بقلم /سون سينغ جيه، استاذ بمعهد الدبلوماسية العامة بجامعة جيلين
اختفت يوم 31 اكتوبر طائرة روسية مدنية من الرادار بعد 23 دقيقة من اقلاعها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج فى روسيا وعلى متنها 224 راكبا، ولم ينجُ أي من ركاب الطائرة من الحادث . وأعلن تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم " الدولة الإسلامية "على موقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، في حين نفت كلا من الحكومة الروسية والمصرية احتمال تعرض الطائرة الى اطلاق نار ، وإنما من المرجح ان تكون الطائرة قد سقطت نتيجة عطل فني. ومنذ ان تحطمت الطائرة MH17 العام الماضي الى تحطم الطائرة الروسية اليوم، اصبح امن الطائرات المدنية مرتبطا على نحو متزايد مع السياسة الدولية. وفي ظل الوضع في الشرق الاوسط والتغيرات الراهنة، من المرجح ان يؤدي مأساة تحطم الطائرة الروسية المدنية الى سلسة من ردود الفعل.
تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة الروسية المنكوبة ، والتحقيقات حول اسباب وقوع الحادث جارية. لماذا يتبنى تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية " مسؤولية اسقاط الطائرة؟
هناك اعتباران على الاقل دفع تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم " الدولة الإسلامية" الى تبني مسؤولية اسقاط الطائرة الروسية المدنية: اولا، اعلان تنظيم " الدولة الاسلامية " مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية، وانه جاء انتقاما وردا على التدخل الروسي في سوريا، ومحاولة ارعاب بوتين والشعب الروسي، بسبب العمليات الجوية الروسية في سورية، التي شهدت خلال شهر منذ بدئها أكثر من الف طلعة جوية، وتدمير ما يقرب من الفي موقع لتنظيم" الدولة الاسلامية "في سوريا .ثانيا، اعلان تنظيم " الدولة الاسلامية " مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية هو ايضا بمثابة اعلان للعالم الخارجي عن قدراته العسكرية وان الضربات الجوية الامريكية والروسية والقوى الكبرى الاخرى لن تكسره وإنما تزيده قوة، والأسوأ من ذلك ، تبرز سيطرة التنظيم على الاجزاء السورية والعراقية وشبه جزيرة سيناء، وانه بات يشكل تهديدا لأمن الطيران المدني. ويمكننا القول أن تنظيم " الدولة الاسلامية" يتخذ حادث تحطيم لطائرة الروسية المدنية كفرصة للمقامة النفسية ، ولكن، اتخاذ مثل هذا الحادث المأساوي فرصة لأغراض سياسية، يكشف عن وجه التطرف ايضا.
نفت الحكومة الروسية والمصرية أن يكون تنظيم " الدولة الإسلامية " وراء سقوط الطائرة لأنها كانت على ارتفاع 30 ألف قدم ، في حين أن تنظيم " الدولة الاسلامية " يمتلك الغام جوية قادرة على الوصول إلى الطائرات المقاتلة على ارتفاع يفوق 10000 متر. و اصبح امتلاك تنظيم " الدولة الاسلامية" للأسلحة المضادة للطائرات البعيدة المدى نقطة رئيسية. وإذا تأكد من امتلاك التنظيم لهذا النوع من الاسلحة، فإن احتمال تعرض المقاتلات الامريكية والروسية ودول الاخرى التي تنفذ ضربات الجوية في سوريا الى اسقاط أمر وارد. كما أن امتلاك تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" هذه الطاقة يكشف عن ثغرات امنية في مصر. وبناءا على هذا ، نفت الحكومة الروسية والمصرية ان يكون حادث تحطم الطائرة له علاقة بتنظيم " الدولة الاسلامية".
هل سيثير حادث تحطم الطائرة الروسية المدنية هذه المرة سلسلة من ردود الفعل الدولية مثل ما اثار تحطم طائرة MH17 ؟ لنراقب وننتظر . وسواء ان كان تنظيم " الدولة الاسلامية" وراء حادث تحطم الطائرة الروسية المدنية المأساوي او عدمه ، فإن التنظيم قد اصبح عدو روسيا، وبالتالي سيزيد بوتين من اجراءات محاربة التنظيم. وبالإضافة الى الضربات الجوية، ارسلت روسيا مستشارين عسكريين الى سوريا، وستعتمد إمكانية نشر القوات البرية في المرحلة المقبلة على السبب الحقيقي للحادث. وإذا تم التأكد من أن تنظيم " الدولة الاسلامية" وراء تحكم الطائرة الروسية فإنه سيكون بمثابة "11.9" الروسية، ولا يمكن لبوتين ان يتجنب اجراء عمليات مكافحة الارهاب. وستتبنى امريكا والدول الغربية الاخرى موقفا مختلفا من العمل العسكري الروسي في سوريا. على الاقل حتى الان، بوتين غير مستعد لخوض حرب طويلة ضد الارهاب في سوريا.
إن تحطم الطائرة الروسية المدنية في الوقت الذي بدأت فيه محادثات فيينا حول الازمة السورية تجمع روسيا وأمريكا ودول أخرى، يكشف مخاطر العمليات العسكرية الفردية التي تقوم بها الدول الكبرى ضد تنظيم " الدولة الاسلامية". ولكن، يكشف ايضا عن ان التحالف الدولي لمكافحة الارهاب بات اكثر الحاحا، حيث أن امتلاك تنظيم " الدولة الاسلامية " صواريخ متوسطة المدى يشكل تهديدا لأمن الطيران المدني الدولي، ومن شانه ان يشكل تهديدا للمنشآت النفطية في الشرق الاوسط، كما من المرجح جدا ان ينعش اسعار النفط العالمية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn