بكين 24 سبتمبر 2015/هل تريد وظيفة ؟ إن الشركات الصينية تستقطب عاملين.
فى الساعة 7:30 صباحا تكون أماكن انتظار السيارات مكتظة لدرجة يصعب معها إيجاد مصنع ميتشجان للأنظمة إيه 123, وهو مصنع أمريكى يقوم بصنع البطاريات المتقدمة حيث تكون وردية الصباح قد بدأت بالفعل .
وكان مصنع إيه 123 الذى استحوذت عليه مجموعة وانشيانغ ,أكبر شركة صينية لصنع قطع غيار السيارات,فى أوائل عام 2013 , هو صاحب الريادة فى تطوير وتصنيع بطاريات الليثيوم - ايون المتقدمة وقد أنقذ من الإفلاس . وعاد عماله المسرحون إلى العمل و تم استقطاب المزيد من العمال .
ولم تكن وانشيانغ فريدة من نوعها . فإن حشدا من الشركات الصينية المدعومة بسوق محلى هائل وتعطش أمريكى لرأس المال لحفز التعافى من الأزمة المالية لعام 2008 ,قام بمجموعة من الاستحواذات والاستثمار فى الولايات المتحدة لتطور علامات تجارية محلية وتخلق وظائف .
والأمر الأكثر أهمية أن خلق الوظائف هو مجرد واحد من النتائج المشجعة من الاستثمارات الصينية .
وإن ارتباط الأموال الوفيرة وقنوات التوزيع الصينية بالتكنولوجيا المتقدمة وخبرات الادارة الأمريكية قد شحذت ايضا القدرات التنافسية للمجموعات المدمجة لتنتج أثرا يجعل جمع واحد زائد واحد أكبر من اثنين .
إنقاذ شركات أمريكية مهددة بالموت واستعادة الحيوية
داخل مصنع أنظمة ايه 123 ينشغل العديد من خطوط الانتاج العاملة على مدار 24 ساعة فى الدوران وإخراج منتجات جديدة متألقة وهو مشهد يجعل من الصعب على المرء أن يصدق ان الشركة قد غرقت فى الافلاس بسبب تمزق سلسلة رأس المال منذ ثلاث سنوات مضت .
وبعد عام واحد فقط من الاستحواذ تمكنت وانشيانغ من تحويل الشركة الى الربحية وانقذت اكثر من 500 وظيفة . ومؤخرا اعلنت وانشيانغ ايضا عن استثمارات بلغت قيمتها 300 مليون دولار لتوسيع منشآت الانتاج فى ميتشجان .
كما أن صناعات جرين فيلد فى ولاية ساوث كارولينا التى كانت تقوم بدور قيادى فى صناعة الآلات القاطعة استحوذت عليها مقابل 20 مليون دولار شركة الآلات القاطعة (تى دى سى) التى تتخذ من الصين مقرا لها فى عام 2009 عندما كانت الشركة الأمريكية تحتضر ويعمل بها 116 من العاملين فقط.
ويتذكر شريف كارتر أحد العاملين انه فى أول الأمر " كنا نشعر بقلق ونستمع الى اشياء مختلفة عبر التليفزيون حول محاولة الصينيين شراء كل شىء .وكنا جميعا نشعر بقلق من أنهم سيجلبون مجموعة عاملين تابعين لهم ويستبعدوننا مما يجرى , ولكن ذلك لم يحدث ".
وقال كارتر " ان مايجرى أشبه بالجو العائلى وهو أمر مذهل فى الحقيقة ".
والآن فإن صناعات جرين فيلد قد أعيدت الى الحياة مرة اخرى واصبح لديها الان 350 مستخدما فى جدول الرواتب .
ان مصنع ايه 123 وصناعات جرينفيلد هما نموذج لسلسلة من القصص الناجحة للاستثمارات الصينية فى الولايات المتحدة .
وطبقا لدراسة جرت مؤخرا فإن الاستثمارات الصينية فى الشركات الأمريكية تبلغ الآن اجمالا 50 مليار دولار و يتوقع ان يصل هذا الرقم الى 200 مليار دولار بنهاية هذا العقد .
كما ان الاحصاءات التى نشرتها مؤخرا وزارة التجارة الصينية اظهرت ان الاستثمارات الصينية تدعم الآن ما يقرب من 80 ألف وظيفة بدوام كامل ,بما يمثل زيادة 5 مرات فى السنوات الخمس الماضية .
ان الوظائف ليست بالتأكيد النعمة الوحيدة التى جاءت مع الاستحواذات .
ففى عام 2013 استثمرت مجموعة (كير) لتصنيع المنسوجات الصينية 218 مليون دولار لبناء مصنع يقوم بصنع الخيوط الصناعية فى ولاية ساوث كارولينا المركز الرئيسى السابق ل " ممر المنسوجات الجنوبى " الذى فقد آلاف الوظائف فى مد العولمة منذ فترة الثمانينات .
واتبع مصنع للصباغة والطباعة ومصنع للقطن خطوات (كير) فى إقامة منشآت فى موقع قريب والمساهمة فى إعادة احياء الصناعة بالولاية.
وفى وقت سابق من هذا الشهر فى حفل الإعلان عن خط تجميع جديد تستثمر فيه شركة قاطرات السكك الحديدية الصينية فى اسبرينجفيلد بولاية ماساتشوسيتس ,قال عمدة اسبرينجفيلد دومينيك سارنو ان المشروع سوف يساعد فى احياء الصناعة المحلية وضخ حيوية جديدة لاقتصادها .
وقال تشارلى بيكر حاكم ماساتشوسيتس أيضا "اننى أعتقد أن المشروع لديه إمكانية أن يصبح معلما بارزا حقيقيا بالنسبة لاسبرينجفيلد وغرب ماساتشوسيتس ", و"يعيد التصنيع الى المنطقة ".
عندما يجتمع رأس المال الصينى مع الخبرات الفنية والابتكارية والتنافسية الأمريكية
فى الحقيقة ان الاستثمارات الصينية لم تقتصر فقط على مساعدة المشروعات الأمريكية المحتضرة على الصمود .فالاندماجات مكنت الشركات من كلا الجانبين على تحفيز قدراتها التنافسية وضمان المنافع المشتركة عن طريق التعلم بعضها من بعض والتكامل فيما بينها والتحوط من الخسائر.
وقال نى بين رئيس وانشيانغ أمريكا لوكالة أنباء (شينخوا) مؤخرا ان السر وراء اعادة احياء وتطوير مصنع إيه 123 هو المزج بين التقنية الامريكية والسوق الصينية الكبيرة, حيث ان ما يقرب من 70 فى المائة من منتجات الليثيوم- ايون من مصنع ايه 123 توجه الى الصين التى يتوقع أن تصبح اكبر سوق للمركبات الكهربائية فى العالم خلال أعوام .
وقال وان لونغ رئيس شركة شوانغهوى, أكبر منتج للحوم الخنزير فى الصين التى اشترت سميثفيلد فودز نظيرتها فى الولايات المتحدة فى عام 2013 ,إن الاستحواذ وفر لسميثفيلد سوقا صينية ضخمة عن طريق شبكة توزيع شوانغهوى فى الوقت الذى تمكنت فيه شوانغهواى من الحصول على منتجات أمريكية عالية الجودة وذات أسعار تنافسية وآمنة فضلا عن افضل ممارسات الشركة الأمريكية وخبرتها التشغيلية .
واضاف وان " ان هذا المزج خلق شركة ذات مجموعة لاتبارى من الأصول والمنتجات والانتشار الجغرافى " .
وما يستحق الذكر ان الشركات الصينية المتقدمة قد سعت جاهدة الى تحسين الشركات المدمجة عن طريق الاستفادة الكاملة من مميزات نظيراتها الأمريكيات .
وبعد الاستحواذ على قسم الكمبيوتر الشخصى بشركة (آى بى أم) فى عام 2005 فإن شركة (لينوفو) الصينية لتكنولوجيا المعلومات احتفظت بثقافة (آى بى أم) وهيكلها واستبقت مركزيها للتشغيل -- واحد فى موريسفيل بولاية نورث كارولينا والآخر فى بكين مع الاحتفاظ بأغلب عناصر الإدارة .
وقال يانغ يوان تشينغ رئيس مجلس ادارة لينوفو لوكالة أنباء رويترز فى ابريل " لقد أنفقنا الكثير من الطاقة على الجمع بين ثقافتينا مثلما حدث فى عملياتنا ووظائف الأعمال " .
وبعد عشر سنوات أصبحت (لينوفو) أكبر شركة لصناعة الكمبيوتر الشخصى فى العالم وتثير دهشة العالم بدخل تشغيلى ينمو بمعدل 28 فى المائة فى العام .
وبالاضافة الى ذلك فإن الشركات الصينية حولت ايضا استراتيجياتها واستثمرت بكثافة فى البحوث والابتكار للمدى الطويل والتنمية المستدامة .
وأظهرت دراسة أجرتها مجموعة (روديوم) أن حصة من الاستثمارات الصينية تتزايد سريع تتجه الآن صناعات اكثر تقدما وشديدة الاعتماد على الابتكار مثل قطاعات التكنولوجيا المتقدمة .
وفى الربع الأول من عام 2014 وحده اعلن المستثمرون الصينيون عن ابرام اتفاقات فى التكنولوجيا المتقدمة تبلغ قيمتها اكثر من 6 مليار دولار تشمل الاستحواذ الذى اثار اهتماما واسعا من جانب لينوفو لشركة موتورولا موبيليتى ووحدة الحاسوب الخادم اكس 86 التابعة لشركة آى بى أم واستحواذ وانشيانغ على شركة فيسكر لصناعة السيارات الكهربائية .
تجدر الاشارة الى ان الشركات المملوكة للصين شهدت ايضا زيادة كبيرة فى الإنفاق على البحوث والتطوير فى الولايات المتحدة من قرب الصفر فى عام 2007 الى 31 مليون دولار فى عام 2009 ومايقرب من 366 مليون دولار فى عام 2011 .
مستقبل عظيم بالرغم من العقبات
وبالرغم من ذلك فإن الاستثمار فى الولايات المتحدة ليس طريقا تحفه الزهور . ففى جهود الدخول الى السوق الامريكية تواجه الشركات الصينية متعددة الأطراف تواجه مخاطر لا يمكن تجنبها وشكوكا وعقبات .
وقد خسرت الشركات الصينية 36.8 مليار دولار من عام 2005 الى 2013 بسبب عدم معرفتها اساسا بالبيئة التنظيمية والثقافية المحلية , وفقا لشركة تشاينا جلوبال انفستمينت تراكر الصينية التى أسسها مشاركة ,معهد امريكان انتربرايز ومؤسسة هيريتاج الأمريكيتين .
وقال فيكتور يوان النائب الأول لرئيس لمؤسسة سانى للصناعات الثقيلة " ان الاستثمار فى السوق الامريكية اتجاه كبير, ولكن يتعين عليكم عمل بحوث سوقية جيدة قبل الدخول او سوف تفقدون أموالا هنا ".
وفى الوقت نفسه فإن المنظمين والمشرعين الامريكيين الذين لديهم شكوك أو حتى وجهات نظر متحيزة تجاه الشركات الصينية قد فرضوا عمدا قيودا لمنع دخول الشركات الصينية الى قطاعات مثل الطاقة والنقل . بل ان من الأصعب بالنسبة للشركات المالية الصينية ان تبحث فى السوق الامريكية المفتوحة.
وقال شو تشن رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذى لبنك الصين بالولايات المتحدة " ان المنظمين والمشرعين الامريكيين ليس لديهم فهم دقيق لقطاع المال الصينى ولاتزال لديهم وجهات نظر متحيزة تجاه الشركات المالية الصينية ".
بيد انه لا الشكوك ولا القيود يمكنها ان تمنع علاقات الأعمال الصينية الأمريكية من النمو .
وفى وقت سابق من هذا الشهر فإن اتحادا يقود مجموعة السكك الحديدية الصينية وشركة اكسبريس وست انتربرايس وقعا على اتفاق لبناء خط حديدى فائق السرعة يربط بين لاس فيجاس ولوس أنجليس.
وان اول مشروع خط حديدى فائق السرعة فى الولايات المتحدة بتمويل صينى هو آخر تجسيد لعلاقات أعمال صينية أمريكية أكثر عمقا .
ودون شك فإن علاقات الأعمال سوف تستمر فى النمو . وفى اجتماع مائدة مستديرة للرؤساء التنفيذيين الصينيين الأمريكيين فى سياتل يوم الأربعاء, دعا الرئيس الصينى الزائر شى جين بينغ الى تعزيز التعاون المربح للجانبين بين البلدين . وكانت سياتل المحطة الاولى فى زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس الصينى للولايات المتحدة من 22 الى 25 سبتمبر .
وقال شى " ان استثمار الشركات الصينية فى الولايات المتحدة يتزايد فى السنوات الاخيرة ويخلق عددا كبيرا من فرص الوظائف فى الدولة "الى جانب أشياء أخرى .
وأضاف " اننا ندعم انشاء الشركات الامريكية الكبيرة مراكز اقليمية او مراكز بحث وتطوير فى الصين ونشجع المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على توسيع الاعمال فى الصين . وفى الوقت نفسه فان الصين سوف تواصل زيادة استثماراتها فى الولايات المتحدة " .
وذكر شى وهو يشدد على ان التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى الامريكى يحقق المنفعة المشتركة فى طبيعته , ان هناك فرصا جديدة تواجه الصين والولايات المتحدة وان عليهما تعميق التعاون الاقتصادى الثنائى لصالح تنمية البلدين ورخاء العالم .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn