بقلم روبرت لورنس كوهن، خبير أمريكي في الشؤون الصينية
يأتي الحزب الشيوعي الصيني على رأس قائمة سوء الفهم الموجود حيال الصين. فهناك العديد من الناس الذين لا يعرفون الحزب الشيوعي الصيني جيدا، وخاصة عدم معرفتهم لمرحلة تحوله من "حزب ثوري" إلى "حزب حاكم". وفي ظل الإهتمام العالمي المتزايد بالصين، يعد فهم الحزب الشيوعي الصيني مفتاح فهم الصين.
القضية الرئيسية في فهم الحزب الشيوعي تكمن في تعرف العالم لسبب أن نظام التعددية الحزبية والتشاور السياسي الذي يقوده الحزب الشيوعي هو أكثر نظاما مناسبا للصين في الوقت الحالي. حيق حققت الصين في ظل حكم الحزب الشيوعي نجاحات تنموية كبيرة، وهذا يعني أن إيجابيات الحزب الشيوعي أكبر بكثير من سلبياته. وبالنسبة للصين التي ظلت لفترة طويلة تسجل نموا غير متكافئ، تكمن أهمية هذا النظام في قدرته على التنفيذ بشكل سريع. مثلا ساهمت حزمة سياسات التحفيز التي إتبعتها الصين بعد الأزمة المالية في تجنيبها من الأنزلاق في أزمة الركود الإقتصادي العالمي. من جهة أخرى، يمكن لهذا النظام أن يضمن تنفيذ الإستراتيجيات طويلة المدى، وإستراتيجية تنمية الأقاليم الغربية مثال على ذلك.
هناك من يرى بأن نظام التنافس الحزبي يمكن أن يجعل الصين أكثر إستقرارا، لكن هذا بعيد عن الواقع الصيني، ويبقى مجرج أمل وخيال. وبالنظر من مختلف نواحي الحياة الواقعية، نجد أن الشعب الصيني يتمتع بحرية شخصية غير مسبوقة في التاريخ الصيني. وأنا دائما ما أقول أن النجاح الإقتصادي هو الإنجاز الثاني للحزب الشيوعي، أما الإنجاز الأول فهو تحرير روح الشعب الصيني، و"تحرير الفكر".
وهناك من يقول بأن حزبا سياسيا بني على الفلسلة السياسية للقرن الـ19، ليس حزبا حديثا، وهذا يعود إلى كونهم لا يعرفون جيدا ميزة "التعلم" لدى الحزب الشيوعي الصيني، فالحزب الشيوعي الصيني يشجع أعضائه على توسيع المعارف العملية والإقتصادية والثقافية وغيرها، والمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي تعد خير مثال على ذلك، حيث نجد من بين المحتو يات التي يتعلمها الأعضاء، نجد تكنولوجيا المعلومات، التجارة الإلكترونية، الزراعة، المالية، البيئة، القانون، التجارة الدولية، الدين والعلاقات الدولية والقيادة وغيرها، ومن خلال ميزة التعلم، قدم الحزب الشيوعي مثالا في الحكم بالنسبة للأحزاب الأخرى.
على مستوى تحديد ودفع السياسات الجديدة، يركز الحزب الشيوعي الصيني على الاختبار في الممارسة--- يجب تطبيق السياسات في نطاق واسع بعد النجاح في التجارب صغيرة النطاق. وهذا يجنبه بشكل فعّال من إرتكاب الكثير من الأخطاء. كما يمتلك الحزب الشيوعي آلية لإختيار الموظفين العموميين، ويشترط في قيادييه الخلفية العلمية الجيدة والتجربة الطويلة في العمل القاعدي والتجربة الواسعة والثرية. ويعد فريق الموظفين الذي يعتمد عليه الحزب الشيوعي الصيني من بين الفرق الأكثر كفائة في العالم.
يظهر الحزب الشيوعي الصيني بشكل مستمر رحابة صدر في الإنفتاح على الخارج، كما يعمل على تعزيز الحوار الدولي. وهذا يرسل رسالة إيجابية، ويشكل قوة توازن. من جهته يعمل الحزب الشيوعي حثيثا ليجعل العالم يفهمه أكثر. وأبرز مثال على ذلك، سلسلة كتب "قراءة في الحزب الشيوعي الصيني"، الصادرة عن مجلة الصين اليوم.
يحمل الحزب الشيوعي الصيني على عاتقه رسالة تاريخية. وبعد ألف عام من الآن، عندما يؤلف الناس كتابا تاريخيا للنظام السياسي، قد تكون الصين اليوم مثالا ناجحا على المجتمع الديمقراطي المزدهر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn