أوفا، روسيا 10 يوليو 2015 / شهدت قمة مجموعة "البريكس" التي عقدت في مدينة أوفا الروسية الجنوبية الغربية إنجازات مثمرة ومن المتوقع أن تقود تعاون المجموعة في المستقبل القريب والبعيد.
وأظهرت القمة، مع تبني العديد من الوثائق التوجيهية مثل إعلان أوفا واستراتيجية لشراكة بريكس الاقتصادية، قرار بلدان البريكس على تعميق التعاون العملي والدفع قدما للديمقراطية في العلاقات الدولية.
إجماع قوي
عقدت القمة تحت عنوان "شراكة البريكس: عامل قوي في التنمية العالمية"، وتبنت سلسلة من الوثائق التوجيهية لوضع أساس متين لشراكة بريكس.
ومن بين هذه الوثائق، أظهر إعلان بريكس في أوفا توصل أعضاء التكتل إلى إجماع حول قضايا دولية رئيسية متنوعة مثل إعادة هيكلة الأمم المتحدة، والذكرى السنوية الـ 70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية وأوضاع الاقتصاد العالمي، إضافة إلى العلاقات الإقليمية مثل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، والقضية النووية الإيرانية ، وقضية أفغانستان والأزمة الأوكرانية.
وتعد ورقة مهمة اخرى، استراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول البريكس دليلا لتعاون التكتل في قطاعات مثل التجارة والاستثمار والتعدين، والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والمالية والاقتصادات وغيرها.
ووفقا لقادة دول البريكس، فإن الدائرات الحكومية المعنية في كل بلد ستقوم بإجراءات فعلية لتنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية وخلق خريطة طريق للتعاون في الاقتصاد والمالية والاستثمار بحلول عام 2020.
ومن المتوقع أن توجه الاستراتيجية التعاون الاقتصادي والمالي لدول البريكس وتحقق بشكل نهائي الأهداف العامة لسوق متكاملة والاتصالات متعددة الطبقات والترابط الكامل والتبادلات الثقافية.
وبالإضافة إلى الوصول إلى إجماع حول تعميق التعاون في قطاعات الطيران والصناعة والطاقة وتكنولوجيا معلومات الاتصال وغيرها ، فقد تم التوصل لإجماع حول التبادلات الثقافية والمعلوماتية.
وقالت مذكرة التفاهم التي وقعها وزراء خارجية دول البريكس إن موقع الكتروني رسمي مشترك سيتم تأسيسه لبث معلومات حول دول البريكس وخاصة عن الأنشطة المتنوعة التي تجري من قبل البلد المضيف صاحب الرئاسة الدورية.
وعاكسة المصالح المشتركة العمومية لدول البريكس في القضايا الرئيسية الدولية، ساعدت القمة على تقوية العلاقات بين الدول الأعضاء وتشكيل مجتمع ذى المصالح المشتركة المستند على مبدأ التعاون المتكافئ.
آلية تعاون سليمة
لا يستند تعاون البريكس على إجماع الدول الأعضاء فحسب، لكن أيضا على زيادة عدد الآليات الشاملة المبتكرة لمختلف القطاعات وعلى كافة المستويات.
وبقيادة اجتماع رؤساء الدول، استكمل تعاون البريكس من قبل اجتماعات عالية المستوى حول قضايا الأمن والدبلوماسية، إضافة إلى القطاعات المالية والتجارية والاجتماعية والثقافية.
وتؤكد الاجتماعات المختلفة المستويات المتعددة والاطار الشامل لتعاون بريكس، وتساعد على توسيع مجالات التعاون الجديدة.
وخلال القمة الـ 7 التي عقدت هنا، أعلنت البريكس إطلاق مصرف بريكس الجديد للتنمية وصندوق احتياطي للطوارئ، وكعلامة هامة في عملية التنمية لبريكس، هذا يؤشر لمأسسة وتطبيع التعاون في مجموعة البريكس.
ومن المتوقع أن يوافق مصرف بريكس الجديد للتنمية على مشاريع استثماراته الافتتاحية في بداية عام 2016، آخذا خطوة مهمة باتجاه تحقيق هدف تعميق التعاون في البريكس.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد روسيا رئيسيا لدفع التعاون في الاقتصاد والمالية، إضافة إلى تقوية التفاعل في قطاعات مثل الطاقة والمنتجات المعدنية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وعقدت قمة البريكس الـ 7 من 8 إلى 9 يوليو تحت الرئاسة الدورية لروسيا، كما عقدت منتديات اتحاد التجارة لدول بريكس، والمجتمع المدني والشباب على هامش أعمال قمة أوفا.
وقال فاديم لوكوف، المنسق لدى وزارة الخارجية الروسية لمجموعة (G20) وشؤون بريكس وسفير بعدة بلدان، إن موسكو ستعمل خلال رئاستها الدورية من أجل تعاون برغماتي شامل لجميع دول البريكس.
وأوضح لوكوف أن روسيا ستعزز مساعي بريكس في الاستقرار الاستراتيجي والتعاون في المجالات الطبية والصحية، والتبادلات في قضايا الهجرة، والتعاون في الإعلام، إضافة إلى الشباب والثقافة.
وتؤمن دول البريكس أن الآليات الشاملة والمتزايدة بقوة للتكتل ستساعد بتعزيز وضعها وتأثيرها الدولي.
ديمقراطية العلاقات الدولية
تعد ديمقراطية العلاقات الدولية واحدة من الموضوعات الرئيسية في قمة البريكس، وأعرب رؤساء الدول الخمسة عن استعدادهم ورغبتهم في عدة مناسبات بالمساهمة في الحوكمة العالمية وعملية الديمقراطية للعلاقات الدولية.
وخلال خطابه الرئيسي في القمة، عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن ثقته في مستقبل بريكس واقترح تعميق الشراكة بين البلدان.
وقال شي إن الاستخدام المتصلب أو التهديد باستخدام عقوبات للتعامل ضمن العلاقات الدولية لا يساعد على حل المشاكل، وحث جميع البلدان في العالم على الجوء إلى إجراءات سلمية وسياسية لتسوية النزاعات.
من جانبه، وافق بوتين أنه يجب على بريكس أن تزيد تأثيرها في تسوية القضايا الدولية، في حين اقترحت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أن تحسن بريكس تمثيلها في المؤسسات المالية العالمية.
وانعكست هذه المبادرات في إعلان أوفا، والذي شدد أنه يجب على بريكس تعزيز التنسيق والتعاون مع مجموعة (G20).
وفي الحقيقة ان بريكس بدأت الالتزام بوعدها بدفع قدما ديمقراطية العلاقات الدولية، وان التحضير الجارى لبنك التنمية وصندوق الاحتياطي هو أمثلة على ذلك.
وتم تأسيس الآليتين لمساعدة مشاركة بريكس في الحوكمة العالمية وحماية مصالح دولها الأعضاء .
وفي الوقت ذاته، ستطور العملية المساعي لجعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية، فيما ستزيدان معا من تأثير بريكس عند تسوية الشؤون المالية الدولية.
في كلمات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن قمة البريكس في أوفا ستجعل التكتل عاملا حاسما أكثر في النظام الحكومي العالمي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn