بكين 17 ديسمبر 2015 / تواصل وسائل الإعلام الصينية تغطية زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين بعد اختتام الزيارة التي تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مختلف مجالات ، ولاسيما إطلاق صندوق الاستثمار الاستراتيجي .
فعلى الرغم من تصادف زيارة ولي عهد أبوظبي إلى الصين مع العديد من المؤتمرات الكبرى على المستويين الوطني والدولي، وازدحام برامج عمل كبار المسؤولين الصينيين مثل الحضور والمشاركة في المؤتمر العالمي الثاني للانترنت والذي يقام في بلدة ووتشن بشرقي الصين، واجتماع رؤساء حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون في تشنتشو إلى جانب اجتماع الأعمال الاقتصادية المركزي, إلا ان وسائل الإعلام الصينية مازالت تولي اهتماما بالغا لتغطية زيارة ولي عهد أبوظبي إلى الصين.
ففي سياق التغطية المستمرة أوردت إذاعة الصين الدولية ما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ حول استعداد الصين لتسريع موائمة السياسات والمشاريع مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً على أهمية التعاون الصناعي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتبادل التجاري والاستثمار والفضاء.
وقال الرئيس شي إن صندوق الاستثمار المشترك يلقي الضوء أيضا على التعاون بين البلدين، بينما شهد الرئيس شي والشيخ محمد توقيع مذكرة تفاهم حول الصندوق بعد اجتماعهما في قاعة الشعب الكبرى.
وأعرب الرئيس شي عن رغبة الصين في العمل مع الإمارات من أجل تحويل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية إلى منصة تمويل تخدم مصالح الجانبين إلى جانب تعزيز الربط الإقليمي والتنمية الاقتصادية.
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة الشعب اليومية الرسمية الناطقة باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ان الصين والإمارات وقعتا عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة التي قام بها الشيخ محمد في الفترة ما بين 13 و16 ديسمبر الجاري، كما أطلقتا صندوق استثمار استراتيجيا مشتركا بقيمة عشرة مليارات دولار.
وفيما يتعلق بالأهمية البارزة لموقع الإمارات العربية المتحدة ذكرت الصحيفة انها تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غربي قارة آسيا حيث تُطل على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي، وعلى تقاطع ثلاث قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وعرفت الإمارات منذ العصور القديمة كونها حلقة وصل مهمة تربط بين الشرق والغرب.
ولم يتجاهل التقرير تاريخ العلاقات السياسية والتبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين والعالم العربي، ولاسيما الإمارات العربية المتحدة، كما أشارت الصحيفة إلى وجود تسجيلات متوفرة في الكتب العربية القديمة عن الصين ، مثل الشاي، ثورة هوانغ تشاو ، نظام الضرائب القديم الصيني وعادات وتقاليد الصين وغيرها .
ومنذ القرن السابع الميلادي ، حافظت الصين والدول العربية على التبادل التجاري الوثيق. ومع إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا، بدأت العلاقات التجارية الحديثة بين البلدين في 3 من ديسمبر عام 1971.
وأصبحت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والإمارات اليوم أكثر متانة على نحو متزايد.
وتحتضن الإمارات حاليا حوالي 4200 شركة صينية مسجلة، فيما تربط 56 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين، كما قفز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 220% خلال السنوات الخمس الماضية.
ومن المتوقع ان يصل حجم التجارة الثنائية إلى 60 مليار دولار هذا العام، تغطي العديد من المنتجات الالكترونية والآلات والملابس والنفط وغيرها.
بدورها أفادت صحيفة تشاينا ديلى الناطقة باللغة الانجليزية نقلا عن دنغ لي مدير مصلحة شؤون غربي آسيا وشمال افريقيا التابعة لوزارة الخارجية الصينية قوله ان صندوق الاستثمار الاستراتيجي بقيمة عشرة مليارات دولار أمريكي سيستثمر في الصين والإمارات العربية المتحدة وأسواق أخرى .
وقال انه نوع جديد من التدابير ذات النظرة المستقبلية، مضيفا ان المشاريع ستركز بشكل عام على مجالات الطاقة والبنية التحتية .
من جانبه قال شوي تشينغ قوه عميد كلية الدراسات العربية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية انه على الرغم من كون الإمارات بلدا صغيرا إلا ان الصين ستتعلم كثيرا حول استثمارات واستكشافات الأسواق الخارجية خلال التعاون معها بالاستفادة من خبراتها المالية.
وذكر شوي ان مثل أطر التعاون هذه مع الإمارات العربية المتحدة مهمة جدا لدفع العلاقات بين الصين والعالم العربي كله.
وأضاف شوي ان ذلك مفيد أيضا لتوطيد الترابط بين الصين والاقتصادات في مناطق " الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" نظرا لان الإمارات "نقطة محورية" لهذه المبادرة.
إلى جانب ذلك, وقع الجانبان اتفاقية لتبادل العملة المحلية بخط تبادل حجمه 35 مليار يوان ، وتوسيع نطاق إلغاء التأشيرة، والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تبادل رخص القيادة في كلا البلدين، وذلك بهدف الاعتراف المتبادل برخص القيادة بين البلدين، ما يرفع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية إلى " مستوى أعلى".
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، ذكرت شبكة الأخبار الكيماوية الصينية ان الشركة الصينية الوطنية للنفط والغاز الطبيعي وشركة "مبادلة" للتنمية وقعتا اتفاقية تعاون استراتيجي في استكشاف وإنتاج النفط.
وبحسب الاتفاقية فان الجانبين سيتعاونان في استثمارات حقول النفط والغاز الطبيعي خارج الإمارات العربية المتحدة، وخدمات المشاريع المعنية بما فيها المشاريع العادية البرية والبحرية والغاز الطبيعي المسال.
وأورد التقرير نبذة عن شركة مبادلة للتنمية قال فيه انها شركة مملوكة للدولة في الإمارات ، تغطي مجالات أعمالها التجارية النفط والغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والمعلومات والاتصالات وأشباه الموصلات والمعادن والتعدين والرعاية الصحية.
من ناحيته قال عميد إدارة الأعمال البروفيسور دونغ شيو تشينغ، في جامعة الصين للنفط في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية ان التحولات الاقتصادية لا يمكن فصلها عن موارد الدولة ، وبالتالي فإن دولة الإمارات وغيرها من الدول الأخرى المنتجة للنفط ليست استثناءا.
وأضاف ان هذه الدول كانت تعتمد في الماضي على إنتاج وتصدير النفط الخام والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الطبيعية فقط ، لكنها اليوم تسعى لدخول مجال الصناعة الكيميائية والتكرير وغيرها من سلسلة الصناعات التحويلية الأخرى ، ولتحقيق ذلك؛ يبرز فضاء واسع لتكامل الميزات مع الصين.
وبدوره أشار دونغ شيو تشينغ إلى أن دولة الإمارات وغيرها من الدول المنتجة للنفط التي تسعى للتحولات الاقتصادية تهتم بالسوق السياحية الصينية الضخمة.
ويعتقد الخبير أن الصين التي تتمتع بقدرة إنتاجية للبنية التحتية يمكن أن تساعد هذه البلدان الغنية المنتجة للنفط على تحسين قدرة استقبال السياح من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين سيجلب عددا كبيرا من الضيوف لقطاعاتها الخدمية أيضا.
وتتفوق الإمارات في جودة بنيتها التحتية على العديد من دول العالم، ما يجعل وضع التعاون الفني وتبادل الأفراد على جدول الأعمال أمرا طبيعيا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn