بكين 26 يوليو 2015 / قبل 70 عاما وفي يوم 27 يوليو حلقت الطائرات الحربية التابعة لقوات التحالف في سماء اليابان في حين كانت القوات المسلحة اليابانية تحارب بيأس في حقول القتال في الشرق والمحيط الهادئ.
وفي هذا اليوم تحديدا وبدلا من القنابل ألقت الطائرات ملايين المنشورات المكتوب فيها إعلان بوتسدام، وهو إعلان الحلفاء الموقع قبيل يوما واحدا ويحدد شروط استسلام اليابان للحرب العالمية الثانية باللغة اليابانية.
وكان رئيس الوزراء الياباني وقتئذ كانتارو سوزوكي سريعا وفاقدا للقدرة على الرؤية الصحيحة حيث رفض الإعلان في اليوم التالي لتعديل اقتراحات الحلفاء المرفوضة من قبل وبالتالي لا قيمة له، وبعدها شاهد إجبار بلده على إعلان الاستسلام خلال أقل من شهر يوم 15 اغسطس عام 1945 بعد أيام قليلة من مصرع أكثر من 214 ألف شخص في هيروشيما ونجازاكي بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على المدينتين.
وحتى ذلك الوقت قد أدى عدوان الأمبراطورية العسكرية لسقوط عشرات الملايين من الضحايا في الدول المجاورة والداخل. وفي الصين وحدها سقط أكثر من 35 مليون صيني ما بين قتيل ومصاب.
واليوم تبدو تلك الصفحات الدموية للتاريخ قبل سبعة عقود ماض بعيد، لكن إعلان بوتسدام الذي أكد رسميا جرائم العدوان الياباني خلال الحرب العالمية الثانية وحدد المبادئ التي تطالب اليابان بمقتضاها بالتزام الاستقامة بعد الحرب والامتناع عن أية أعمال عدوانية لا زال ساريا وأكثر من ذي قبل.
وهذا الإعلان بمثابة تذكير بوحشية اليابان وقت الحرب وكذلك حجر زاوية هام لتشكيل النظام بعد الحرب في شرق آسيا على مدار السبعة عقود الماضية.
وكما هو الحال في إعلان القاهرة الصادر يوم 1 ديسمبر عام 1943 يعد إعلان بوتسدام أحد أهم الوثائق القانونية الموقعة في نهاية الحرب العالمية الثانية ولعب دورا هاما في حفظ السلام والاستقرار والامتناع عن إحياء النزعة العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ولذلك من المؤسف والمقلق مشاهدة المحاولات المتكررة للجناح اليميني في اليابان للتنصل من الماضي العسكري وتحدي النظام العالمي في حقبة ما بعد الحرب. ومع إحياء العالم الذكرى السبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت محاولاتهم مراجعة التاريخ وتحريفه سافرة أكثر من ذي قبل.
وجاءت أحدث حلقة في تلك السلسلة في مايو الماضي عندما رفض رئيس الوزراء شينزو آبي خلال نقاش بين الأحزاب السياسية اليابانية الاعتراف بحكم إعلان بوتسدام الذي قال إن اليابان شنت قبل أكثر من 70 عاما حرب عدوان.
كما امتنع أيضا عن التعليق حول ما إذا كانت الحرب صحيحة أم خاطئة.
كما وضعت محاولة آبي الضغط لتمرير مشروع قانون جديد لإطلاق القدرة العسكرية الحبيسة لليابان بغض النظر عن المعارضة العامة القوية اليابان على مسار خطير يقترب جدا من مسار النزعة العسكرية.
كما أن التصريحات والأفعال متزايدة العصبية القومية لزعماء اليابان تضع السلام والاستقرار في شرق آسيا وكذلك النظام العالمي لما بعد الحرب في خطر شديد.
ولابد أن يتعلم ساسة الجناح اليميني في اليابان المدينين باعتذار صادق لجيرانهم الآسيويين الذين كانوا ضحايا لفاشية العدوان الوحشي والاستعمار الياباني خلال الحرب العالمية الثانية من التاريخ وأن يفكروا مرتين قبل خداع أنفسهم بالايمان بإمكانية مراجعة وتحريف التاريخ بطريقة تخدع العالم دون أن يتلقوا تحذيرات من جيرانهم.
ويحتاج الأمر لشجاعة فائقة لمواجهة أخطاء الماضي. لكن ثمن عدم القيام بذلك قد لا يكون بسيطا مثلما كان منذ سبعة عقود.
منذ سبعين عاما خسرت اليابان الحرب. وبعد سبعين عاما من ذلك اليوم لا يجب أن تخسر ضميرها أيضا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn