المقاومة الصينية في عيون الأجانب : الصين هي العمود الفقري في الحرب العالمية الثانية

قال الياس كونستانس أستاذ العلوم السياسية في جامعة كريت، اليونان في مقابلة صحفية مؤخرا، ان التاريخ لم يكتب ولم يظهر بشكل كامل دور الصين في الحرب العالمية الثانية، وبدقة اكبر،تجاهل دور الصين الهام في الحرب، وينبغي تصحيح هذا "الخطأ التاريخي". مضيفا:" دور الصين بارز في الحرب العالمية الثانية ويستحق تأكيد دولي".

الياس كونستانس باحث في الشؤون الصينية وكان محاضرا في جامعة بكين ،وصاحب رؤية عميقة لدور الصين في الحرب. وأكد ان تاريخ نشوب الحرب العالمية الثانية الصحيح هو عام 1937 وليس 1939 كما تذكره الكتب المدرسية الحالية. موضحا ان شرارة نشوب الحرب العالمية الثانية بدأت قبل غزو المانيا النازية لبولندا في عام 1939 ، كما يدعي بعض المؤرخين الغربيين، إذ ان بداية الحرب العدوانية الامبريالية اليابانية الشاملة على الصين كانت عام 1937، كما أنها نقطة الانطلاق لحرب المقاومة الصينية الشاملة ضد العدوان الياباني. وعليه، فإن تسجيل بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939 يعني تجاهل مذبحة نانجينغ التي ارتكبها الغزاة اليابانيون في نانجينغ عام 1937. وهذا التعتيم والستر على التاريخ الحقيقي من شانه ان يضلل عقول الاجيال الحاضرة والقادمة لفهم التاريخ.

يعتقد الياس كونستانس أن الصين لعبت دورا حاسما في تحقيق الحلفاء النصر النهائي في الحرب العالمية الثانية، وينعكس الدور الصيني في الكثير من الجوانب. اولا، نتج عن الحرب العالمية الثانية سقوط 35 مليون ضحية ما بين مدني وعسكري صيني، وتعتبر الصين واحدة من الدول التي قدمت تضحيات جسيمة خلال الحرب. ثانيا، خاضت الصين مقاومة صلبة بمفردها في ساحة المعركة في اسيا والمحيط الهادئ قبل ان تضطر امريكا دخول الساحة عام 19941 . ثالثا، الحرب التي خاضتها الصين خلال 14 عاما هي بداية الحرب العالمية الثانية وأطول حرب الحلفاء.كما أشاد الياس كونستانس بقوة وصمود الجنود والمدنيين الصينيين في الحرب قائلا:" دور الجنود والمدنيين الصينيين بطولي في المقاومة، حيث استطاع بعزيمته وإصراره تأخير وتيرة التوسع العسكري الياباني، وتحقيق الفوز وانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية." مضيفا،" الصين العمود الفقري للانتصار في الحرب العالمية الثانية."

قال الياس كونستانس: " أنّ هذا العام يصادف الذكرى ال70 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، وفي هذه اللحظة التاريخية، لم يعد بوسعنا غض الطرف عن الدور الصيني الكبير في الحرب العالمية الثانية. و انتصار في الحرب العالمية الثانية هو انتصار الشعوب المحبة للسلام ضد الفاشية في جميع انحاء العالم. وحان الوقت للاعتراف بالتضحيات والانجازات التاريخية التي حققتها الصين خلا ل الحرب العالمية الثانية. مضيفا:" ان عدم تمكن العالم تذكير حرب واجهتها البشرية برؤية عالمية مشتركة ، يعني ان معنى الذكرى سوف يتقلص الى حد كبير، و يشير الى ان الدروس لم تذكر التاريخ تماما.

ومن منظور الياس كونستانس، فإن تجاهل واحتقار دور الصين الكبير في الحرب العالمية الثانية، يعود الى المركزية الغربية. وعلق جياتيسي :" ان النسيان الانتقائي هو عدم احترام تاريخ البشرية، وغالبا ما يحصل على عقوبة تاريخية. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا بعنوان :" العالم مدين للصين " دين الحرب""، يعتقد ان العالم لم يعترف بدور الصين في الحرب العالمية الثانية، ودعا المجتمع الدولي الى العدالة. 

ويعتقد الياس كونستانس ، ان بعض الناس قد يواصلون الصمت بشان تاريخ مقاومة الصين للحرب ، ولكن الصين لا ينبغي الصمت، وينبغي تحمل مسؤولية في تسجيل تاريخ ودور الصين في الحرب العالمية الثانية من اجل اظهار الحقيقة التاريخية للأجيال القادمة.