لندن 22 أكتوبر 2015 / وقعت الصين وبريطانيا مجموعة من اتفاقيات العمل بقيمة مليارات الدولارات أمس الأربعاء في ظل عمل البلدين على بدء "عصر ذهبى" للعلاقات الثنائية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقر رئيس الوزراء فى 10 داونينج استريت إن الوقت مناسب الآن للجانبين لتعميق العلاقات الثنائية والتعاون متبادل النفع في ظل دخول "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بينهما عقدها الثاني.
وبعد المحادثات شهد كلاهما توقيع سلسلة من الاتفاقيات. وقال كاميرون إن تلك الاتفاقيات تقدر قيمتها بنحو 40 مليار جنيه استرليني (حوالي 62 مليار دولار أمريكي) وتشمل اتفاقية هامة لبناء محطة طاقة نووية في هينكلي بوينت.
وفى حضور شي وكاميرون قامت الشركة الصينية العامة للطاقة النووية وشركة كهرباء فرنسا بتوقيع اتفاقية استثمارات استراتيجية تسهم فيها الشركة الصينية بنسبة 33.5% في حين تسهم شركة الكهرباء الفرنسية بنسبة 66.5% في مشروع الطاقة النووية في هينكلي بوينت في سومرست.
وقال شي في إشارة لمشروع الطاقة النووية "إنه مشروع شديد الأهمية للتعاون بين بلدينا خلال الأعوام الأخيرة وسيؤدي لمزيد من التعاون العملي في هذا المجال بين الجانبين".
ووصف كاميرون الاتفاقية "بالتاريخية" نظرا لأن هذا المشروع سيوفر طاقة بأسعار معقولة وبشكل منتظم لقرابة 6 ملايين منزل وسيخلق 25 ألف فرصة عمل.
وقال خه يو رئيس الشركة الصينية العامة للطاقة النووية لوكالة أنباء (شينخوا) إن الاتفاقية يمكن أن تعزز القدرات النووية للصين في الأسواق المتميزة في أوروبا وأن توفر فرصة للشركات الصينية للمشاركة بشكل كامل في بناء وإدارة محطات الطاقة النووية البريطانية.
وقال "إن هناك فائدة ثلاثية تتحقق بشراكة الطاقة النووية بين الصين وفرنسا وبريطانيا"، وأرجع الاتفاقية للعلاقات متزايدة الأهمية بين الصين وبريطانيا.
وقال ديفيد ايلمز الأستاذ في كلية وورويك للأعمال في بريطانيا إن هذا المشروع سيؤدي لموجة من الاستثمارات الصينية في صناعة الطاقة البريطانية.
وقال ايلمز لوكالة شينخوا "إنه أول مشروع في خطط الحكومة البريطانية لإنشاء سلسلة من محطات الطاقة النووية الجديدة تحل محل القديمة الموجودة حاليا، وأن مشاركة الشركات الصينية منذ البداية خطوة هامة في تحديد فريق الشركات المشاركة في المشروع".
وقد شهد التعاون الاستثماري والتجاري بين الصين وبريطانيا زيادة سريعة برغم تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وأصبحت بريطانيا ثاني أكبر مستثمر فى الصين ضمن دول الاتحاد الأوروبي وكذلك ثاني أكبر شريك تجاري ومقصد استثماري للصين في الاتحاد الأوروبي في حين أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لبريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2014 تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين وبريطانيا للمرة الأولى 80 مليار دولار أمريكي حيث تضاعفت واردات الصين من بريطانيا خلال خمسة أعوام.
وحققت الاستثمارات المتبادلة بين الصين وبريطانيا نموا سريعا. وارتفعت الاستثمارات الصينية فى بريطانيا بمعدل سنوي 71.7% خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وفي العام الماضي ارتفعت الاستثمارات البريطانية في الصين بنسبة 87.6% على أساس سنوي وهو أسرع معدل بين دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية.
وتعد شركة هواوي من المستثمرين الرئيسيين في بريطانيا، وقام شي بزيارة مقرها هناك بعد ظهر أمس .
وتمتلك الشركة الصينية العملاقة 15 مكتبا موزعة في أنحاء بريطانيا يعمل بها أكثر من 1100 موظف. وتدعم حاليا 7400 وظيفة مباشرة وعبر سلسلة الإمداد الخاصة بها في بريطانيا.
وأعلنت مجموعة جيلي الصينية التي أنقذت شركة تاكسي لندن الشهيرة في عام 2013 عن خطتها لتطوير جيل جديد من سيارات التاكسي الأسود صديقة للبيئة.
إضافة إلى ذلك وقعت مؤسسة هواديان الصينية اتفافية بيع وشراء مع شركة بريتش بتروليم البريطانية الرائدة للنفط من أجل شراء مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
وفي توسيع للشراكة الدولية الحالية دخلت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط وشركة بريتش بتروليم امس فى اتفاقية إطارية حول التعاون الاستراتيجي تغطي التنقيب والإنتاج المحتمل للغاز الصخري في مقاطعة سيتشوان الصينية ومشروعات مستقبلية لبيع التجزئة للوقود في الصين وغيرها من الشراكات الدولية.
وأعلنت شركة رولز-رويس عن اتفاقية مع شركة طيران (اتش ان ايه) الصينية لتوفير محركات ترنت 700 لتشغيل 20 طائرة من طراز ايرباص ايه 330.
وقال كاميرون ان "وجود علاقات قوية يصب في مصلحة البلدين، ليس فقط بسبب الاستثمارات والوظائف وارتفاع مستويات معيشة للشعبين نتيجة لذلك برغم أهمية تلك الأمور".
وقال رئيس الوزراء "كلما كان بيننا تبادل تجارى كان لكل منا مصلحة فى نجاح الآخر ، وفهمنا بعضنا البعض وأمكننا أن نواجه المشكلات التي تواجه عالمنا اليوم معا".
وتصدر التعاون المالي الطريق لتقارب البلدين. وكانت بريطانيا أول بلد أوروبي يتقدم بطلب عضوية في البنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية. ووقع البلدان اتفاقية لتبادل العملة وقامت الصين بإنشاء بنك مقاصاة للرنمينبي في لندن.
وأصبحت بريطانيا أول دولة خارج آسيا تحصل على حصة استثمارية أولية فى برنامج المستثمر المؤسسى الأجنبى المؤهل بالرنمينبى وأول دولة غربية تصدر سندات سيادية باليوان وأول دولة متقدمة تدرج الرنمينبي في احتياطي النقد الأجنبي لديها.
وبالعودة إلى عام 2012 أطلقت لندن رسميا خطة مركز أعمال الرنمينبي. ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد أهم مراكز تداول الرنمينبي وأحد أهم أسواقه في الخارج.
وقال شي للصحفيين "ستصدر الصين فى لندن سندات سيادية بالرنمينبي خارج الصين للمرة الأولى وسيصدر بنك الشعب الصيني سندات في بريطانيا بقيمة 5 مليار رنمينبي (حوالي 788 مليون دولار).
وقال شي "سيتم إصدار أول سند أخضر للرنمينبي في بريطانيا".
كما اتفق البلدان أيضا على دمج مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين مع مشروع "نورثرن باورهاوس" البريطاني.
وفي مراسم ختام قمة الأعمال بين الصين وبريطانيا امس قال شي إن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين هى مشروع منفتح ومتنوع ومربح للأطراف ويجلب فرصا ضخمة لتنمية الصين والعديد من الدول الأخرى.
تشير مبادرة الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين اللذين اقترحهما شي عام 2013 بهدف إحياء الطرق التجارية القديمة.
وتمر شبكة الطرق عبر أكثر من 60 دولة ومنطقة يبلغ تعداد السكان الاجمالي لها 4.4 مليار نسمة.
وقال شي إن المبادرة لا تغطي فقط الدول على طول الممرات القديمة وانما تربط أيضا الدوائر الاقتصادية لدول آسيا والمحيط الهاديء وأوروبا وأفريقيا وأوراسيا.
وقال الرئيس الصيني "هناك إمكانات هائلة للصين وبريطانيا لتعزيز التعاون داخل شبكة الحزام والطريق".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn