الأجواء العربية تخيم على مقاطعة نينغشيا الصينية

سامي القمحاوي، صحفي جريدة الأهرام

تخيم الأجواء العربية على مدينة ينتشوان، عاصمة مقاطعة نينغشيا (نينشيا) ذاتية الحكم شمال غرب الصين، حيث تتزين الشوارع الرئيسية بأعلام الدول العربية، وعلم الجامعة العربية، كما ازدادت نسبة إشغالات الفنادق بأعداد كبيرة من الضيوف العرب، الذين جاءوا للمدينة لحضور الدورة الثانية من معرض الصين والدول العربية، الذى ينعقد خلال الفترة من 10 إلى 13 من سبتمبر الجارى، تحت شعار "إحياء روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصينى العربى".

وتشمل فعاليات المعرض حفل الافتتاح، وفعاليات خاصة بمملكة الأردن، ضيف شرف دورة هذا العام، بحضور الملك عبد الله الثانى، عاهل الأردن، لتعزيز تعريف الصينيين بالثقافة الأردنية ودفع التبادل الثنائى بين البلدين. وتتضمن الفعاليات أيضا القمة الصينية- والعربية للصناعة والتجارة، ومنتدى طريق الحرير على الإنترنت، ومنتدى التعاون الصيني-العربي للصحة، ومؤتمر الوكالات السياحية الصينية والعربية، ومؤتمر التعاون الصينى والعربى فى نقل التكنولوجيا والإبداع .

ويعد معرض الصين والدول العربية، الذى تنظمه حكومة مقاطعة نينغشيا (وتنطق بالصينية نينشيا) ذات الأغلبية المسلمة من قومية هوى (وتنطق خوى)، بالتعاون مع وزارة التجارة الصينية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، تتويجا لتطور العلاقات بين الصين والدول العربية، واتفاقية المنتدى العربى الصينى للتعاون، التى وقعها الرئيس الصينى السابق هو جينتاو فى مقر جامعة الدول العربية خلال زيارته للقاهرة عام 2004.

وتولى الصين أهمية كبيرة للمعرض، وتعتبر نينغشيا منصة للتعاون مع الدول العربية، وجذب الاستثمارات العربية إلى الصين، ونقطة مهمة فى طريق الحرير للربط بين الصين والدول العربية، وكان مجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء) قد أدرج معرض الصين والدول العربية إلى قائمة المنصات المهمة فى بناء "الحزام والطريق" فى مارس الماضى، كما فعل مع منتدى بوآو الآسيوى، ومعرض الصين والآسيان .

واستعدادا للدورة الجديدة من المعرض تم استكمال بناء المركز الدولى للمؤتمرات فى نينغشيا، على مساحة 75 ألف متر مربع، بارتفاع 45 مترا، لاستضافة فعاليات المعرض، وليكون مركزا دائما لتقديم الخدمات للأنشطة الاقتصادية والتجارة الدولية والنشاطات الثقافية والمنتديات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة.

وحول أهمية المعرض الصينى العربى لمصر قال الدكتور أيمن على عثمان، الوزير المفوض التجارى رئيس المكتب الاقتصادى التجارى المصرى فى الصين، الذى اختارته الصين ليشغل منصب نائب الأمين العام للمؤتمر والمعرض التجارى الصينى- العربى: "إن منطقة نينغشيا التى ينعقد بها المعرض ذات أغلبية من المسلمين (قومية هوى)، ويتعلم عدد كبير منهم فى الأزهر، وهم يجلون مصر ويحرصون على وجود علاقات متميزة معها، والمعرض يمثل بوابة مهمة لتعريف السوق الصينية بأهم المنتجات المصرية فى مختلف القطاعات، سواء الزراعية أو الصناعية أو السلع المعمرة والبتروكيماويات وغيرها، كما تحضره معظم الدول العربية، وهو فرصة لتنمية التبادل التجارى معها، وزيادة الصادرات المصرية.

وأضاف عثمان فى تصريحات خاصة لـ"الأهرام العربى" أن هذه الدورة ستشهد توجيه الدعوة لمصر لتكون ضيف شرف الدورة الثالثة من المعرض عام 2017، وسيتسلم الوفد الممثل لمصر فى المعرض من وزارة التجارة المصرية الدعوة.

من جانبها قالت ليو هوى، رئيسة حكومة منطقة نينغشيا، خلال مؤتمر صحفى، إن المعرض يستهدف توارث الصداقة وتعميق التعاون من أجل التنمية المشتركة بين الصين والدول العربية، مشيرة إلى أن المعرض سيركز على مجالات الاستثمار والزراعة والصحة والإنترنت ونقل التكنولوجيا والسياحة.

وأشارت ليو هوى إلى أن معرض الصين والدول العربية يعمل على خدمة استراتيجية "الحزام مع الطريق" من خلال إنشاء منصة للحوار رفيع المستوى، ومنصة للتعاون الاقتصادى والتجارى، ومنصة للتعاون المالى، ومنصة لتعاون المعلومات، ومنصة تبادل ثقافى.

يذكر أن نينغشيا، التى يسكنها أكثر من 10% من مسلمى الصين البالغ عددهم 22 مليون نسمة، تتمتع بعلاقات ثقافية قوية مع الدول العربية، وتتميز عن غيرها من المقاطعات الصينية بانتشار اللغة العربية فى كل مكان، فأسماء الشوارع على اللافتات تتم كتابتها بالصينية والإنجليزية والعربية، وكذلك أسماء المحلات ومطاعم الأطعمة الحلال المنتشرة، كما يغلب الطابع الإسلامى على المبانى بها، حتى الحديث منها، وبها عدد كبير من المساجد الكبيرة ذات البناء الفخم.

يذكر أيضا أن حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية زاد فى عام 2014 بنسبة 5.2%، بقيمة إجمالية بلغت 251.2 مليار دولار أمريكى، وقد أقامت نينغشيا منذ عام 2010 ثلاث دورات من المنتدى الاقتصادى والتجارى بين الصين والدول العربية، ودورة واحدة من معرض الصين والدول العربية، الذى تقررت إقامته كل عامين ليكون منصة للتعاون الاقتصادى والمالى.