تحقيق إخباري: "الدبلوماسية الثقافية" تجمع الصين وإيطاليا على طريق الحرير الجديد

ميلان ، إيطاليا 22 يوليو 2015/ إنطلق حدث يستمر يومين حول الدبلوماسية الثقافية والصناعات الإبداعية في معرض ميلان الدولي يوم الأربعاء حيث يجمع خبراء صينيين وإيطاليين ليتباحثوا حول الفهم المتبادل والنمو المشترك المتعلق ببناء طريق حرير جديد.

وقال لي تشاو شينغ وزير الخارجية الصيني السابق ورئيس الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة، وهي منظمة غير ربحية تضم مؤسسات وشخصيات ذات صلة في مجال الدبلوماسية العامة، قال إن الصين وإيطاليا تتمتعان بالفعل بتبادلات ثقافية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ولكن إمكانات تحقيق مزيد من الفهم المتبادل مازالت ضخمة.

وذكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "دراسة ثقافات البلدان الأخرى في العالم يعد أمرا جوهريا لتحقيق الصين للتنمية في سلام"، مشددا على أن السلام شرط مسبق لنمو ورخاء البشرية.

ومضي لي في حديثه قائلا إنه دون توافر مناخ دولي سلمي ومستقر، تصبح التنمية أمرا يصعب تحقيقه بالنسبة لأي دولة. ولهذا، فإن الصين لديها تطلع متقد إلى أن تعيش جميع الشعوب وتنمو في ظل مناخ آمن ومستقر.

وتكرس الرابطة الصينية للدبلوماسية العامة نفسها لتحقيق أفضل استفادة من القنوات الشعبية في التبادلات الدولية، وتسعى جاهدة إلى دفع تنمية الدبلوماسية العامة الصينية وتعزيز الصداقة مع البلدان الأخرى في العالم.

وسلط سفير الصين لدى إيطاليا لي روي يويه الضوء على أحدث نموذج للتبادلات الثنائية المثمرة ألا وهو "معرض ميلانو لعام 2015" الذي استضاف منذ افتتاحه في أول مايو سلسلة من الأحداث الصينية الهامة بدءا من العيد الوطني الصيني وحتى أسبوع بكين والعديد من الأنشطة الأخرى التي نظمتها مناطق مختلفة من الصين.

ولفت السفير إلى أن أكثر من مليون شخص من أنحاء العالم زاروا جناح الصين حتى الآن، بالإضافة إلى العدد الهائل من زوار جناحي الشركات الخاص بالصين في هذا المعرض الإيطالي الدولي.

وأكد لي أن "قيمة التبادلات التجارية لعام 2014 بين الصين وإيطاليا تجاوزت 48 مليار دولار أمريكي، بزيادة 10.7 في المائة عن العام السابق له"، مضيفا أن عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى إيطاليا سنويا ارتفع إلى حوالي مليونين من حوالي 250 ألف فقط قبل سنوات قليلة.

وقد صرح فرانسيسكو روتلي، وزير الثقافة السابق بالحكومة الإيطالية والرئيس الحالي لجمعية بريوريتا كولتورا (الثقافة لها الأولوية)، صرح لـ((شينخوا)) على هامش الحدث الذي حضره محاورون من شتي المجالات بما فيها الإذاعة والتليفزيون والأغذية والتصميم والرياضة والإعلام ، قائلا إن "الصين وإيطاليا قوتان عظميان في المجال الثقافي، ليس في التاريخ فحسب، وإنما أيضا في العالم المعاضر".

وأضاف "لقد جمعنا في هذا المؤتمر ممثلين من جميع قطاعات الصناعات الإبداعية الإيطالية والصينية الراغبين في أن يلتقوا ويتعاونوا".

وتعمل جمعية بريوريتا كولتورا على تعزيز دور الدبلوماسية الثقافية باعتبارها أداة جديدة للحوار الدولي والتنمية الإنسانية والحضارية وكذا النمو الاقتصادي، وتشرك في أنشطتها ممثلين معتمدين من عالم الثقافة الإيطالي.

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر في مدينة البندقية، مسقط رأس الرحالة ماركو بولو، يوم الخميس حيث سيقام اجتماع دائرة مستديرة لخبراء من البلدين لبحث مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين.

وقد وقعت خمس مذكرات تفاهم في مختلف المجالات يوم الأربعاء وسيليها التوقيع على اتفاقية هامة بين ميناء نينغبو الصيني وميناء البندقية الإيطالي يوم الخميس.