تعليق: في الذكرى 70 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية .. هل يعتذر شينزو أبي لآسيا؟

ذكر التلفزيون الياباني الحكومي "إن.إتش.كيه" في 12 اغسطس الجاري ان خطاب رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي بمناسبة ذكرى 70 عاما من انتهاء الحرب يتضمن تعبيرات رئيسية، "الندم العميق" ،"الحكم الاستعماري" ، " العدوان" ، " الاعتذار" وغيرها من المواضيع الاخرى. ويعتبر اول تقرير رسمي يحمل رسالة إيجابية.

وكانت وسائل الاعلام اليابانية لا تزال تؤكد اصرار آبي على عدم الحاجة إلى تكرار تعابير من قبيل "اعتذار" و"عدوان" وغيرها من المصطلحات، مشيرة الى ان مضمون كلمة آبي التي سيلقيها بمناسبة الذكرى السبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية لا يتضمن " الاعتذار". ويلقى خطاب أبي اهتمام الرأي العام العالمي لما يتضمنه من دلالات بشأن اتجاه طريق اليابان نحو المستقبل. والواضح أن عدم تضمن الخطاب "اعتذار" و"عدوان" وغيرها من المصطلحات قد تلقي بالقضايا ذات الصلة بالتاريخ ظلالا قاتمة خاصة في ظل ارتفاع الأصوات العامة المناهضة لمشروع قانون الأمن وانخفاض معدل الدعم لحكومته، زد على ذلك، الركود الاقتصادي التي تسببت تراجع حاد في شعبيته، وتعرضه لضغوطات لم يسبق له مثيل منذ توليه منصب رئيس الوزراء .

ومن المرجح ان يقدم ابي بعض التنازلات في خطابه الرسمي في نهاية الاسبوع. لكن، يبقى الخبر مشكوك فيه لافتقار ابي للمعرفة الاخلاقية والمسؤولية السياسية. حيث ان مواقفه الانتهازية وتحريفه للتاريخ المعروفة للجميع، نقطة انطلاق رئيسية لتكييف استراتيجيته على المسالة التاريخية. وهذا يجعلنا نفكر مليا في احتمال تعديل خطابه في آخر لحظة.

لذلك، تتجه اذان العالم الى خطاب" ابي" يوم 14 اغسطس الجاري لسماعه. ولا يمثل الخطاب فهم حكومة ابي للتاريخ الصحيح وإنما يعكس حسابات الحكومة الدقيقة لمصالحها في آسيا والمحيط الهادئ. ولكن رغم ذلك، سيتقبل المجتمع الدولي خطاب أبي اذا ما تمكن التكيف مع اتجاه اسيا والمحيط الهادئ ، كما سيلقى الخطاب ترحيبا كذلك.