مقابلة خاصة : معارض سوري يرى "صعوبة" تشكيل تحالف اقليمي لمكافحة الارهاب

دمشق 7 يوليو 2015 /رأى المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم اليوم (الثلاثاء) "صعوبة" تطبيق مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتشكيل تحالف اقليمي لمكافحة الارهاب بسبب "تناقض" مواقف دول المنطقة من الازمة في سوريا.

وقال عبدالعظيم في مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم بشأن مقترح الرئيس الروسي الخاص بتشكيل تحالف اقليمي لمكافحة الارهاب إن "من الصعب تطبيقه".

وتابع ان "المسألة تتعلق بمواقف دول متناقضة ومتضاربة، ومن الصعوبة ان تتحول بين وعشية وضحاها من سياسة معينة الى سياسيات مغايرة تماما".

واضاف ان "الرئيس بوتين يضع تصورا لتجاوز السياسات القائمة من اجل مواجهة الارهاب والتطرف وظاهرة تنظيم داعش، ولكن هذا التصور يحتاج الى سياسات مقررة من قبل هذه الدول التي اشير اليها".

وتركيا والسعودية والاردن بجانب سوريا هي الدول التي تحدث الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لدعم تشكيل تحالف بينها لمكافحة الارهاب.

وقال بوتين خلال لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اثناء زيارته الى موسكو في نهاية يونيو، إن روسيا مستعدة لدعم دمشق اذا اتجهت للدخول في حلف مع دول اخرى في المنطقة، بينها تركيا والسعودية والاردن لمكافحة الإرهاب وخطر التنظيمات المتشددة في سوريا والعراق.

وترى دمشق في هذا الامر "مسألة تحتاج الى معجزة"، لكنها اكدت انها مستعدة لمثل هذا التعاون.

وتتهم دمشق هذه الدول بتمويل ودعم التنظيمات المتشددة النشطة في سوريا، خاصة تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة المسجلين على لوائح الارهاب الدولي واللذين يخوضان معارك ضد الجيش السوري.

واعتبر المعارض السوري "ان كل الصراعات والتناقضات القائمة في المنطقة، هي التي اوصلت الامور الى ما وصلت اليه" في سوريا.

وقال "إن بيان جنيف الذي صدر في يونيو عام 2012 عن المجموعة الدولية (..) وضع خارطة طريق لحل الازمة السورية (..) وهذه الدول نفسها مارست سياسات مغايرة تماما لما ورد في بيان جنيف، وبالتالي بدلا من ان يكون هناك توافق دولي واصرار واجماع على الحل السياسي حصل صراع مسلح وتشجيع للعنف والتطرف، ما ادى الى اطالة امد الازمة السورية" التي تجاوزت اربع سنوات.

ويطرح بيان جنيف1 حلا سياسيا للازمة في سوريا، وينص بشكل اساسي على ان تقوم السلطات السورية والمعارضة بتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، دون ان يتطرق الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

ولا يرى المعارض السوري بديلا للحل السياسي للازمة في بلاده مع تنامي ظاهرة العنف في عموم المناطق السورية وخروج مناطق من تحت سيطرة الدولة السورية.

ويقول عبدالعظيم في هذا السياق إن "كل الرهانات على الحسم العسكري وبقوة السلاح وصلت الى طريق مسدود سواء كان من جهة النظام او من جهة من يدعم المعارضة المسلحة لإسقاط النظام".

وتابع انه "لم يبق هناك سوى طريق الحل السياسي".

وحذر من ان الاستمرار في الاعتماد على الحل العسكري والصراع المسلح يعني "المسير نحو المزيد من الخراب والدمار والنزوح والهجرة الخارجية واستمرار المآسي" في سوريا.

ورأى ان نجاح الحل السياسي في سوريا يتطلب الاستناد الى مقررات بيان جنيف ووجود توافق دولي حول الحل السياسي.

واكد عبدالعظيم في هذا الصدد "ان حظوظ الحل السياسي للازمة اكبر بكثير من تبني الصراع المسلح"، خاصة مع بروز "تحول واسع لدى الكثير من الدول الاوروبية والاقليمية والعربية باتجاه الحل السياسي خاصة بعد ان بدأت تشعر ان العنف والتطرف في سوريا سيرد الى شعوبها".

واثنى المعارض السوري على نشاط المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا وتحركاته في الدول العربية والاقليمية، قائلا إن "دي ميستورا يحاول ان يحقق عوامل النجاح لخطته او لافكار الحل للازمة السورية وعلى رأسها تجميد القتال في المناطق التي يجري فيها الصراع المسلح".

وشدد عبدالعظيم على ان " كل الجهود تصب باتجاه الحل السياسي".

ورأى في رد على سؤال بشأن معارك القوات الكردية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ان هذه المعارك تدعم الحل السياسي في سوريا.

وقال عبدالعظيم بشأن تصريح وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر، من ان اندحار تنظيم الدولة الاسلامية في الشمال السوري يعني تقدم القوات الكردية، "إن سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في بعض المناطق الشمالية هو لصالح الشعب السوري والحل السياسي لان مواجهة داعش (المسمى المختصر والشهير لتنظيم الدولة الاسلامية) ضرورية وينبغي ان تشمل كل المناطق" في سوريا.

واعرب عن دعم هيئة التنسيق الوطنية للمقاتلين الاكراد، قائلا "إن هيئة التنسيق الوطنية تقف مع وحدات حماية الشعب الكردية وتتضامن معها لانها تقاتل تنظيم داعش ضمن الاراضي السورية في الشمال".

وقال وزير الدفاع الامريكي الاثنين، في مؤتمر صحفي مشترك، جمعه بنظيره الفرنسي، جان إيف لو دريان، في البنتاغون "زدنا فعالياتنا في سوريا، واعتقد انكم قد لاحظتم بعضه في الايام الاخيرة".

واكد ان زيادة العمليات العسكرية ضد داعش في محافظة الرقة جاءت نتيجة "للعمل الفاعل للقوات الكردية البرية، والتي اعطتنا فرصة دعمهم تكتيكياً".

وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية قبل نحو ثلاثة اسابيع على مدينة تل ابيض التابعة لمحافظة الرقة شمال سوريا بعد معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية، الذي كانت قد طردته سابقا من مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود مع تركيا.