القاهرة 11 ديسمبر 2015 / في تحد للعادات الاجتماعية في مصر، امتهنت عبير مصطفى حرفة "حلاقة رجال"، وأصبح لديها صالونا شهيرا يرتاده زبائن من مختلف الجنسيات.
وتقتصر مهنة الحلاقة أو تصفيف شعر الرجال على الذكور فقط لأسباب اجتماعية ودينية، لكن عبير وقليلات من زميلاتها استطعن كسر التابوهات باحترافهن المهنة.
وقالت عبير (43 عاما)، لوكالة أنباء (شينخوا)، " أعمل في هذه المهنة منذ 20 عاما.. كنت مساعدة حلاق لسنوات.. إلى أن استطعت فتح محل خاص بي منذ عامين فقط ".
وعبير من جذور صعيدية، من محافظة سوهاج حيث التقاليد الصارمة، وتعلمت الحلاقة على أيدي أقارب للعائلة، لم يستمروا في المهنة.
وتابعت: من عامين فتحت محل في حي مدينة نصر بالقاهرة، ولم أجد حتى الآن أي صعوبة مع الزبائن لأنهم متفتحين.
وأردفت " قبل ذلك كنت أعمل في محلات للآخرين في حيي الزمالك والمهندسين (بمحافظة الجيزة)".
وتؤدى عبير جميع الخدمات لزبائنها الرجال من قص شعر الرأس، وتهذيب الذقن، وتنظيف بشرة الوجه، وصبغة الشعر، وإجراء باديكير لتنظيف الأظافر، كما أن تذهب لمنازل زبائنها لتقديم خدماتها إذا طلبوا ذلك.
" بدايتى كانت باديكير رجالي، ثم انتقلت للحلاقة الرجالي، لم اعمل في مجال النساء مطلقا"، هكذا قالت عبير.
وعن مدى موافقة عائلتها على طبيعة عملها، ردت " عندي ولدين مصطفى (15 عاما) وعبير (10 سنوات) وزوجى مهندس كمبيوتر، وهو الذي اقنعنى بفتح هذا المحل ".
" لو أنتِ مقتنعة افتحي المحل، المهم تقدري تغطي التكاليف "، هذا هو رد زوجها عليها.
وأشارت عبير التي ارتدت الحجاب أخيرا، إلى أن زميلات لها فتحن صالونات حلاقة رجالي، لكنهن فشلن، مضيفة " نحن قليلات جدا، وأنا الوحيدة في مدينة نصر التي فتحت كوافير رجالي، ولى صديقة كانت تعمل في محل زوجها حتى تعلمت المهنة وأصبحت تديره ".
وحول الصعوبات التي تواجهها في هذه المهنة، قالت إنها تضطر إلى المكوث في المحل حتى الساعة الـ12 وأحيانا حتى الثانية صباحا، ما يؤثر سلبا على البيت.
وتابعت إن بعض الزبائن يستغربون أن سيدة هى التي تقص شعرهم، وبعضهم يقول لي أريد حلاق، وآخرون تقول لهم زوجاتهم لا تذهب لهذا المحل.
وتضيف: الزوجة التي تقول لزوجها لا يذهب لمحلي لها وجهة نظر وأنا احترمها.
لكنها توضح أنها لا تهتم بنظرة الناس للمهنة، كما أن أغلب الزبائن يدعموها ويشجعونها على العمل، وبعضهم يأتى إليها من مناطق أخرى مثل حي التجمع الخامس، فضلا عن زبائن من جنسيات أخرى لبنانية وعراقية وخليجية.
وأشارت إلى أن حلق الشعر يتكلف 40 جنيها، وأن الأسعار ثابتة لا تختلف حسب جنسية الزبون.
وتحدد عبير طريقة حلق الشعر، قائلة " انا اختار الحلقة التي تناسب وجه الزبون، فلو الوجه طويل لا ينفع اقص قصة تطول الوجه أكثر، ولو الوجه مدور فلن نقص له بطريقه تجعله ممتلئ".
وحول عدد العاملين في المحل الخاص بها، قالت " ابنى يعمل معي ويفتح المحل صباحا، بجانب الدراسة، واثنين من الحلاقين".
وعن فرص فتح صالون للنساء، أكدت " لن أفتح محل حريمي لأني لا أعرف اشتغل حريمي، كما أن النساء متعبين في طلباتهن، ويفتعلون مشاكل " بينما طلبات الرجال يسيرة.
وتمنت عبير أن تتمكن مع الوقت من افتتاح فروع لمحلها الرجالي بمناطق مختلفة في مصر، مضيفة " سعيدة في مهنتي، وسعيدة من دعم زوجي لي، فلولاه لن يكون عندي محل ".
واعتبرت أن قصة شعر الملحن حسن الشافعي هى الأشهر في مصر خلال العام الحالي.
وعن سبب إقبال الرجال على المحل الخاص بها، قالت إن الرجل يحب يحلق أمام حلاقة لأنها تراه بعين المرأة.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn