سياسيون وباحثون آسيويون يحثون اليابان على تبني موقف تاريخي صحيح

بكين 11 أغسطس 2015/ في الوقت الذي يحتفل فيه العالم هذا العام بحلول الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية, من المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بيانا ينتظره الكثيرون بشأن الماضي الحربى لليابان. الا انه لا يعرف حتى الآن ما اذا كان سيقر بجرائم الحرب التي ارتكبتها بلاده أو سيعتذر لضحاياها.

ولعقود من الزمن, نفى نشطاء التيار اليميني الياباني قيام بلادهم بأعمال وحشية خلال الحرب العالمية الثانية وقاموا بتحريف الحقائق التاريخية وتبييض وجه مجرمي الحرب سيئي السمعة.

إلا أن هناك حقيقة مقلقة اخرى وهي ان اولئك اليمينيين المتشددين يستجمعون مزيدا من القوة السياسية بالتدريج داخل اليابان. فقد صعد التيار الوطني واليميني المتطرف بشكل اقوى مما كان عليه منذ اعادة انتخاب ابي في منصبه في عام 2012.

وحاول ابي تخفيف القيود الدستورية السلمية التي تمسكت بها اليابان منذ عام 1945 وإعطاء بلاده دورا أكثر فعالية في النزاعات بالمنطقة وخارجها.

وفي غضون ذاته, حث خبراء وسياسيون من الدول الآسيوية اليابان على تبني موقف صحيح من التاريخ بمعني احترام الحقائق والتعلم من دروس الماضي.

وأكدت الصين تمسكها بموقفها بأنه علي اليابان ارسال رسالة "واضحة وصحيحة" بشأن مسؤوليتها عما حدث خلال الحرب وعدم مواصلة مسارها الخاطيء والخطير نحو الوطنية المتشددة.

كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ قد قالت يوم الجمعة "تنتظر الصين ودول اسيوية اخرى بيان الزعيم الياباني المقبل عن كثب," وحثت اليابان على مواجهة تاريخ الحرب التي شنها العسكريون اليابانيون على جيرانهم الآسيويين والتأمل فيها مليا.

وأضافت هوا إنه عبر القيام بذلك فحسب يمكن لليابان تحقيق المصالحة الحقيقية مع جيرانها وتطوير علاقة تتجه نحو المستقبل معهم.

وكررت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جوين -هي دعوتها لآبي الى تبني منظور تاريخي قائم على الحقائق الذي اتبعته الحكومات السابقة في بيانه المرتقب.

وقالت بارك "على الحكومة اليابانية اغتنام الفرصة الهامة بإيضاح انها تتبنى تماما المنظور التاريخي للحكومات السابقة واظهار موقفها الناضج من بدء اجتماعات جديدة مع جيرانها الآسيويين."

وقال بامبانج سوريونو المحلل السياسي الاندونيسي البارز إنه في مناسبات عديدة , قام آبي بأشياء غير ملائمة قولا وفعلا تتعلق بما ارتكبته اليابان خلال الحرب العالمية الثانية مثل وصفه نساء المتعة, النساء والفتيات اللاتي اجبرن على الاستعباد الجنسي على يد الجيش الياباني الاستعماري, بضحايا تهريب البشر, او زيارة ضريح ياسوكوني المثير للجدل.

وقال تسنغ هوي يي الزميل الباحث في معهد الشرق الاوسط بالجامعة الوطنية بسنغافورة إنه لا يتوقع ان يغير ابي موقفه السياسي اليميني لان آبي اقر بأنه يميني متعصب.

وقال تشينغ فنغ نائب رئيس تحرير صحيفة آسيا نيوز تايم التايلاندية ان اليابان اقل الدول ندما على اعمالها السابقة, وحث آبي على وضع اليابان وشعبها في قائمة أولوياته وعدم تكرار ماضي الحرب المدمر.