليابان وأوربا المزيد من الخطط التحفيزية.

وقال روبرت سافاج، الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الصناديق (سي سي تراك سولوشينز) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مؤشر الدولار الأمريكي سيقفز في الربع الأول من عام 2016 وسيتراجع في النصف الثاني.

وأضاف " أعتقد أن الخطر هو أن يلجأ الاحتياطي الفدرالي الى ويادات أخرى في التسعير في 2016، ويتفوق الدولار على الدوام على غيره من العملات العشر الرئيسية".

-- ضغوط على السلع

ويمكن أن يؤدي دولار أمريكي أقوى ورفع معدل الفائدة الى ضغوط هبوطية على أسعار السلع مثل الطاقة والمعادن والحبوب.

وقال ستيفن غويلفويل، مدير عام ((ديب فاليو)) في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) إن " الشئ الوحيد الذي أراه في طريق رفع معدل الفائدة قد يكون حالة الأسعار في أسواق السلع النفط والسلع الأخرى أيضا".

وقد تراجعت أسعار النفط بسبب وفرة الإمدادات العالمية واستمرت تحوم قرب أدني مستوياتها في 7 أعوام بعد قرار منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبيك) في 4 ديسمبر الحفاظ على ضخ انتاج الخام عند المستوى الحالي في السوق المتخم بوفرة في المعروض.

وبينما سيستغرق الأمر سنوات لغسل الإمداد بأكمله من سوق النفط والوصول الى نقطة التوازن التي يلتقي فيها الطلب مع العرض، لا يتوقع الكثير من المحللين أن تتعافى أسعار النفط قريبا.

وقال كريس لوه، كبير الاقتصاديين في مؤسسة ((اف تي أن فاينينشال) في مذكرة في وقت سابق، " في الوقت الراهن، الخطوة الأكثر حسما كانت في السلع، يعتبر تشديد الاحتياطي بوضوح خبرا سيئا بغض النظر عن ما سيتبعه".

--ماين ستريت فوق وول ستريت

مع ذلك، من المتوقع أن تتفوق ماين ستريت على وول ستريت حيث ستستفيد المستهلكين من إنخفاض المعدلات وأسعار النفط وارتفاع معدل التشغيل، وفقا لتقرير أوف أميركا ميريل لينش.

وقال غويلفويل إن الاقتصاد لو شهد تحسنا وارتفعت الأجور، ربما تستفيد قطاعات انفاق المستهلكين على أساس عادات المستهلكين في الولايات المتحدة.

وقال كانديس براوننغ، رئيس البحوث العالمية ببنك أوف أميركا ميريل لينش، إن الفرص الأكبر للمستثمرين ربما توجد بين أسهم مختارة بعناية وتوزع الأرباح بشكل صحي وكذا استثمارات موضوعية في المبتكرين تعيد تشكيل ديناميكيات السوق في العقد المقبل".